خبر : خطاب المفوض العام للأونروا خلال اجتماع اللجنة الاستشارية للأونروا _ 2019

الأربعاء 19 يونيو 2019 01:07 م بتوقيت القدس المحتلة

خطاب المفوض العام للأونروا خلال اجتماع اللجنة الاستشارية للأونروا _ 2019

دائرة شؤون اللاجئين -19/6/2019- 

 

السيد الرئيس،

السيد نائب لرئيس،

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،

السيدات والسادة،

 

إنه لشرف متجدد ورفيع أن أنضم إليكم اليوم هنا في هذه الجلسة للجنة الاستشارية والتي يرأسها سعادة السفير كوركوت غونجن الذي أود أن أشكره جزيل الشكر لانخراطه النشط معنا على مدار السنة الماضية. إن تقديري موصول أيضا إلى تركيا لدعمها الهام في عام 2018 وللتضامن الذي أظهرتموه مع الأونروا.

كما أود أن أشكر وبحرارة المملكة الأردنية الهاشمية من خلال الترحيب بسعادة السفير زيد اللوزي ممثلا عن وزارة الشؤون الخارجية وبعطوفة السيد رفيق خرفان المدير العام لدائرة الشؤون الفلسطينية بصفته نائبا لرئيس اللجنة. إن حسن الضيافة التي أبدته الأردن بتسهيل اجتماعاتنا لهو محل تقدير بالغ. كما أن التزام المملكة تجاه لاجئي فلسطين وتجاه دعم الأونروا – ممثلا بجهود تواصل صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ومعالي وزير الخارجية أيمن الصفدي – كانتا مرة أخرى أمران لا يمكن الاستغناء عنهما على مدار الأشهر الثمانية عشرة الماضية ويستحقان تقديرا بالغا.

ويحضر اليوم معنا أيضا أعضاء المجلس، وأود أن أشيد بالتقدير إلى كل من: رئيس اللجنة الفرعية السيدة آنا-كايسا هيكينين السفيرة ورئيسة بعثة فنلندا في رام الله ونائب الرئيس السيد جاسون تولك رئيس التعاون في مكتب الممثلية الكندية برام الله والسيد رفيق خرفان المدير العام لدائرة الشؤون الفلسطينية.

وببالغ السرور نرحب بالعضو الجديد في اللجنة الاستشارية دولة قطر. وأود أن أشير إلى السيد علي عبدالله الدباغ نائب المدير العام للتخطيط في صندوق قطر للتنمية في مشاركته الأولى كعضو كامل، وإنني أتطلع قدما نحو المضي قدما في تعزيز التعاون بيننا.

كما أنه من دواعي الشرف والسرور لنا حضور أربعة من الضيوف في هذا الاجتماع: الصين والهند وأفغانستان والمكسيك. فمن السفارة الصينية في عمان معنا لي لينشين السكرتير الثاني ووانغ يالي السكرتير الثالث وزينغ تيان هويانغ الملحق. وأرحب أيضا السيد سونيل كومار الممثل الهندي في رام الله وماريانا هيريرا-سالكيدو سيرانو السكرتير الثالث بالسفارة المكسيكسة في عمان. وأرحب أيضا بالسيد زابيولا زابين السكرتير الثاني في سفارة أفغانستان بعمان. إن حضوركم يعد أمرا بالغ الأهمية لنا وإن شراكاتنا النامية معكم لهي موضع تقدير بالغ وتعني الكثير للأونروا وللاجئي فلسطين. وأود أن أعرب عن تقدير خاص لجمهورية أفغانستان الإسلامية على التضامن الاستثنائي الذي أبدته في وقت سابق من هذا العام لدى قيامها بالتبرع بمليون دولار للأونروا، مع ملاحظة الظروف الصعبة التي واجهتها بلادكم في السنوات الأخيرة.

واسمحوا لي أيضا، وكما جرت العادة، بتقديم كبار الموظفين الذين تم تعيينهم في الأونروا منذ آخر اجتماع للجنة الاستشارية في تشرين الثاني 2018:

مايكل-إيبيي أمانيا: مدير شؤون الأونروا في سوريا

غوين لويس: مدير عمليات الأونروا في الضفة الغربية

محمد أدار: مدير عمليات الأونروا في الأردن

كان سيتينتورك: مدير دائرة إدارة المعلومات

منير منة: مدير دائرة البنية التحتية وتحسين المخيمات

بيونغ-كون مين: مدير دائرة خدمات الرقابة الداخلية

سام روز: مدير التخطيط

عبدالرحمن آينتي: الذي انتقل من مدير التخطيط ليصبح مديرا للشراكات الاستراتيجية

تمارا الرفاعي: التي تبوأت المنصب الذي كان يشغله كريستوفر غانيس كناطق رسمي للوكالة

جين جقمان: التي تم تأكيد تسلمها مديرة لدائرة التمويل الصغير.

 

*******

وأود أن أبدا هذه الجلسة من اجتماع اللجنة الاستشارية بالتعبير عن امتناني العميق للدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعلى وجه الخصوص أعضاء هذه اللجنة – الدول التي تستضيف لاجئي فلسطين والدول المانحة على حد سواء – على ثقتهم الاستثنائية في الأونروا ودعمهم لها منذ بدأت عملياتها في العام 1950.

وليس هنالك من شك أننا سويا قد ساهمنا في واحدة من أبرز عمليات التنمية البشرية  وعملنا بشكل ملحوظ على إحراز تقدم في العديد من الأهداف الرئيسة للتنمية المستدامة للاجئي فلسطين، لا سيما في مجالات التعليم والصحة وأبعد من ذلك، وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم.

إن دعمكم لم يكن أبدا أكثر أهمية مما كان عليه في عام 2018 عندما واجهت وكالتنا أشد أزمة تمويلية ومؤسسية في تاريخها. وعندما اجتمعنا قبل سبعة أشهر من اليوم في البحر الميت، قمت بإعلامكم بأننا نسير على قدم وساق نحو التغلب على تلك الأزمة الوجودية.

وفي النهاية، قامت اثنتان وأربعين دولة ومؤسسة – من كافة أرجاء المعمورة – بزيادة تبرعاتها للأونروا في العام الماضي وقمنا باتخاذ عدد من التدابير الداخلية الصعبة وعملنا على تقليل النفقات بحوالي 92 مليون دولار. ومن خلال هذه الجهود مجتمعة، نجحنا في العام الماضي في تجاوز عجز غير مسبوق بمبلغ 446 مليون دولار. وإنني أود حقيقة أن أتقدم بالتقدير البالغ أيضا للعديد من المانحين والمؤسسات من القطاع الخاص الذين ساهموا في هذا الجهد أيضا.

ونحن مدينون على وجه الخصوص لقيادة الأمين العام أنطونيو غوتيريش ولعائلة الأمم المتحدة الأكبر والذين وقفوا بحزم مع الأونروا في كل خطوة على الطريق خلال تلك الأوقات العصيبة للغاية.

وفي الوقت الذي أجول فيه ببصري في أرجاء القاعة، ترد على خاطري العديد من عبارات التقدير التي أود أن أرفعها إليكم بشكل منفرد، البلدان المضيفة والمانحين لنا. وآمل أن تتاح لي الفرصة لأن أسلط الضوء عليهم في سياق اجتماعنا هذا. إن كل تعهد تم تقديمه للأونروا في عام 2018 قد تم الوفاء به قبل نهاية العام من قبلكم جميعا، وهو بحق إنجاز مبهر آخر.

إن أفعالكم ودعمكم قد كانت حيوية من أجل المحافظة على الإبقاء على 708 مدرسة تديرها الأونروا لأكثر من نصف مليون طالب وطالبة في الضفة الغربية – بما فيها القدس الشرقية – وغزة والأردن ولبنان وسوريا مفتوحة.

كما أن الدعم السخي أيضا من المانحين قد حافظ على خدمات الرعاية الصحية الأولية لثمانية ملايين ونصف زيارة مرضية من خلال شبكتنا المؤلفة من 144 عيادة – بالرغم من الضغوطات الشديدة – وعلى خدماتنا الطارئة لمليون ونصف لاجئ، في غزة والضفة الغربية وسوريا بشكل رئيس.

كما أن دعمكم قد حافظ أيضا على أن تبقى الإغاثة والخدمات الاجتماعية وعلى البنية التحتية وتحسين المخيمات وعلى الحماية والتمويل الصغير والخدمات الطارئة جارية إلى أكبر قدر ممكن.

وفي الوقت الذي يواجه فيه لاجئو فلسطين غيابا شبه كامل للأفق السياسي، فإنني مقتنع وبشدة بأن المحافظة على خدمات الأونروا تعد مساهمة حيوية على صعيد الكرامة الإنسانية والاستقرار الإقليمي.

*****

وقبل أن أنتقل إلى التحديات الخاصة بالأونروا في عام 2019، أود أن أشارككم بعض الملاحظات حيال وضع لاجئي فلسطين. وسأقصر نفسي على بضعة نقاط رئيسة حيث أننا سنستمع لاحقا إلى مديري أقاليم عملياتنا.

ولا يزال ملحا للغاية أن ألفت انتباه اللجنة الاستشارية إلى الوضع البائس بشكل متزايد والذي يواجهه سكان قطاع غزة – حيث أن ما لا يقل عن 1,3 مليون منهم لاجئون من فلسطين.

إن زيارتي الأخيرة قبل عدة أسابيع – سويا مع ماتياس شمالي – قد عرضتني مرة أخرى لرؤية المصاعب الجمة التي خلقتها المواجهات المسلحة المتعاقبة والحصار والعنف.

وأفكر هنا على وجه التحديد الصدمة العميقة التي سببتها العديد من حالات القتل والإصابات جراء الحروب المتكررة وأيضا مما أصبح يعرف بإسم "مسيرة العودة الكبرى".

لقد تعرض آلاف من اليافعين للإصابة بجراح وقتل المئات منذ آذار 2018، بمن في ذلك 14 صبيا وفتاة تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 16 سنة كانوا طلبة يدرسون في مدارس الأونروا.

إن كل أسرة في غزة قد تأثرت، والناس يتحدثون عن مستوى من اليأس يفوق أي شيء معروف لهم من قبل، وعلى الأخص على صعيد ما تسميه فرقنا الصحية بأنه "تدهور وبائي في ظروف الصحة العقلية" في قطاع غزة.

وبعد سماع العديد من الأمثلة الملموسة خلال زيارتي، يبدو أنه من المهم تحديدا أن يتم تمكين الأونروا والجهات الفاعلة الأخرى ذات العلاقة من تعزيز قدرات الصحة العقلية التي هنالك حاجة ملحة لها.

إن هذا يشرح السبب الذي قررنا لأجله أن نعيد توظيف 500 موظف كان قد تم تعيينهم بعقود على نظام الدوام الجزئي في عام 2018 ليصبحوا موظفين بدوام كامل. إن العديدين من أولئك الموظفين هم مستشارون نفسيون اجتماعيون.

*****

تواجه الأونروا احتياجات هامة في الضفة الغربية أيضا، بما في ذلك القدس الشرقية. إن لاجئي فلسطين في الضفة الغربية يواجهون عواقب متعددة جراء الاحتلال المستمر.

وخلال سلسلة من الزيارات التي قمت بها – برفقة غوين لويس – مؤخرا إلى جنين ونابلس ورام الله وشعفاط والخليل، تم تذكيري بحقيقة أنه وبعد اثنتين وخمسين سنة من بدء الاحتلال فإننا نواجه وبشكل متزايد صعوبة في وصف ما الذي يعنيه الاحتلال، وكيف يعمل بشكل عميق على تعريف التجارب اليومية للملايين من الأشخاص.

ومع ذلك، فليس هناك شيء مجرد حيال الاحتلال. إنه يعني هدم المنازل والإخلاءات، مع تزايد أعدادها منذ بداية 2019، علاوة على القيود على الحركة وعنف المستوطنين.

وهنالك أيضا التوغلات العسكرية المتكررة التي يتم فيها إطلاق الذخيرة الحية، والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى وقوع وفيات، ولكنها غالبا ما تتسبب بوقوع إصابات وأضرار في الممتلكات في مناطق كثيفة بالسكان مثل مخيمات لاجئي فلسطين حيث يمكن للمجتمعات بأسرها أن تتضرر جراء إطلاق النار الحي والغاز المسيل للدموع.

والاحتلال يعني أيضا أن يتم مضايقة الفتيات والفتيان الصغار – طلبة مدارس الأونروا – عند نقاط العبور ومواجهة الإذلال اليومي  والأخطار في طريقهم إلى المدرسة. إنها بيئة مهينة بشكل عميق وهي قد استمرت لفترة طويلة جدا.

وعلي أن ألفت انتباهكم على وجه الخصوص بالضغوطات المتزايدة التي واجهتها الأونروا نفسها في القدس الشرقية، مع التهديدات بالتدخل في عملياتنا. لقد شهدنا ذلك في شعفاط عندما تم التدخل والاتخراط غير المنسق في عملية جمع القمامة على سبيل المثال. لقد شاهدناه في أوامر الهدم التي تم إصدارها بحق المراكز المجتمعية، وهي الأولى التي تتعلق بالمنشآت التي تم بناؤها من قبل لجان خدمات المخيم داخل شعفاط.

إننا نؤمن أنه ينبغي أن يتم النظر إلى هذا على خلفية قرار إسرائيل بالتأكيد على سيطرتها الكاملة على القدس الشرقية، تماشيا مع ضمها المعلن للقدس الشرقية.

إن التطورات الحالية في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية لن تعمل على زيادة زعزعة استقرار لاجئي فلسطين فحسب، بل وأيضا آمالهم وتطلعاتهم فيما يخص حل الدولتين وحقوقهم بموجب القانون الدولي.

*****

هنالك تحديثات هامة أيضا فيما يخص الوضع في سوريا ولبنان والأردن. وحرصا على الوقت، فإنني سأحيلكم إلى العروض التي سيقدمها مديرو الأقاليم المعنيين في جلسة لاحقة هذا اليوم.

*****

وانتقالا إلى الوضع المتعلق  بالأونروا، فإنني أود أن أقدم لكم بعض التحديثات الإضافية.

أولا، ومن الناحية المالية، فقد قمنا بإطلاق مناشدات عالمية بقيمة 1,2 مليار دولار لكافة عمليات الأونروا في عام 2019. إن هذه هي القيمة بالضبط التي قمنا بحشدها في عام 2018. وبعبارة أخرى، إذا ما استطاعت كل جهة مانحة المحافظة على مستوى تبرعاتها كما كان في العام الماضي فإنه سيكون بمقدورنا تغطية احتياجاتنا المالية. لقد كانت هذه هي رسالتي لكم ولقياداتكم الوطنية والمؤسسية منذ بداية عام 2019.

وفي التحديث المالي الذي سيقدمه المدير المالي شادي العبد، فإنكم ستسمعون التأكيد بأننا قمنا بتغطية المتطلبات التمويلية بداية من كانون الثاني وحتى نهاية ايار. وسنبدأ على اية حال بمواجهة أرقام العجز ونقص الأموال اعتبارا من هذا الشهر.

وإنني أدعو أعضاء اللجنة الاستشارية بتواضع أن ينظروا بجدية تجاه إعلانات تمويل إضافية يمكن أن يتم إصدارها في مؤتمر التعهدات المقبل الذي سيعقد في نيويورك يوم الخامس والعشرين من حزيران. ومن جهتها، ستواصل الأونروا إدارة عملياتها وفق انضباط مالي قوي وتصميم على تحقيق المزيد من الكفاءة.

إن تلك التعهدات حاسمة، وتحديدا من أجل:

  • - منع أي انقطاع لخط إمداد الغذاء في غزة لمليون شخص، وهو الأمر الذي قد يسبب عدم استقرار كبير في القطاع. إن مستويات الفقر تواصل ارتفاعها لدى لاجئي فلسطين الذين لا يزالون يعتمدون على الأونروا على وجه الخصوص من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية الضرورية. إننا بحاجة إلى 80 مليون دولار لهذا الغرص في عام 2019 ولم يتم تغطية سوى ربع هذا المبلغ عن طريق التبرعات المباشرة الفعلية. وقد تمت تغطية ربعين من خلال قرض من الصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ وسلفة داخلية من موازنة البرامج لدينا.
  • - ضمان أن 708 مدرسة تابعة لنا تكون مفتوحة في الوقت المحدد في آب/أيلول لما مجموعه 532,000 فتاة وصبي. ونحن نعكف حاليا على إعادة تأهيل عدد كبير من المدارس – بتبرع سخي من العربية السعودية – إلا أننا بحاجة إلى التمويل من أجل ضمان أن التعليم نفسه يمكن أن يتم تقديمه.

 

لا شيء يمكن أن يعمل على استدامة الأمل والفرص بشكل أكثر فاعلية من التعليم الذي يتم تقديمه في غرفنا الصفية. وإنني معجب بشدة بالشجاعة التي يظهرها طلبتنا في التغلب على الشدائد التي يواجهونها وفي متابعة دراستهم. إننا بحاجة لمواكبة تلك الشجاعة من خلال مقدرتنا على حشد الدعم المالي المطلوب.

وهذا بطبيعة الحال ينطبق على كافة أقاليم عملياتنا وعلى كافة طلبتنا البالغ عددهم 532,000 طالب وطالبة. وفي غزة لوحدها، فإن هنالك 280,000 فتاة وصبي يدرسون في مدارسنا. وفي ضوء كافة النقاشات حول "عدم نسيان أي أحد"، وحول حماية تعليم اللاجئين والمحافظة على الاستقرار الإقليمي، فإننا بحاجة للعمل سويا من أجل الإبقاء على مدارس الأونروا مفتوحة وآمنة.

  • - العمل سويا من أجل تحسين المستوى الحالي المنخفض من التغطية لمناشداتنا الطارئة للأراضي الفلسطينية المحتلة (22%) ومناشدة الطواريء لاقليم عملياتنا في سوريا (17%).

*****

السيد الرئيس، السيد نائب الرئيس

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،

السيدات والسادة،

إن الحروب والنزاعات المسلحة والعنف تستمر في غياب عمل سياسي فاعل من أجل حلها. إن غياب العمل السياسي – وليس عمل المنظمات الإنسانية – هو الذي يعمل على إطالة أمد النزاعات. ولا شيء اليوم يمكن أن يكون أكثر أهمية من جهد متجدد حقيقي وشامل لحل النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. إننا بعيدون عن ذلك.

وإنني أقول ذلك ليس لأن الأونروا مكلفة بولاية التعامل مع السياسة في المنطقة. نحن لسنا مكلفون بذلك. بل أقول هذا لأننا وفي كل يوم نتعامل مع عواقب إنسانية متزايدة في الحدة لهذا النزاع الدائم.

إننا لا نؤمن أن مستقبل لاجئي فلسطين ينبغي أن يؤطر بالأونروا لعشر أو عشرين أو ثلاثين سنة إضافية أو أكثر. ونحن لا نؤمن أيضا بأن شطب أكثر من خمسة ملايين رجل وامرأة وطفل تعد وصفة للسلام والاستقرار والتعايش في المنطقة.

إن الجهود الرامية إلى نزع شرعية لاجئي فلسطين خاطئة ومضللة. ومحاولات الطعن في تعريفات اللاجئين أو فكرة المنحدرين من أصلابهم لا تخدم سوى المزيد من الاستقطاب. إنها خاطئة ومضللة بنفس القدر.

وأكرر أمرا كنت قد أكدت عليه في تشرين الثاني، وإنني أفعل ذلك لأن هنالك حملة متعمدة من التشويه تجري حول هذا الموضوع: ولا يزال يتم التأكيد عليها في المحافل الدولية وفي البرلمانات وفي الاجتماعات وفي وسائل الإعلام مفادها أن لاجئي فلسطين يمثلون حالة فريدة نوعا ما يتم فيها تسجيل أطفال وأحفاد اللاجئين الأصليين من قبل الأونروا، خلافا – كما يقال – للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. ويتم وصفنا على أننا نعمل على "تضخيم" عدد اللاجئين.

إن هذه واحدة من أعظم التحريفات التي واجهتها خلال السنوات الثماني والعشرين من عملي في المجال الإنساني. وللأسف فلا يوجد هنالك أي شيء فريد في وضع لاجئي فلسطين، وهو ما يؤدي إلى زيادة عدد الأجيال المتعاقبة التي لا تزال مشردة.

والحقيقة هي، طبقا لمبدأ وحدة العائلة، أن الأطفال الذين يولدون للاجئين، ومن ينحدرون من صلبهم، يتم الاعتراف بهم كلاجئين من قبل الأونروا ومفوضية شؤون اللاجئين بموجب ولاية كل منهما. إن اللاجئين من أماكن مثل أفغانستان والصومال والكونغو والسودان وغيرها قد نزحوا لعقود وتم اعتبار المنحدرين من أصلابهم على أنهم لاجئين من قبل مفوضية شؤون اللاجئين وتمت مساعدتهم بناء على ذلك، إلى أن تم التوصل إلى حل دائم لهم.

وكما ذكرت سابقا، فإن الفشل في حل النزاع هو الذي يعمل على إدامة أوضاع اللاجئين، وليس الأفعال التي تقوم بها وكالات المعونة. إن الاقتراح بأن الأونروا مسؤولة على نحو ما طيلة سبعة عقود عن حالة لاجئي فلسطين يمثل محاولة واضحة لتشتيت الانتباه عن أين تقع المسؤولية الحقيقية.

إن لاجئي فلسطين بحاجة إلى، ويستحقون، حلا سياسيا عادلا ودائما. وإلى أن يتم ذلك، فإننا عاقدون العزم على الارتقاء لمهام الولاية التي منحتنا إياها الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي هذا الصدد، فإن امتناني عميق لأعضاء اللجنة الاستشارية الذين أولوا الكثير من الثقة للأونروا وقدموا الدعم لنا بسخاء كبير طوال العقود وخصوصا في سنة 2018.

وإنني مجددا أحثكم جميعا وبتواضع على تكرار دعمكم السخي والمحافظة على الحراك الناجح الذي قمنا بإحداثه في عام 2018. إننا نفعل ذلك ليس من أجل الأونروا لوحدها فحسب، بل من أجل لاجئي فلسطين. إن هذا هام جدا من أجل المحافظة على آمالهم وحقوقهم وكرامتهم. كما أنه ضروري أيضا من أجل حماية الاستقرار الإقليمي والدفاع عن تعددية قوية.

واسمحوا لي أن أختم باقتباس من رسالة وجهت مؤخرا من الأعضاء الإثنين والعشرين لبرلمان الأونروا الطلابي المركزي إلى المكتب التنفيذي للأمين العام. وكتبوا في تلك الرسالة ما يلي:

"نحن، لاجئو فلسطين، لا نزال نعاني مثلما عانى آباؤنا وأجدادنا طوال أكثر من سبعين سنة. إلا أنه وعلى الرغم من العديد من التحديات التي نواجهها يوميا كطلبة لاجئين، إلا أننا لا نرى أنفسنا ضحايا، بل صانعي تغيير ومستثمرين صغار يمكنهم المساهمة في حلول عالمية بصوت مميز [...]. لم نختر أن نكون لاجئين. إننا نريد من العالم أن يحترمنا لمهاراتنا وأحلامنا وتطلعاتنا، ونريد أن نساهم في بناء حلول من أجل عالم أفضل".

 

شكرا لكم

لا تتوفر نتائج حالياً