موفق إزالة الصورة من الطباعة

جريمة حرب في القدس واحتلال اسرائيلي اميركي مزدوج ...الكاتب: موفق مطر

الكاتب: موفق مطر

قد تكون دولة ترامب أقوى دولة على الأرض، لكنها أفقر دولة للعدالة وأغناها ظلما وأدناها في سلم القيم الانسانية.

الشجاع لا يغدر ولا يزيف ولا يناصر الباطل على الحق.. ومن البديهي ان يكون ترامب في نظر نتنياهو بطلا.. ذلك ان الطغاة يرثون بعضهم وبشخوصهم معجبون.

ترامب جاهل بالحقائق التاريخية في القدس، فعمر دولته العظمى أصلا لا يساوي عمر اصغر بيت فلسطيني في القدس.

كيف يمكن ان يكون مستقبل اسرائيل حافلا بوعود مشرقة للسلام كما قال كوشنر، فيما هو ينوب رئيسه ترامب بتدشين افتتاح قاعدة اميركية عسكرية في القدس المحتلة.

الذين حضروا حفل افتتاح سفارة ترامب في القدس شركاء في جريمة حرب، لأنهم يعلمون ان أي تغيير ديمغرافي في ارض محتلة جريمة حرب وفق القانون الدولي.

نقل السفارة الأميركية للقدس واعتبارها عاصمة لدولة الارهاب والتمييز العنصري والاحتلال والاستيطان الاستعماري ، بداية لدخول العالم فيما يسمى (صراع الغاب ).

يعتقد ترامب بقدرة قادة اسرائيل على تصفية وجود الفلسطينيين كما فعل اجداده بالهنود الحمر .. لكن هل قيل له إن مئة عام من المجازر والحروب والإرهاب والتشريد والحملات المنظمة على الشعب الفلسطيني قد رسخت علاقة الفلسطيني بأرض وطنه الأزلي فلسطين، وأن الفلسطينيين رغم النكبة والنكسة هم اليوم اكثرية على ارضهم التاريخية والطبيعية.

قد يكون ترامب بارعا في الحساب، لكنه فاشل في التاريخ والجغرافيا وساقط في الأدب واللغة ومعانيها الانسانية، وراسب في الفيزياء لأنه يجهل اتجاه حركة الشعوب الحرة، وخصائص كيمياء الوطنية الفلسطينية، فهذا الرجل يحتاج الى اعادة تأهيل في مستشفى امراض نفسية او يحتجز في (عصفورية)، لأنه ان بقي طليقا سيراه العالم وهو في ذروة المتعة واللذة فيما العالم يحترق ويشتعل بنيران ساديته وسذاجته!.

سيسجل المؤرخون يوم الرابع عشر من ايار من هذا العام 2018 تاريخا لابتداء الولايات المتحدة الأميركية غزو واحتلال فلسطين، ليس عبر الدعم العسكري والمالي اللامحدود لاسرائيل وإنما بالوجود المباشر، فنحن نعتبر سفارة البيت الأبيض في القدس المحتلة قاعدة عسكرية، ومثلها اي سفارة لأي دولة قد تنقل الى أرض عاصمة فلسطين التاريخية الأبدية ما دامت محتلة، وما لم تعد حرة وبسيادة قانون ودستور الشعب الفلسطيني عليها.

ليست مشكلتنا مع الشعب الأميركي، وإنما مع الرئيس دونالد ترامب، وادارته الجديدة، التي حولت الولايات المتحدة الأميركية الى دولة خارجة على الشرعية الدولية وشريكة عملية في (الاحتلال الاستعماري الاسرائيلي) فهبطت حسب معيار الفكر السياسي الانساني مكانتها من دولة عظمى كان ممكنا ان تكون راعية لعملية سلام تحل اعقد قضية في العالم، الى دولة يبدو رئيس ادارتها ترامب الجانح نحو الحروب والصراعات الدموية كراع لمنظومة دولة ليس في سجلها القصير والقصير جدا قياسا الى اعمار الدول العريقة الا صور الارهاب والاستعمار والنكبات والمجازر والحروب والاعدامات الميدانية، وتهجير المواطنين الفلسطينيين من ارض وطنهم التاريخي والطبيعي فلسطين.

تحتل الولايات المتحدة الأميركية قرارات عواصم تكاد لا ترى على خارطة العالم، رغم مساحة وخيرات بعضها الكبيرة والكثيرة، وتفرض وجودا عسكريا هنا وهناك، وهنالك (قواعد عسكرية) تحت مسمى اتفاقيات ومعاهدات، وتستطيع عبر برنامج تخويف من (اعداء مفترضين) التأثير على أدمغة صناع القرار في هذه العواصم، لتتمكن من الاستمرار في منهجها الاستعماري المضاد لطموحات الأمة العربية عموما والشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية والاستقلال بدولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967.

لم يقر ولم يعترف العالم لـ (لصوص) الأرض والتراث والتاريخ بأي سند او ملكية للمحتلين المستعمرين في القدس ، فبيناتهم ووثائقهم مزورة، ، وهذا ما اثبته المؤرخون، والأمناء على كتب التاريخ، والمثقفون، والأحرار، واتباع عقيدة الحقوق الانسانية ، فهؤلاء يعرفون تاريخ القدس كما نعرفه نحن أصحابها وأهلها.. وهذا ما يدعونا للتفاؤل بأن نضالنا الميداني الشعبي السلمي، والقانوني في المحافل الدولية، سيثمر حتى ولو بعد حين، فالأهم بالنسبة لنا ألا يمر يوم من حياتنا بدون عمل ما، من اجل المدينة المقدسة.

لن يشعر وطني فلسطيني، وعربي مؤمن بأمن وسلام، ولا بحياة عزيزة كريمة وحرة ما دامت القدس محتلة، فكيف وقد بات الاحتلال مزدوجا اسرائيليا اميركيا ؟!