cc609ece-4b2e-47ef-9519-94ab9176ec84 إزالة الصورة من الطباعة

الأغوار الشمالية.. "نذر الكارثة" تتهدد عشرات العائلات بالهدم والتشريد

دائرة شؤون اللاجئين -26/1/2021- لم تكف سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منذ مطلع العام الحالي، وما قبل ذلك بكثير، عن تسليم إخطارات بالهدم ووقف البناء بشكل متسارع في مناطق مختلفة من الأغوار الشمالية، تزامنا مع قيامها بعمليات تصوير واسعة النطاق للمنطقة باستخدام طائرات مسيَّرة.

هذه العمليات بلغت ذروتها اليوم عندما اقتحمت سلطات الاحتلال خربة الميتة التابعة لوادي المالح وسلمت 20 إخطارا بوقف البناء في عدد كبير من المسكن والمنشآت، والتي تضم خياما وحظائر ماشية تعود ملكيتها لـ ١٩ عائلة من الخربة.

عدد الإخطارات الكبيرة وما يرافقها من عمليات تصوير لمنشآت المواطنين قادت الأهالي لتخوفات كبيرة وجدية من احتمالية القيام بعمليات هدم كبيرة في المنطقة، على غرار عملية الهدم التي حدثت في خربة حمصة الفوقا قبل شهرين، علما أن خربة الميتة التي تسكنها ٢٣ عائلة تعرضت لهدم سابق في العام ٢٠١٢.

في هذا السياق، يقول رئيس مجلس قروي المالح مهدي دراغمة في حديث مع "وفا" إن عمليات الإخطار التي جرت اليوم تعتبر الأكبر في المنطقة منذ فترة طويلة، حيث تم إخطار غالبية منشآت خربة الميتة.

ويضيف أن أهالي المنطقة يعيشون في خوف مستمر نتيجة لذلك،  وأن "نذر الكارثة" تقترب.

بدوره، أوضح الناشط الحقوقي عارف دراغمة، أن تصاعد سياسات الاحتلال التعسفية بالأغوار والمتمثلة مؤخرا بتصوير منشآت السكان وتسليمهم إخطارات تعتبر جزءا من سياسة تهدف إلى زعزعة استقرار المواطنين وتهديد حياتهم وممتلكاتهم.

وأضاف أنه منذ الإعلان عن مشروع ضم الأغوار، لوحظ استخدام طائرات التصوير المسيَّرة بشكل كبير تزامنا مع تصاعد الإخطارات، وهو ما يعني أن الاحتلال يعمل من خلال ذلك على رسم حدود المناطق التي ينوي تنفيذ عمليات تدمير وهدم وتشريد فيها. وأوضح أنه منذ أوائل شهر كانون أول الماضي وحتى الآن سلمت سلطات الاحتلال حوالي 350 إخطارا في مناطق الأغوار ككل، ولكن أغلبها في الأغوار الشمالية ومنطقتي الجفتلك وفصايل في الأغوار الوسطى.

وتتنوع الإخطارات التي يقدمها الاحتلال تحت مسميات مختلفة، منها: إخطارات الإزالة، وإخطارات الهدم، وإخطارات وقف البناء تحت عدة ذرائع، وعادة يتبع هذه الإخطارات عمليات هدم للمنشآت المخطرة.

وما يفسر تصاعد هذه الإجراءات منذ أواخر العام الماضي 2020 ومطلع العام الحالي، وفقا لدراغمة، هو استغلال الظروف الدولية المتوترة لفرض أمر واقع على الأرض والاستيلاء على أكبر قدر ممكن من أراضي الأغوار.

وأكد أن كل ما يجري مؤخرا من إخطارات وعمليات تصوير متسارعة ينذر بعملية هدم واسعة النطاق على غرار عملية الهدم التي حدثت في خربة حمصة في الرابع من شهر تشرين ثاني، لا سيما وأن المستوطنين يقودون سياسة دولة الاحتلال في مناطق الأغوار ويوجهون الحكومة الإسرائيلية في هذا الشأن.

وفقا لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم) فإن "معظم أراضي منطقة الأغوار وشمال البحر الميت تستغلّها إسرائيل لاحتياجاتها هي، إذ تمنع الفلسطينيين من استخدام نحو 85% من المساحة".

ويؤكد (بتسيلم): "تفرض إسرائيل على الفلسطينيين البقاء ضمن بلداتهم التي ضاقت عليهم وتمنع منعًا شبه تامّ البناء الفلسطيني في المناطق المصنّفة C.

 ووفق معطيات بتسيلم "في الفترة ما بين 2006 وأيلول 2017 هدمت الإدارة المدنية 698 وحدة سكنيّة على الأقلّ في بلدات فلسطينية في منطقة الأغوار. المباني التي هُدمت كان يسكنها 2948 فلسطينيًّا بينهم على الأقلّ 1334 قاصرا. 783 من الفلسطينيين الذين هُدمت منازلهم ألمّت بهم محنة هدم منزلهم مرّتين على الأقلّ.

 ويضيف مركز بتسيلم: "منع البناء والتطوير الفلسطيني في منطقة الأغوار يمسّ على وجه الخصوص بنحو 10.000 فلسطينيّ يسكنون في أكثر من 50 تجمّعا سكّانيا (مضارب) في مناطق C، حيث تسعى إسرائيل بشتّى الطرق لترحيلهم عن منازلهم وأراضيهم. وتمنع السلطات هذه التجمّعات من أيّة إمكانيّة للبناء القانوني وفق احتياجاتها وترفض ربطها بشبكتَي الماء والكهرباء".