1294978431 إزالة الصورة من الطباعة

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يسيطر على الانتخابات التمهيدية لمرشح الحزب الديمقراطي للكونغرس في كليفلاند

دائرة شؤون اللاجئين -3/8/2021- سيطر ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على الانتخابات التمهيدية لمرشح الحزب الديمقراطي للكونغرس الأميركي، في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو.

واحتدم الصراع بين أنصار إسرائيل والمتضامنين مع الحق الفلسطيني في الولايات المتحدة، وسيطر على الانتخابات الفرعية في الدائرة رقم 11 في ولاية أوهايو لملء مقعد شاغر في الكونغرس.

وبرز الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في هذه الانتخابات على أي ملف اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي آخر بين المتنافستين على المقعد، وكذلك في تغطية وسائل الإعلام للانتخابات، فيما انهالت تبرعات بملايين الدولارات من قبل داعمي كلتا المترشحتين، ضمن معركة يعتقد على نطاق واسع أن نتائجها ستعكس معادلات جديدة ستكشف في جميع احتمالاتها عن حقيقتين هما: تصاعد التأييد للحق الفلسطيني داخل الولايات المتحدة، وأن الخلاف حول التأييد المطلق للإدارة الأميركية لإسرائيل بات قضية خلافية أميركية داخلية.

وتجري المنافسة على مقعد الكونغرس بين المرشحة نينا تيرنر، وهي مؤيدة للحقوق الفلسطينية ومحسوبة على الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي ويؤيدها تحالف للمؤسسات الفلسطينية الأميركية، وبين شارون براون المؤيدة لإسرائيل والمدعومة من مركز الحزب الديمقراطي وأنصار إسرائيل، فيما تلقت أيضا تمويلا كبيرا من أنصار الحزب الجمهوري للفوز عن مقعد الحزب الديمقراطي.

وخلال الشهرين الماضيين، أشارت عشرات وسائل الإعلام الأميركية في عناوينها، إلى تحول الانتخابات الأولية الفرعية داخل الحزب الديمقراطي التي ستجري اليوم، الثالث من شهر آب الجاري، لاختيار المرشح الذي سينافس على مقعد مدينة كليفلاند كمرشح عن الحزب الديمقراطي في انتخابات الكونغرس التي ستجري في الثاني من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر نهاية العام الحالي.

وقد شغر مقعد مدينة كليفلاند في الكونغرس، بعد أن تم تعيين عضوة الكونغرس ميرسي فودج وزيرة للإسكان في حكومة بايدن.

وتعتبر نتيجة الانتخابات الأولية داخل الحزب الديمقراطي حاسمة، لأن من سينجح فيها اليوم سيمتلك فرصة مضمونة للفوز في الانتخابات العامة المقبلة في تشرين الثاني/ نوفمبر، لطبيعة مدينة كليفلاند التي تصوت بأغلبيتها لمرشحي الحزب الديمقراطي، ومن يرشحه الحزب يضمن الفوز بالانتخابات العامة عن المدينة.
وفيما يلي استعراض لاهتمام الصحف الرئيسية بالانتخابات وبمحورها، وهو الصراع بين أنصار فلسطين وإسرائيل، لإيضاح حقيقة أن ملف الموقف الأميركي من الحقوق الفلسطينية بات مطروحا كملف رئيسي في هذه الانتخابات:

ففي مادة إعلامية أذاعتها ونشرتها قناة وموقع الـ"سي إن إن" يوم الأحد الماضي، قالت إن لجنة العمل السياسي التابعة للوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة ولجنة أنصار إسرائيل في الحزب الديمقراطي استثمرتا مبالغ ضخمة في الدعاية المضادة لإسقاط المرشحة تيرنر.

كما نشر عضو الكونغرس عن ويسكونسن، مارك بوكان، تغريدة على تويتر تساءل فيها: لماذا لا تكتب لجنة دعم إسرائيل في الحزب الديمقراطي اسمها تحت الإعلانات المناهضة للمرشحة تيرنر؟ ليجيب: "إنها أموال الظلام المستخدمة لتمويل إعلانات ظلام".

أما صحيفة "جويش انسايدر"، فنشرت مادة عنوانها "خلاف المرشحتين حول الموقف من إسرائيل وغزة" مشيرة إلى تأييد تيرنر ربط المساعدات لإسرائيل باحترام حقوق الشعب الفلسطيني، ونشرت الصحيفة ذاتها مادة أخرى تقول إن أنصار إسرائيل في الكونغرس يدعمون المرشحة بروان.

كما نشر موقع "صالون" مادة إعلامية عنوانها: "من يخاف من فوز تيرنر هم كبرى الشركات وشركات الأدوية واللوبي الإسرائيلي".

وفي تغطيتها للانتخابات، أشارت قناة "إن بي سي" إلى أن الخلاف بين المرشحتين حول تقييد المساعدات لإسرائيل، حيث تؤيده تيرنر وترفضه بروان.

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عنونت مادة عن الانتخابات بـ: "انتخابات أوهايو معرضة للانقسام داخل الحزب الديمقراطي حول إسرائيل".

وصحيفة "بوليتكو"، قالت في مادة لها، إن أنصار تيرنر يتهمون المرشحة براون بأنها "دمية يحركها أصحاب المصالح الخاصة، وبينهم اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة".

أما صحيفة "الانترسيبت" فنشرت مادة عنوانها: "لوبيات النفط والغاز تتدخل في انتخابات أوهايو وتتبرع بمليون وربع مليون دولار للجنة إسرائيل في الحزب الديمقراطي لدعم المرشحة براون".

وصحيفة "ذا هيل" قالت في مادة لها عن الانتخابات، "إن قضية موقف تيرنر من إسرائيل دفعت أعضاء آخرين في الحزب الديمقراطي لدعم منافستها"، مشيرة إلى بيان عن لجنة دعم إسرائيل في الحزب الديمقراطي اعتبر أن بيرنر لا تدعم بايدن وأنها رفضت دعم ترشح هيلاري كلينتون في الانتخابات الماضية.

ونشرت حول الموضوع ذاته عشرات الصحف الأخرى، التي تشير إلى أن الصراع بين أنصار فلسطين وأنصار إسرائيل في الولايات المتحدة بات أمرا مركزيا في هذه الانتخابات، لكن بغض النظر عمن سيفوز اليوم في مدينة كليفلاند، فالنتيجة ستؤشر إلى أن الحق الفلسطيني في الولايات المتحدة بات قضية رئيسية وداخلية.