news_article_90121_36941_1552547991 إزالة الصورة من الطباعة

مساعدة الأونروا النقدية تحدث فرقا في حياة الأسر التي ترأسها النساء في سوريا: "إننا متكاتفات، ولكن مساعدة الأونروا النقدية تقدم عونا كبيرا".

دائرة شؤون اللاجئين -14/3/2019- لدى رانيا الموسى (34 سنة) ثلاث بنات تتراوح أعمارهن بين 6-12 سنة. لقد ربتهن بمفردها منذ فقدان والدهن عام 2012. "كانت الصغرى تبلغ شهرا واحدا من العمر فقط عندما اختفى زوجي"، تقول رانيا. وتعد معونة الأونروا النقدية مصدر الدخل الوحيد للأسرة، وتعلق رانيا على ذلك بالقول: "نحن نعيش على المعكرونة سريعة التحضير وعلى البطاطا. والآن وبعد أن تسلمت المعونة النقدية، سأقوم بشراء بعض الدجاج كهدية".

وتقوم الأونروا بإدارة وتشغيل واحد من أكبر برامج المعونة النقدية في بيئة نزاع نشط في العالم. وخلال الجولة الأولى من المعونة النقدية الطارئة لعام 2019، يتلقى أكثر من 400,000 لاجئ من فلسطين مبلغ 20,000 ليرة سورية (46 دولار) لكل فرد. ويستخدم لاجئو فلسطين معونة الأونروا النقدية من أجل شراء الطعام ودفع أجرة السقف الذي يؤويهم. وتدفع رانيا مبلغ 25,000 ليرة سورية (58 دولار) شهريا أجرة لشقتها المكونة من غرفة نوم واحدة. "نستخدم معظم مبلغ المعونة النقدية لدفع الأجرة. وسأقوم الآن بدفع أجرة ثلاثة شهور مقدما"، تقول رانيا. ولحسن الحظ، فهي تتلقى أيضا الكثير من الدعم من جيرانها، وهي تقول عن ذلك: "إنهم يقدمون مساعدة كبيرة"؛ فهم يقدمون لها الملابس لأطفالها. ومؤخرا، سمحوا لرانيا أن تطبخ في منزلهم، حيث أنها لم تتمكن من شراء الغاز طيلة الشهرين الماضيين. "لقد كان الطقس باردا للغاية؛ وكنا نأكل الكثير من الوجبات الباردة؛ واللبنة مع الخبز، ذلك أنه لم يكن لدينا غاز لنقوم بالطهي"، تشرح رانيا. كما كان صاحب البقالة المحلية التي تشتري منه بالدين كريما معها، حيث يقوم "أحيانا بإعطاء أطفالي بعض الحلوى دون أن يقوم بمحاسبتي، ذلك أنه يعرف أن حياتهن صعبة"، تقول رانيا.

ورانيا واحدة من ألوف الأسر التي ترأسها النساء في سوريا. ومنذ بدء النزاع، فر 120,000 لاجئ من فلسطين من البلاد، العديد منهم كانوا من الرجال؛ فيما المئات من لاجئي فلسطين فقدت آثارهم أو ماتوا. "نحن أسرة من النساء"، تقول نجاة، وهي لاجئة من فلسطين من الحسينية التي تعد تجمعا للاجئي فلسطين بالقرب من دمشق. وهي تتشارك منزلا مع شقيقاتها الخمس. لقد توفي والداها خلال النزاع؛ ونزحت الأسرة منذ ثلاث سنوات، إلا أنها مؤخرا انتقلت عائدة إلى منزلها في الحسينية. وفي عام 2015، فقدت آثار شقيق نجاة، وتقول هي عن ذلك: "لقد اختفى فجأة في أحد الأيام. لديه أربع أطفال، وجميعهم الآن يعيشون معنا هم ووالدتهم".

ولكن توسع الأسرة يأتي معه تضاؤل الدخل. لقد فقدت إحدى شقيقاتها عملها في متجر للألبسة، فيما فقدت الأخرى عملها كسكرتيرة عندما قام الطبيب الذي كانت تعمل لديه بمغادرة سوريا. وتعمل إحدى الشقيقات معلمة في مدرسة تابعة للأونروا، إلا أن دخلا واحدا لن يكفي لإطعام أحد عشر شخصا. "إننا متكاتفات، إلا أن مساعدة الأونروا النقدية تقدم عونا كبيرا"، تقول رانيا.

وبرنامج المعونة النقدية للأشخاص الأشد عرضة للمخاطر يتلقى الدعم من تمويل يقدمه الاتحاد الأوروبي. ويعد الاتحاد الأوروبي أكبر مانح متعدد للوكالة في كافة أقاليم عملياتها.