الرئيس إزالة الصورة من الطباعة

الرئيس في الأمم المتحدة: القدس ليست للبيع وشعبنا غير زائد وحقوقه ليست للمساومة

- لن نقبل بعد اليوم برعاية أميركية منفردة لعملية السلام

- إذا لم تلتزم الادارة الأميركية بالاتفاقات التي نقضتها لن نلتزم بأي اتفاق

- إما أن تلتزم إسرائيل بالاتفاقات الموقعة بيننا أو نخلي طرفنا منها جميعاً

- "قانون القومية" يقود حتماً إلى قيام دولة واحدة عنصرية ويلغي حل الدولتين

- أعرب عن أمله بأن تتبنى الجمعية العامة مبادرة السلام التي طرحها في مجلس الأمن

- لسنا ضد المفاوضات ولم نرفضها يوماً ولن نلجأ إلى العنف والإرهاب مهما كانت الظروف

- طلب رفع مستوى عضوية دولة فلسطين في الجمعية العامة لتتمكن من أداء مهامها برئاسة مجموعة الـ77

- دعا لوضع آليات محددة لتنفيذ قرار الحماية الدولية لشعبنا في أسرع وقت ممكن

- نرفض أن يكون الدعم المقدم لشعبنا بديلاً للحل السياسي ورفع الحصار وإنهاء الانقسام

- إما أن تنفذ حماس الاتفاقات الموقعة بالكامل أو نكون خارج أية اتفاقات ولن نتحمل أية مسؤولية

- دعا الجمعية العامة لأن تجعل دعم الأونروا التزاماً دولياً ثابتاً

نيويورك 27-9-2018 – قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في خطابه امام الدورة الثالثة والسبعين في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، اليوم الخميس، إن القدس ليست للبيع، وأن عاصمتنا هي القدس الشرقية وليست في القدس، وحقوق شعبنا ليست للمساومة.

وأكد الرئيس، الذي استقبل بتصفيق حار لدى دخوله إلى قاعة الامم المتحدة لإلقاء خطابه، أن هناك اتفاقات مع إسرائيل وقد نقضتها جميعاً، فإما أن تلتزم بها، أو نخلي طرفنا منها جميعاً، وعليها أن تتحمل مسؤولية ونتائج ذلك.

وقال إن إسرائيل لم تنفذ قراراً واحداً من مئات القرارات التي أصدرها مجلس الأمن وآخرها القرار 2334، والجمعية العامة للأمم المتحدة والمتعلقة بالقضية الفلسطينية، (86 قراراً لمجلس الأمن و705 قرارات للجمعية العامة).

وتساءل سيادته: هل يجوز أن تبقى إسرائيل من دون مساءلة أو حساب؟ وهل يجوز أن تبقى دولة فوق القانون؟ ولماذا لا يمارس مجلس الأمن الدولي صلاحياته لإجبار إسرائيل على الامتثال للقانون الدولي وإنهاء احتلالها لدولة فلسطين؟.

وشدد الرئيس على أن السلام في منطقتنا لن يتحقق من دون تجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية وبمقدساتها كافة.

وقال: "هناك كثير من الذين يحاولون أن يتذاكوا علينا ويقولوا عاصمتكم في القدس الشرقية، لا، هذا تلاعب بالألفاظ، عاصمتنا هي القدس الشرقية وليس في القدس الشرقية، فلا سلام بغير ذلك، ولا سلام مع دولة ذات حدود مؤقتة".

وأضاف الرئيس: "الآن هناك مشكلة في الخان الأحمر، فإسرائيل مصممة على تدمير هذه القرية، التي يقطنها سكانها منذ أكثر من 50 عامًا، وإذا دمرت إسرائيل هذه القرية فهي تدمر وحدة الضفة الغربية، أي تقسمها بين الشمال والجنوب، وهذا ما تريده إسرائيل".

وتابع: "كذلك الاعتداءات القادمة على الأقصى، الآن خرجوا علينا بأن المحكمة العليا الإسرائيلية ستصدر قرارا بتقسيم الأقصى مكانيا وزمانيا، وبالتأكيد لن نقبل ذلك، وغيرنا كثير من أصحاب النخوة والمروءة والكرامة ومحبي السلام لن يقبلوا وعلى إسرائيل أن تتحمل النتائج".

وجدد سيادته التأكيد على أننا لن نقبل بعد اليوم رعاية أمريكية منفردة لعملية السلام، لأن الإدارة الأمريكية فقدت بقراراتها الأخيرة أهليتها لذلك، كما نقضت كافة الاتفاقات بيننا، فإما أن تلتزم بما عليها، وإلا فإننا لن نلتزم بأي اتفاق.

وقال: "هناك اتفاقات مع الادارة الأميركية، فلماذا نقضتها جميعها، فإما ان تلتزم بما عليها، وإلا فإننا لن نلتزم بأي اتفاق".

وأضاف: "رغم كل ذلك، أجدد الدعوة للرئيس ترمب لإلغاء قراراته وإملاءاته بشأن القدس واللاجئين والاستيطان التي تتعارض مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وما جرى بيننا من تفاهمات، حتى نتمكن من إنقاذ عملية السلام وتحقيق الأمن والاستقرار للأجيال المقبلة في منطقتنا".

وأكد الرئيس أن المجلس الوطني "برلمان دولة فلسطين"، اتخذ قرارات هامة تُلزمني بإعادة النظر في الاتفاقات الموقعة مع الحكومة الإسرائيلية، السياسية والاقتصادية والأمنية على حد سواء، وفي مستقبل السلطة الوطنية الفلسطينية التي أصبحت دون سلطة، وتعليق الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل، إلى حين اعتراف إسرائيل بدولة فلسطين، على حدود الرابع من حزيران عام 1967، والتوجه للمحاكم الدولية (بما فيها المحكمة الجنائية الدولية)، للنظر في انتهاكات الحكومة الإسرائيلية للاتفاقات الموقعة، وانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.

وحول "قانون القومية للشعب اليهودي"، قال الرئيس إن هذا القانون يقود حتماً إلى قيام دولة واحدة عنصرية (دولة أبرتهايد) ويلغي حل الدولتين، ويشكل خطأً فادحاً وخطراً محققاً من الناحيتين السياسية والقانونية، ويعيد إلى الذاكرة دولة التمييز العنصري في جنوب إفريقيا.

وطالب المجتمع الدولي برفضه وإدانته، واعتباره قانوناً عنصرياً باطلاً وغير شرعي، كما ادانت الأمم المتحدة دولة جنوب إفريقيا سابقاً في قرارات عدة.

وأعرب الرئيس عباس عن أمله بأن تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة، المبادرة التي كان طرحها في جلسة لمجلس الأمن الدولي بتاريخ 20 شباط/ فبراير من العام الجاري، والتي تدعو لعقد مؤتمر دولي للسلام، يستند لقرارات الشرعية الدولية، والمرجعيات المجمع عليها أممياً، بمشاركة دولية واسعة تشمل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، وعلى رأسها أعضاء مجلس الأمن الدائمون والرباعية الدولية.

وجدد سيادته التأكيد على أننا لسنا ضد المفاوضات ولم نرفضها يوماً، وسنواصل مد أيدينا من أجل السلام، وأننا لن نلجأ إلى العنف والإرهاب مهما كانت الظروف.

وطلب الرئيس رفع مستوى عضوية دولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى تتمكن من أداء المهام المتعلقة برئاسة مجموعة الـ77 التي تضم في عضويتها 134 دولة على أكمل وجه.

وشدد سيادته على ضرورة وضع آليات محددة لتنفيذ قرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، في أسرع وقت ممكن.

وقال سيادته: نحن شعب غير زائد على وجه الكرة الأرضية، بل متجذر فيها منذ  5 آلاف سنة، مخاطبا الجمعية العامة "عليكم انصافنا وتنفيذ قراراتكم".

وجدد الرئيس رفضه بأن يكون الدعم الاقتصادي والإنساني المقدم لشعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، بديلاً للحل السياسي القائم على إنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين على الأرض، وبديلاً عن رفع الحصار الإسرائيلي وإنهاء الانقسام القائم في قطاع غزة.

وحول المصالحة، أكد الرئيس مواصلة الجهود الصادقة والحثيثة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، ورغم العقبات التي تقف أمام مساعينا المتواصلة لتحقيق ذلك، ماضون حتى الآن في تحمل مسؤولياتنا تجاه أبناء شعبنا.

وأعرب عن تقديره لأشقائنا العرب ولمصر الشقيقة على وجه التحديد، لما تقوم به من جهود لإنهاء هذا الانقسام، معربا عن أمله بأن تُتوج هذه الجهود بالنجاح.

وجدد سيادته استعداد حكومة الوفاق الوطني، لتحمل مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة، بعد تمكينها من ممارسة صلاحياتها كاملة، في إطار النظام السياسي الفلسطيني الواحد، والسلطة الشرعية الواحدة، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد.

وأكد سيادته أن هناك اتفاقات مع حركة حماس، وآخرها اتفاق 2017، فإما أن تنفذها بالكامل، أو نكون خارج أية اتفاقات أو إجراءات تتم بعيداً عنا، ولن نتحمل أية مسؤولية، وسنواجه بكل حزم المشاريع الهادفة إلى فصل قطاع غزة الحبيب عن دولتنا تحت مسميات مختلفة.

ودعا الجمعية العامة للأمم المتحدة لأن تجعل دعم الأونروا التزاماً دولياً ثابتاً، فالوكالة تأسست بقرار من الجمعية العامة عام 1949 وتم تفويضها بتقديم المساعدة للاجئين الفلسطينيين إلى أن يتم التوصل لحل دائم لقضيتهم.

وختم سيادته خطابه امام الأمم المتحدة، بتوجيه تحية إكبار لشهدائنا الأبرار وأسرانا البواسل، وقال: "إسرائيل تعتبر هؤلاء مجرمين، لماذا يوجد لديها آلاف مؤلفة ممن يعتدون على شعبنا ويعتبرونهم أبطالا؟ لماذا الذي قتل رابين يعتبر بطلا في إسرائيل؟ ويعتبرون أسرانا مجرمين ويجب ألا يصرف لهم؟".