الكويت تقدم مشروع قرار لإدانة الهدم في القدس

خبر : مندوبو دول بمجلس الأمن ينددون بهدم المنازل في واد الحمص ويؤكدون تمسكهم بحل الدولتين

الأربعاء 24 يوليو 2019 09:20 ص بتوقيت القدس المحتلة

مندوبو دول بمجلس الأمن ينددون بهدم المنازل في واد الحمص ويؤكدون تمسكهم بحل الدولتين

دائرة شؤون اللاجئين -24/7/2019- ندد عدد من مندوبي الدول في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، بقيام السلطة القائمة بالاحتلال، إسرائيل، بهدم عشرات الشقق السكنية بواد الحمص في بلدة صور باهر جنوب شرق القدس المحتلة، وأكدوا تمسكهم بحل الدولتين كطريق وحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتوصل إلى سلام دائم وشامل.

جاء ذلك خلال الجلسة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن في نيويورك، اليوم الثلاثاء، برئاسة دولة بيرو لمناقشة الأوضاع في فلسطين، وركز النقاش على هدم منازل مواطنين فلسطينيين في منطقة وادي الحمص قرب صور باهر أمس الاثنين.

وشدد ممثلو الدول  على أن الاستيطان غير شرعي بموجب القانون الدولي، ويهدد بتقويض تطبيق حل الدولتين.

وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية روز ماري دي كارلو، إنه لا يحق لإسرائيل هدم منازل الفلسطينيين في القدس.

وأضافت خلال الجلسة أن هدم المنازل يتسبب في عملية تهجير للفلسطينيين في مخالفة واضحة للقوانين الدولية.

منصور يطالب بمحاسبة السلطة القائمة بالاحتلال

وطالب المندوب المراقب لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، المجتمع الدولي بالتحرّك العاجل لرفع الظلم الواقع على الفلسطينيين جرّاء الاحتلال الإسرائيلي وممارساته ضد أبناء الشعب الأعزل.

وقال، في مستهل كلمته أمام أعضاء المجلس، "إننا نتوجه اليوم مجددا إليكم لنطالبكم عبر هذا المنبر بالتحرّك لإنهاء المعاناة الإنسانية والمساهمة في تحقيق السلام - وبلا شك فإننا نؤمن أن الطريق الوحيد لرفع الظلم الواقع على أبناء شعبنا عبر تطبيق القوانين الدولية والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن."

وتابع أن أعضاء المجلس يجتمعون اليوم بعد أن نفذت السلطة القائمة بالاحتلال سلسلة عمليات هدم لمنازل عشرات المواطنين في منطقة صور باهر بحجج أمنية وبدعوى قرب المنازل من الجدار، وشردت بذلك 17 شخصا، 11 منهم أطفال، ومن بين الأسر لاجئون خسروا منازلهم ومتعلقاتهم بفعل الاحتلال من قبل.

ووصف منصور هدم منازل المواطنين بالتطهير العرقي والتهجير القسري وهو ما يرقى إلى جريمة الحرب وفق الأعراف والقوانين الدولية وينبغي أن يتم إدانتها ومحاسبة الضالعين فيها.

وأضاف "أن غياب المساءلة لا سيّما أمام ممارسات وانتهاكات شديدة الوضوح كما يحصل الآن في فلسطين يسيء لأعضاء المجتمع الدولي الذين أخذوا على عاتقهم الذود عن حقوق الإنسان كي لا تتكرر الجرائم التي حدثت عبر التاريخ. إن الاحتلال الأجنبي يتحول إلى نظام عنصري تدريجيا أمام مرأى من يتابعون القضية الفلسطينية."

واعتبر أن موقف الولايات المتحدة ومعها إٍسرائيل المنكر لحقوق الشعب الفلسطيني خالي من القيم والمبادئ وهو موقف يعتمد على نظرة استعلاء بل ويمهد الطريق لتبعات أكثر خطورة.

وأوضح منصور أن القيادة الفلسطينية ستقوم بكل ما في وسعها لرفع الحصانة عن إسرائيل وتحقق الإنصاف للضحايا، بما فيها طرق أبواب المحكمة الجنائية الدولية.

وقال السفير منصور لأعضاء المجلس "إنه رغم الظلم الواقع على أبناء شعبنا الفلسطيني الذي يعاني من التهجير والتشريد والحرمان والحصار، إلا أنه يبقى الشعب الصامد ولن يستسلم أمام السلطة القائمة بالاحتلال، ولن يتخلى أي شعب عن حريته ولا حقوقه ولا كرامته الإنسانية طوعا، بل سيواصل هذا الشعب نضاله ضد القمع والظلم."

ودعا السفير منصور المجتمع الدولي إلى وضع كل ثقله لإحداث التغيير وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من السلام في المنطقة، مضيفا أن مراعاة إسرائيل والتغاضي عن أفعالها لن يجلب سوى نتيجة عكسية بل وسيزيد الأوضاع سوءا.

ألمانيا: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سياسي وندعم حل الدولتين

من جانبه، قال ممثل ألمانيا لدى مجلس الأمن، إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سياسي لا يحل إلا بالسياسة، مؤكدا دعم بلاده لحل الدولتين.

وأضاف أن القانون الدولي بالنسبة لألمانيا ذو أهمية وليس عديم الجدوى، وهي تؤمن بالأمم المتحدة وبمجلس أمنها وقراراته الملزمة على الصعيد الدولي، وتؤمن بقوة القانون والدولي وليس بمنطق الأقوى، مشيرا إلى أن قرار 2334 هو قانون ملزم وهو توافق دولي والولايات المتحدة هي التي خرجت عن التوافق الدولي.

وأكد أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهي تؤثر على فرص حل الدولتين، معربا عن قلق بلاده العميق حول التلميح بضم الضفة الغربية، مشددا على أن ألمانيا لن تعترف بأي تغييرات على حدود 1967 بما فيها القدس.

كما أعرب ممثل ألمانيا عن القلق بسبب عمليات الهدم التي تقوم بها سلطات الاحتلال في الضفة الغربية وتهجير المواطنين في القدس الشرقية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يقوض اتفاقات أوسلو.

وأكد أن وكالة "الأونروا" ضرورية من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، هدمت يوم أمس الإثنين، 11 بناية تضم اكثر من 77 شقة سكنية في واد الحمص التابعة لبلدة صور باهر في القدس المحتلة، وتقع معظمها في المناطق المصنفة "أ" التابعة للسيادة الفلسطينية بالكامل.

كرواتيا: إسرائيل تسعى عبر هذه الإجراءات إلى تغيير الوضع الديمغرافي بالقدس

وأعرب سفير كرواتيا، في كلمته نيابة عن الاتحاد الأوروبي، عن موقف الاتحاد الرافض للاستيطان، واستنكر هدم المنازل الفلسطينية، داعيا إسرائيل إلى وقف سياسة الهدم التي تُعدّ غير قانونية وفق القانون الدولي.

وأشار إلى أن إسرائيل تسعى عبر هذه الإجراءات إلى تغيير الوضع الديمغرافي في القدس.

جنوب افريقيا: "حريتنا ناقصة دون حرية الفلسطينيين"

وانتقد ممثل جنوب افريقيا صمت مجلس الأمن وعدم تحركه لممارسات الاحتلال باتجاه الفلسطينيين، وقال الممارسات الاسرائيلية من استيطان وهدم ومنازل وحفريات لا يمكن السكوت عليها،  وعلى المجتمع الدولي اعلاء مسؤولياته  بموجب القانون الدولي.

وأكد أن بلاده تدعم حل الدولتين وفق القانون الدولي الوارد في مقررات مجلس الامن، مشددا على مقولة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا "حريتنا ناقصة دون حرية الفلسطينيين".

روسيا: نرفض أي إجراء أحادي من شأنه أن يحل مكان حل الدولتين أو المبادرة العربية

بدوره، قال ممثل روسيا أن بلاده مستعدة لاستقبال الأطراف الإسرائيلية والفلسطينية، داعيا إلى اتخاذ تدابير باتجاه الوحدة الفلسطينية، موجها التحية إلى مصر في هذا الاتجاه.

وأكد أن أي مساعدات إلى قطاع غزة يجب أن تكون بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية الشرعية بقيادة الرئيس محمود عباس، مشددا على أن الحل القائم على القانون الدولي هو الحل الوحيد القابل للحياة.

وقال إن التوافق الدولي هو القانون الدولي، وإن الولايات المتحدة الأميركية لا تحترم هذا التوافق.

ودعا ممثل روسيا إلى عدم احتكار الجهود السياسية والدبلوماسية، مجددا رفضة لأي إجراء أحادي من شأنه أن يحل مكان حل الدولتين أو مبادرة السلام العربية.

بولندا: هدم المنازل والنقل القسري للسكان ومحاولات تغير الوضع القانوني لبعض المناطق تقوض حل الدولتين

ممثلة بولندا أكدت أن حل الدولتين ومفوضات الوضع النهائي تبقى السبيل الوحيد لتلبية الطموحات المشروعة للجانبين وارساء سلام شامل.

ودعت إلى العودة الى المفاوضات على أساس قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي، التي تتضمن المعايير الدولية، التي بالإمكان ان تضفي عنصرا ايجابيا نحو حل الدولتين.

وقالت إن حل الدولتين يتم تفكيكه جزءا تلو الآخر وعلى وجه التحديد من خلال توسيع المستوطنات، الذي لم يتوقف، معربة عن قلقها من أن اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة بات شبه مستحيل.

وجددت موقف بولندا الثابت من الاستيطان، وهو أن أي نشاط استيطاني، غير قانوني يشكل عائقا في وجه السلام.

وشددت على أن هدم الممتلكات الفلسطينية والنقل القسري للسكان ومحاولات تغير الوضع القانوني لبعض المناطق في الضفة، تقوض كلها حل الدولتين.

ودعت اسرائيل إلى التخلي عن مخططاتها لهدم الخان الأحمر شرق القدس، ووقف عمليات الهدم في واد الحمص بصور باهر جنوب شرق القدس.

الصين: على إسرائيل وقف الاستيطان وهدم المباني والعنف ضد الفلسطينيين وتنفيذ قرار 2334

من جانبه، قال ممثل الصين لدى مجلس الأمن الدولي إنه يجب على الأسرة الدولية أن تبقى ملتزمة بالعملية السياسية، وإن قضية فلسطين في قلب مسائل الشرق الأوسط.

وأضاف أن احترام حقوق الشعب الفلسطيني هي مسؤولية الجميع، معربا عن قلق بلاده العميق من تدمير وهدم الممتلكات الفلسطينية واستمرار الأزمة في غزة.

وشدد على وجوب تنفيذ قرار 2334، وأن ما حصل في صور باهر بالقدس حظي باهتمام دولي وعلى إسرائيل أن تتوقف عن هدم المباني والأنشطة الاستيطانية وأعمال العنف ضد المدنيين الفلسطينيين.

وتابع ممثل الصين أنه يجب وضع حد لكل الأفعال الأحادية الجانب التي من شأنها تثبيت المستوطنات، مؤكدا أن حل الدولتين هو السبيل للمضي قدما للوصول إلى حل الصراع، إضافة للمبادرة العربية للسلام، والقرارات الدولية ذات الصلة.

وقال إن أي مبادرة جديدة يجب أن تتفق مع هذه المعايير آنفة الذكر.

وأعرب عن بالغ القلق جراء حجز السلطات الاسرائيلية لأموال الضرائب الفلسطينية، مطالبا برفع الحصار عن قطاع غزة فورا.

وقال على الأسرة الدولية مواصلة أعمالها لتعزيز دعمها للأونروا، مبينا أن بلاده ستزيد مساهمتها للأونروا لعتبة مليون دولار.

بلجيكا: الهدم في القدس تغيير للواقع الديمغرافي ولا يمكن للرؤية الاقتصادية ان تكون بديلا للحل السياسي

وقال ممثل بلجيكا إن الوضع يستمر بالتدهور اكثر فاكثر مع استمرار الاستيطان، خاصة مع سياسة الهدم والطرد المدانة التي كان آخرها ما جرى في صور باهر.

 وأدان تدمير مشروع انساني في خربة الدقيقة جنوب الخليل وهو مشروع لمساعدة 3 تجمعات سكنية، وهو عمل مناهض للقانون الدولي.

وأكدت ان هدم المباني في القدس يغير الطابع الديمغرافي للمدينة المقدسة، وانه لا يمكن للرؤية الاقتصادية ان تكون بديلا للحل السياسي.

وقال: يجب على الاسرة الدولية الأخذ بعين الاعتبار ما تم التوافق عليه دوليا بأن القدس عاصمة للدولتين، وان نهاية الاحتلال وحرية الوصول الى كامل الأراضي والثروات ... كلها محورية لإقامة اقتصاد فلسطيني قوي.

بريطانيا: المستوطنات غير شرعية وتهدد مستقبل الدولة الفلسطينية

بدورها، قالت مندوبة المملكة المتحدة إن موقف بلادها من حل الدولتين ثابت ولم يتغير، مؤكدة وجوب اتخاذ خطوات لمواجهة القيود المفروضة على الاقتصاد الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت أن المستوطنات غير شرعية وتهدد مستقبل الدولة الفلسطينية، مشيرة إلى أن عنف المستوطنين وطرد المواطنين الفلسطينيين من منازلهم يجب أن يحظى بالتنديد الكامل.

وقالت إن الهدم الذي حصل في صور باهر هو محل تنديد وانتقاد لأنه حصل في منطقة خاضعة للسيطرة الفلسطينية، وأن سلطات الاحتلال تتحمل مسؤولية توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، مشددة على أن ضم أي أراض في الضفة الغربية هو إجراء مناف للقانون الدولي ويؤذي عملية السلام.

وأكدت مندوبة المملكة المتحدة التزام بلادها بشكل كامل بدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

شيخ يحذر من السياسات التي تنتهجها إسرائيل

وحذر رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف نيانغ شيخ، في إحاطته، من السياسات التي تنتهجها إسرائيل، خاصّة مصادرة الأراضي، قائلا إنها تدعو إلى القلق الشديد.

وأضاف شيخ "أن الأنشطة الاستيطانية غير الشرعية تبقى العائق الأبرز أمام تحقيق السلام"، داعيا الأعضاء إلى التمسك بالتزاماتهم إزاء حل الدولتين ورفض مخرجات مؤتمر البحرين، قائلا "إن القضية الفلسطينية سياسية في المقام الأول وليست اقتصادية."

يذكر أن ست دول أوربية من أعضاء مجلس الأمن أدانت في بيان مشترك العدوان الإسرائيلي المتمثل بهدم منازل فلسطينية في صور باهر، كما عقد مندوبو فلسطين، والكويت، والسعودية، والمغرب، إضافة لمندوب الجامعة العربية، مؤتمرا صحفيا أعلن خلاله مندوب الكويت عن توزيع مشروع بيان رئاسي مدعوم من إندونيسيا وجنوب أفريقيا في مجلس الأمن يدين أعمال الهدم، ليتبناه المجلس وللبدء بالمشاورات مع بقية أعضاء المجلس لتبنيه.

وشكر السفير منصور التأييد الكبير للقضية الفلسطينية ولتحمّل مجلس الأمن مسؤولياته في هذا الشأن.

 وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، هدمت يوم أمس الإثنين، 11 بناية تضم اكثر من 77 شقة سكنية في واد الحمص التابعة لبلدة صور باهر في القدس المحتلة، وتقع معظمها في المناطق المصنفة "أ" التابعة للسيادة الفلسطينية بالكامل.

لا تتوفر نتائج حالياً