srDSk إزالة الصورة من الطباعة

د. ابو هولي : خطاب الرئيس اعاد القضية الفلسطينية إلي سياقها التاريخي ومكانها الطبيعي لتكون محط أنظار العالم وموضع اهتماماته

دائرة شؤون للاجئين - 28/92018 اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين الدكتور احمد ابو هولي خطاب رئيس دولة فلسطين محمود عباس (ابو مازن) امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 73، بأنه حدثا تاريخيا هاما لما حمله من وضوح تام في استراتيجية الرؤية والتشخيص والموقف ولطرح الواضح للمطالب الفلسطينية ودفاعه عن الحقوق والثوابت الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف التي اكدت عليها مجالسنا الوطنية المتعاقبة وقرارات الأمم المتحدة وفي المقدمة منها حق شعبنا في العودة وتقرير مصيره .

 واضاف ان الخطاب كان واقعيا بما تضمنه من مطالب مشروعة لرفع الظلم التاريخي عن شعبنا الفلسطيني وانهاء مأساته المتواصل منذ سبع عقود وتجسيد دولته  المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران لهام 1967 وعاصمتها القدس متحدثا عن الرواية الفلسطينية وحقيقة اليهود على ارض فلسطين، وكان مفصليا وحاسما عندما وضع النقاط على الحروف برفض قاطع لكافة القرارات الامريكية التي تستهدف حقوق شعبنا الفلسطيني ولصفقة العصر الامريكية التي تسعى الادارة الامريكية من ورائها اخراج القدس واللاجئين وحدود الـ67 من الحل السياسي لافتا الى ان خطاب الرئيس كان قويا وجريئا عندما حسم ملف القدس عندما اكد على ان عاصمة دولة فلسطين القدس الشرقية وليس في القدس الشرقية كما تريد اسرائيل والادارة الأمريكية تمريره متحديا بذلك القرارات الامريكية والاسرائيلية المعادية لحقوق شعبنا الفلسطينية .

وتابع د. ابو هولي ان خطاب الرئيس اعاد الأمور إلي سياقها التاريخي ووضع القضية الفلسطينية في مكانها الطبيعي لتكون محط أنظار العالم وموضع اهتمامه من خلال التأكيد على ان القضية الفلسطينية  قضية سياسية وليست انسانية ، وان الشعب الفلسطيني يصل تعداده الى 13 مليون نسمة  لا يتطلعون الى المساعدات الانسانية بقد ما يحتاجون الى تقرير مصيرهم .

واوضح ان الخطاب شكل نقلة نوعية تاريخية في مسار القضية الفلسطينية ويؤسس لخطة عمل سياسية ودبلوماسية للمرحلة القادمة لإدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي تعتمد على نقل القضية الفلسطينية إلى أروقة الأمم المتحدة  ودشن لمعادلة جديدة في التعامل مع حكومة الاحتلال من خلال المعاملة بالمثل "الالتزام مقابل الالتزام والاحترام مقابل الاحترام " فيما يتعلق بالاتفاقيات .

واضاف ان الرئيس في خطابه حمل رسائل سياسية واضحة للعالم من خلال التأكيد على التمسك  حق شعبنا العادل والمشروع في العودة الى دياره التي هجره منها عام 1948 ، واقامة دولته المستقلة كامل السيادة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967  وتأكيده بان الاحتلال الإسرائيلي الى زوال وان شعبنا باق متجزرا على ارضه في رسالة بان شعبنا الفلسطيني لن يكرر ما تعرض له في العام 48 من هجرة ولجوء .

وتابع ابو هولي ان الرئيس في خطابه وضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية ودق ناقوس الخطر له عندما حذر من مخاطر استمرار إسرائيل في احتلالها وسياساتها الاستيطانية و العدوانية ضد الشعب الفلسطيني واستمرارها في سياسة التطهير العرقي  والتهجير القسري من خلال هدم القرى التي كان اخرها قرار هدم الخان الاحمر    وخرقها المتواصل للقانون الدولي وتنكرها لحل الدولتين وممارساتها العنصرية التي تستهدف مدينة القدس وتهويدها وسعيها نحو تغيير للوضع القائم التاريخي في القدس، والمس بمكانة المسجد الأقصى وفرض التقسيم الزماني والمكاني ونقل الصراع من صراع سياسي الى صراع ديني وخطورة ذلك على المنطقة  برمتها

ولفت الى ان الرئيس ابو مازن في خطابه عزز مكانة وكالة الغوث باعتبارها الشاهد الحي على مأساة اللاجئين الفلسطينيين الذي طردوا من ديارهم عام 1948 من خلال التأكيد على التفويض الممنوح لها بالقرار 302 ولما تشكله من عامل استقرار للمنطقة  ، وان انهاء دورها مرتبط بالحل السياسي وبعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم طبقا للقرار 194 قاطعا الطريق امام حملة العداء والتشويه التي تقودها الادارة الامريكية وحكومة الاحتلال الاسرائيلي ضد وكالة الغوث الدولية للنيل منها لانهاء دورها كمدخل لتصفية قضية اللاجئين كما رفض السعي الامريكي- الاسرائيلي الى اختزال أعداد اللاجئين الفلسطينيين الى 40 الفا من مجموع 5.9 مليون لاجئ فلسطيني .

واضاف د. ابو هولي ان الرئيس اكد في خطابه على محورية  النضال الوطني الفلسطيني ومقاومته الشعبية السلمية من أجل انتزاع الحقوق الوطنية المشروعة ورسخ امام دول الاعضاء  حقيقة وشكل نضال شعبنا باعتباره نضالاً محورياً ضد الاحتلال ومنسجماً مع ما تقره الشرعية الدولية من حقوق تجيز هذا النضال ومن مكتسبات تمخضت عنها قرارات الأمم المتحدة لصالح الشعب الفلسطيني .

وتابع: أن خطاب الرئيس حظي باهتمام كبير من وسائل الإعلام العربية والدولية لما حمله من رسائل بشان القضية الفلسطينية ، داعيا المجتمع الدولي وكافة الدول الشقيقة والصديقة، إلى دعم رؤية الرئيس محمود عباس التي قدمها في خطابه أمام الجمعية العامة خاصة في ما يتعلق بعقد مؤتمر دولي للسلام وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، لرعاية مفاوضات جادة تستند إلى قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام ، وتنفيذ ما يتفق عليه وفق جدول زمني محدد، بضمانات دولية تشرف على تنفيذ وتطبيق ما يتم الاتفاق عليه .

وتوقع د. ابو هولي ان يترجم  خطاب الرئيس الى قرارات من قبل المجلس المركزي المزمع عقد في منصف الشهر القادم .

واكد على  أن الرئيس في خطابه  تحدث بلسان كل فلسطيني يتطلع إلى الحرية والاستقلال والتخلص من الاحتلال الجاثم على صدور الفلسطينيين على مدار سبعين عاماً.

وأشاد بجماهير شعبنا الفلسطيني التي خرجت في الشوارع دعما لخطاب الرئيس لتؤكد للعالم وقوفها خلف قيادته وتمسكها بحقوقها الوطنية ..