القدس إزالة الصورة من الطباعة

مؤتمر عشائر القدس يرفض صفقة القرن ويدعو للوحدة والتلاحم والالتفاف حول منظمة التحرير

دائرة شؤون اللاجئين - 2/3/2019 - عقد مؤتمر عشائري حاشد في مخيم شعفاط يوم امس الاول نظمته الامانة العامة لعشائر القدس وفلسطين واللجنة الشعبية لخدمات مخيم شعفاط وبدعم من حركة "فتح" في المخيم والقوى والفعاليات المختلفة ، في قاعة الابداع المجتمعي بحضور نحو 500 شخصية اعتبارية تمثل رجال الدين والعشائر والسياسة والمجتمع من معظم محافظات الضفة اضافة الى وفد رفيع المستوى من الداخل الفلسطيني ترأسه عميد الاصلاح في فلسطين الانتدابية الحاج كريم الجاروشي.

وتحول ، الى مبايعة مباشرة لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا لشعبنا في الوطن والشتات ، رافضا كل محاولات تصفية قضية اللاجئين او الالتفاف على حق العودة ومشددا على ان مقاومة شعبنا ستتواصل حتى اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .

والقى الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الاقصى المبارك رئيس الهيئة الاسلامية العليا والذي كان في مقدمة المشاركين في المؤتمر كلمة اكد فيها ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في الوطن والشتات ولا نقبل بأي جسم او أية مسميات اخرى تدعي تمثيل هذا الشعب الصامد والمرابط على ارضه .

وحيا الشيخ صبري اللاجئين الفلسطينيين في جميع المخيمات في الوطن والشتات وطالبهم بعدم الاكتراث بالمؤامرة التي تحاك ضدهم، لانهم اصحاب حق ، مشددا على ان قوتنا تتمثل بعدالة حقوقنا داعيا الى تعزيز الوحدة الوطنية والمجتمعية لمواجهة التحديات الماثلة امامنا .

وقال مخاطبا رجال العشائر المشاركين في المؤتمر:"القدس تحتاجكم ونحن نحرص كل الحرص على وحدة الصف والكلمة لاننا اصحاب حق ودائما صاحب الحق قوي ونحن اقوياء بدفاعنا عن الاقصى المبارك . فالجمعة الماضي كان يوما مشهودا ويؤرخ لفلسطين عامة والقدس خاصة باعادة فتح مصلى باب الرحمة الذي كان مستهدفا من قبل الاحتلال ليكون كنيسا لليهود وكانت المؤامرة مبيتة الا ان الله وفق المصلين باحباط المؤامرة واعادة المصلى الى موقعه ليكون ذاكرا لله ."

واضاف:" نحن نبارك جهود العشائريين الذين يقومون باصلاح ذات البين ويوفقون بين الناس"، داعيا الى عدم اللجوء للمحاكم الاسرائيلية في الخلافات المجتمعية لانها تبتز المواطنين وتضيع الحقوق لذا يجب ان يكون الحل بيننا بعيدا عن القوانين الاحتلالية .

وعاد الى قضية اللاجئين قائلا: "المخيمات تعني اصل الحكاية فهي تمثل فلسطين ومن هنا نبرق تحية الى مخيم جنين الصمود والى كل لاجئ حيثما وجد "، مشددا على ان القضية الفلسطينية لا يمكن لها ان تحل بعيدا عن هذه القضية المقدسة طال الزمان ام قصر، مؤكدا ان حدود فلسطين من البحر الى النهر .

وكان الشيخ عبد الله علقم الامين العام لعشائر القدس وفلسطين الذي نظم المؤتمر قد افتتحه بكلمة حيا فيها الشهداء والجرحى والاسرى، وابرق رسالة الى القيادة الفلسطينية اكد فيها على ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا . وقال ان العشائر هي ذراع مقاومة اجتماعية الى جانب المقاومة الشعبية والنضال السياسي الفلسطيني من اجل نيل حقوقنا المشروعة ، منددا بسياسات الاحتلال العنصرية والدموية في القدس خاصة، وفي عموم الوطن .

وقال، ان مخيم شعفاط ورأس خميس ورأس شحادة وضاحية السلام وحي الاوقاف وهي المناطق التي يبلغ عدد سكانها 120 الف نسمة تشكل مصدر قلق وازعاج للاحتلال الاسرائيلي ذلك ان المخيم مازال شاهدا حيا على نكبة 1948 ونكسة العام 1967 من خلال حفاظه على هويته وعلى مؤسسات وكالة الغوث الدولية التي اراد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ان تزول بل انه يعمل على ازالتها، ولكن ذلك لن يتحقق طالما هناك طفل يرضع في هذا المخيم المرابط والصامد على ثغور القدس .

وقال ان رسالة رجال الاصلاح والعشائر في هذا المؤتمر للقيادة السياسية والمجتمع هي الانحياز للمشروع الوطني ، مشيرا في هذا السياق الى الحراكات الشعبية التي تشهدها محافظات الوطن عامة والقدس على وجه الخصوص وتحديدا ما حصل خلال الايام الاخيرة في مصلى باب الرحمة الذي جرى اعادة فتحه رغما عن الاحتلال .

ووجه علقم باسم جميع المؤتمرين تحية الى القيادي حمدي ذياب الذي اعتقلته السلطات الاسرائيلية قبيل انعقاد المؤتمر ومنعته من المشاركة به او دخول المخيم وقال :" مهما بلغ عدد المعتقلين والمبعدين سنظل حماة الاقصى والمرابطين فيه والمدافعين عن القدس حتى اخر رمق " .

والقى محمود الشيخ على رئيس اللجنة الشعبية في مخيم شعفاط كلمة وجهها الى قادة الاحتلال قائلا :" نحن فدائيون ومدافعون عن المخيم وعن بيت المقدس واكنافه ولن يمنعنا من ذلك لا الرصاص ولا الاعتقال ولا الابعاد" ، مبرقا تحية اعتزاز وافتخار الى الدكتور احمد ابو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون اللاجئين الذي قدم دعما سخيا للمخيم رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها القيادة الفسطينية .

ثم القى محمد عليان مدير مخيمات الوسط في دائرة شؤون اللاجئين كلمة اكد فيها ان اهالي مخيم شعفاط هم نموذج للنضال والمقاومة الشريفة ضد الاحتلال ومخططاته الهادفة الى تصفية قضيتي اللاجئين والقدس بدعم ومباركة من الادارة الاميركية .

ووجه عليان تحية للمجتمعين باسم الدكتور ابو هولي، وعبر عن الاستعداد للاستمرار في تقديم كل الدعم الممكن للمخيمات لتبقى صامدة رغما عن ترامب وحكومة الاحتلال .

وقال ان القدس ستبقى العاصمة الابدية للدولة الفلسطينية ، وان نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس واعلان هذه الاخيرة عاصمة لاسرائيل لا يساوي الحبر الذي كتب فيه طالما ان الشعب الفلسطيني ثابت على الحق ومدافع عنه بكل ما يملك .

والقى المرجع العشائري الكبير عيد شاكر كلمة وجه فيها التحية باسم الخليل وباسم عائلة ابو اسنينة الى اهالي القدس الذين فتحوا مصلى باب الرحمة رغما عن الاحتلال ودعا الى توحيد الصف العشائري، الذي هو جزء اساس من العمل الوطني والمجتمعي برمته .

والقى ممثل عن الحاج كريم الجاروشي كلمة باسم رجال الاصلاح في الداخل حيا فيها المؤتمر والمشاركين فيه واكد على عروبة واسلامية القدس وقال، ان النضال الفلسطيني سيتواصل حتى الحرية والاستقلال . وتطرق الى قضايا القتل الكبيرة التي يشهدها الداخل الفلسطيني بتواطؤ من المؤسسة الاسرائيلية الرسمية ودعا الى توحيد جهود رجال الاصلاح في فلسطين كي يتسنى وأد الفتنة وحقن الدماء وصون اعراض الناس وممتلكاتهم .

كما القى الحاج نور تميم السلايمة كلمة شدد فيها على ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كل الاماكن "ولن نرضى باي جسم غيرها يمثلنا"، وقال اننا مقرون بتمثيل المنظمة لنا لانها مكسب سياسي تحقق عبر عشرات السنين من النضال الذي سالت فيه دماء كثيرة .

من جهة ثانية دعا السلايمة الى عدم تشتيت المرجعيات العشائرية وطالب برفض كل المسميات التي تميز بين " خليلي او مقدسي او فلاح " حسب تعبيره ، وقال ان مثل هذه الاجسام تفرق ولا تجمع خاصة واننا ما زلنا تحت الاحتلال وبحاجة الى وحدة جميع الصف والموقف .

كما القى وليد صيام رئيس تجمع "بالقدس يهتدون" كلمة دعا فيها الى تشكيل مجلس عشائري اصلاحي خارج من العباءة التنظيمية تكون مرجعيته كتاب الله وسنة رسوله . كما دعا الى عقد اجتماعات هذا المجلس في باحات المسجد الاقصى وحل الخلافات الاجتماعية فيه وعقد راية الصلح بين المتخاصمين، وكتابة وثيقة شرف وعهد بالدم لمحاربة مسربي العقارات والسماسرة والمتعاونين مع الاحتلال .

والقى الوجيه احمد الشويكي البيان الختامي للمؤتمر والذي استنكر الاعتداءات المتواصلة على المصلين والاقتحامات المتواصلة للمسجد الاقصى وشدد على اهمية توحيد العمل الوطني والمجتمعي ودعا الى نبذ العنف في المجتمع واستنكر مجمل السياسات الاحتلالية التي تؤدي الى ضرب النسيج المجتمعي وتذكي نار الفتنة بين الناس وطالب بعدم الانجرار وراءهذه الفتن .

فيما تلا القيادي ناصر جبران وثيقة الشرف الصادرة عن المؤتمر وجاء فيها: يرفض المجتمعون ما يسمى بفورة الدم لانها ظاهرة خطيرة ومدمرة ولا بد من التخلص منها ومعاقبة القاتل العمد وحده ان لم يكن له شركاء في جريمته ورفض الاخذ بالثأر من ابناء القاتل وحمولته . وفي الختام جرى تكريم نحو 250 شخصية عشائرية ودينية وسياسية واعلامية ومجتمعية .