مدير عمليات الوكالة بالضفة لـ"القدس": انهاء الوكالة مرتبط بحل قضية اللاجئين إزالة الصورة من الطباعة

مدير عمليات الوكالة بالضفة لـ"القدس": انهاء الوكالة مرتبط بحل قضية اللاجئين

بيت لحم- "القدس" دوت كوم- نجيب فراج- قال مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية سكوت اندرسون، ان امام المنظمة العالمية التي تعني بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في هذه المرحلة ثلاثة تحديات هامة وهي: حل مشكلة العجز المالي للعام الجاري، وافتتاح السنة الدراسية للعام 2016/ 2017 اما التحدي الثالث فانه يتعلق بالخلافات النقابية مع اتحاد العاملين العرب في وكالة الغوث بالضفة.

واوضح اندرسون في لقاء مطول اجرته معه " القدس" دوت كوم في مقر "الاونروا" بمدينة الخليل، بحضور مدير وكالة الغوث في جنوب الضفة امجد ابو لبن، وكاظم ابو خلف مستشار مدير العمليات للشؤون السياسية والمحلية، وعيسى ابو الخيران نائب مدير مكتب الخليل في "الاونروا" ان "عجز وكالة الغوث المالي لهذا العام يبلغ نحو 96.8 مليون دولار وهو مبلغ كبير من شأنه ان يؤثر على أداء الاونروا التي تسعى لدى المانحين لاغلاق هذا العجز في اسرع وقت ممكن".

تحريض ضد "الانروا"

واشار الى ان "الاونروا تتعرض لحملة تحريضية تهدف التاثير على المانحين للاحجام عن تقديم المنح اللازمة وانه ويقف على رأس هؤلاء المحرضين صحفي يدعى ديفيد بيدين يحاول شيطنة وكالة الغوث وكأنها تخرج عن المسار الذي اسست من اجله، ويحاول ان يصفها بالكثير من الاوصاف غير الصحيحة والمضللة ومن بينها التشكيك بان مدارس الوكالة في غزة وجدت فيها وسائل قتالية، وهذا مناف للحقيقة تماما، وقد سبق للوكالة ان نفته مرارا وتكرارا، وذلك بهدف تجفيف منابع التبرعات، ولذا نحن نبذل الجهود الكبيرة من اجل عدم تغيير نظرة المانح لنا".

السنة الدراسية الجديدة

وبخصوص العام الدراسي الجديد المقرر ان يفتتح مطلع ايلول المقبل، فان مدارس الاونروا في الضفة الغربية البالغ عددها 96 مدرسة يتعلم فيها نحو 50 الف طالب وطالبة من الصف الاول وحتى الصف التاسع الاساسي، اوضح اندرسون ان الصف الواحد سوف يضم في الحد الاعلى 50 طالبا في المعدل علما ان المعدل الطبيعي للصف الواحد يفترض ان يكون بين 38 الى 45 طالبا وطالبة.

واعرب مدير عمليات وكالة الغوث في الضفة عن فخره بجودة التعليم الذي تقدمه مدارس "الاونروا" وقال ان هذا "بائن للعيان" وان تقريرا البنك الدولي الذي صدر مع بداية هذا العام اشار الى ان الوضع الاكاديمي في مدارس الوكالة "متقدم عن المدارس الحكومية".

واشار في هذا السياق الى عدد من قصص النجاح التي سجلت في مدارس الوكالة ومن بينها قصة طالبة من مخيم الفوار في الصف التاسع (من عائلة شوابكة) قدمت مشروعا يقضي بخلط مادة الاسفلت بالسليكون والكاتشوك لمنع حدوث تجمد في الشوارع خلال الايام الباردة في الشتاء لمنع الانزلاق، وان هذه الطالبة تعرض في هذه الفترة مشروعها بجامعة ميرلاند في واشنطن وعند عودتها سيتم الاحتفاء بها.

خلافات نقابية

واوضح اندرسون ان التحدي الثالث الذي تواجهه "الانروا" في الضفة الغربية يتعلق بالخلافات النقابية مع اتحاد العاملين العرب في الوكالة موضحا ان الحوارات بهذا الشأن ما تزال جارية مع النقابة التي تمثل كافة العاملين والموظفين البالغ عددهم 4400 موظفا وموظفة.

واشار الى ان النقابة تطالب برفع الرواتب وان الحوارات ما تزال جارية ولم تصل الى طريق مسدود بعكس بعض الشائعات وقال" نحن لدينا الان فرصة بين الادارة والنقابة وعلاقاتي مع رئيس النقابة الجديد جمال عبد الله الذي خلف الدكتور شارق الرشق ممتازة، وسوف نعلن عن نتائج الحوار في الوقت المناسب".

الوكالة والبيرقراطية

وحول ما تعانيه ادارة "الاونروا" من بيرقراطية تؤثر سلبا على عملها قال اندرسون ان "الوكالة مؤسسة ضخمة وقديمة وهناك سياسات تحكمنا سواء فيما يتعلق بالمشتريات او غيرها، ونحن نشدد على الشفافية في هذا المجال، واحدى النجاحات التي جرى تحقيقها في الاونة الاخيرة مع السعودية حيث طبقنا المشاريع التي جرى التخطيط لها بحذافيرها. من هنا أريد القول بان جزءاً من البيرقراطية ضروري، وجزء آخر ليس ضروريا، وانا ابذل كل جهودي من اجل ان نعمل على تغيير هذا الجزء".

طلبة المعاهد والشروط

وقال ردا على سؤال حول بعض الشروط الصارمة التي تضعها ادارة "الاونروا" على الطالبات والطلبة الملتحقين بمعهد الطيرة (مثل عدم تدخل الطلبة في السياسة او التعبير عن ارائهم السياسية داخل جدران المعهد، ومنع الطلبة من ارتداء قمصان تحمل رموزا سياسية) انه " لا بد ان اشدد هنا ان الموظفين في الاونروا يجب ان يلتزمو بشروط الوكالة، مع معرفتنا بان كل الموظفين الفلسطينيين فخورين بفلسطينيتهم وبوطنهم فلسطي"ن، اما فيما يتعلق بالطلبة والطلبات فقد قال بانه ليس لديه معلومات بشأن الشروط التي ذكرت في سياق السؤال ووعد بان يتفحص ذلك بنفسه.

السلطة ومصير الوكالة

ونفى مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل قاطع ما يتردد من ان الدول المانحة ربما تخطط في ان تحيل مسؤولية اللاجئين الى السلطة الفلسطينية في محاولة لتصفية قضيتهم، وما اذا كانت هناك مفاوضات سرية بهذا الشأن وقال بان "كل هذا ما هو الا شائعات".

واشار الى ان "السلطة الفلسطينية نفسها لديها عجز مالي، فكيف ستستطيع ان تتحمل اعباء اللاجئين ايضا".

وقال ردا على ما يتردد عن انهاء الوكالة بان ذلك مرتبط فقط بايجاد حل عادل وشامل لقضية اللاجئين وقال "نحن نتواصل مع منظمة التحرير الفلسطينية من خلال دائرة شؤون اللاجئين التابعة للمنظمة، وان السيناريو الوحيد لانهاء الوكالة وعملها هو التوصل لحل عادل وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين بعد المفاوضات المباشرة بين الطرفين، ومن دون ذلك ستبقى الوكالة تعمل في اقاليمها الخمسة "، اما عن حق العودة فقد قال انه "يجب التوجه بهذا السؤال الى الدكتور صائب عريقات".

ونفى اندرسون ما يردده بعض النشطاء في صفوف اللاجئين عن وجود تقليصات في الخدمات المقدمة من قبل الاونروا وقال "نحن نقدم خدماتنا وما نزال نقدمها بما يحافظ على كرامة اللاجئين، وبما يتناسب مع التطورات العصرية، فمسألة الطوابير الطويلة في انتظار الدور للحصول على المساعدات انتهت بعد ادخال برامج الكترونية تطويرية على الخدمات".

واضاف " لدى الاونروا عجز مالي صحيح ولكن الصحيح ايضا هناك جهود تبذل من اجل القفز عن هذه العقبات".