خبر : خطاب المفوض العام بالإنابة للإعلام , جنيف

الإثنين 03 فبراير 2020 03:31 م بتوقيت القدس المحتلة

خطاب المفوض العام بالإنابة للإعلام , جنيف
دائرة شؤون اللاجئين -3/2/2020- 

أسعدتم صباحا

إسمي هو كريستيان ساوندرز، وأعمل مفوضا عاما بالإنابة للأونروا، وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، وهي الوكالة المكلفة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقديم الحماية والمساعدة لحوالي 5,6 مليون لاجئ من فلسطين في غزة والأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

إن هذا وقت مناسب للأونروا لأن تكون فيه في جنيف، عند بداية العام، من أجل مناشدة شركائنا ومانحينا ومؤيدينا لمساعدتنا في مواصلة تقديم الحماية والخدمات الرئيسة الحرجة والمساعدات الطارئة للاجئي فلسطين في عام 2020.

ونحن هنا، مثل كل عام، لنعرض لممثلي المجتمع الدولي وممثلي العالم الإنساني خطة الأونروا للاستجابة لاحتياجات الحماية والمساعدة للاجئي فلسطين ونعرض الموازنة التي ستحتاجها هذه الخطة لعام 2020. وخلف هذه الخطة وهذه الأرقام، فإن علينا أن لا ننسى أبدا أن عمل الأونروا تقوده الحاجة إلى حماية حقوق الملايين من لاجئي فلسطين الذين أوكلت إلينا مهمة تقديم الخدمة لهم.

وإنني لعلى ثقة من أنه ونظرا للتطورات التي حدثت خلال اليومين الماضيين، مع إعلان الإدارة الأمريكية "خطة السلام" الأمريكية، فإنه سيكون هنالك استفسارات من قبلكم حول ما قد يعنيه ذلك للاجئي فلسطين وللأونروا.

وأود أن أبدأ حديثي بإعادة التأكيد على أن الأونروا منظمة إنسانية. إن دورنا يتمثل في تقديم المساعدة والحماية للاجئي فلسطين، والتي تشمل التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والمساعدة الطارئة في أوقات الأزمات والنزاع، إلى أن يأتي ذلك الوقت الذي يتم التوصل فيه إلى حل عادل ودائم لمسألة لاجئي فلسطين.

وكما سوف تعرفون، فإن الأونروا ليست موكلة بمهام المشاركة في مفوضات السلام في الشرق الأوسط أو المناقشات حول حلول قضية اللاجئين. ومع ذلك، وباعتبارنا الوكالة الأممية المسؤولة عن لاجئي فلسطين، فإن لدينا ولاية إنسانية أساسية لحماية والدفاع عن حقوق أولئك اللاجئين بموجب القانون الدولي. وحيث أننا الوجود الرئيسي للأمم المتحدة في أقاليم عملياتنا الخمسة، فإن لاجئي فلسطين يتطلعون إلينا أيضا كمصدر للطمأنينة في تلك الأوقات التي تتعرض فيها حقوقهم وسلامتهم للتهديد.

وبالنظر إلى وضع الأونروا بوصفها منظمة إنسانية مسؤولة عن لاجئي فلسطين وأيضا كوكالة أممية، فإننا بالتالي نرى أن جزءا من دورنا يتمثل في التمسك بموقف الأمم المتحدة والقانون الدولي حيال حقوق الإنسان للاجئي فلسطين، حيثما كانوا موجودين في مناطق عملياتنا، بما في ذلك في القدس الشرقية، وحيال مهام ولاية الأونروا.

إن موقف الأمم المتحدة، وبالتالي موقف الأونروا، قد تم إعادة التأكيد عليه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة في بيانه الصادر يوم الثلاثاء والذي أقتبس منه العبارة التالية: إن موقف الأمم المتحدة حيال حل الدولتين قد تم بيانه، على مر السنين، من خلال القرارات ذات الصلة لمجلس الأمن والجمعية العامة والتي تلتزم بها الأمانة العامة. وعلاوة على ذلك، فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة مرارا وتكرارا عن دعمه التام للأونروا.

كما أنني أؤمن أيضا أن الأونروا عليها مسؤولية تطمين مجتمع لاجئي فلسطين، الذين يعيشون بالفعل في ظل ظروف غير مستقرة ومتقلقلة، بأن حقوقهم الإنسانية ووضعهم بموجب القانون الدولي لم تتغير، وبالتالي بأن دور الأونروا في التمسك بتلك الحقوق لم يتغير أيضا. كما أن علينا أيضا مسؤولية مواصلة لفت الانتباه تجاه 5,6 مليون لاجئ من فلسطين متأثرين جراء أي حل مقترح للنزاع ولمسألة اللاجئين. إن حلا عادلا ودائما لا يمكن الوصول إليه بشكل أحادي وبدون أن يتم أخذ صوتهم بعين الاعتبار.

ولقد تم تجديد مهام ولاية الأونروا من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعم ساحق وبتصويت من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وأناطت الجمعية العامة للأمم المتحدة للأونروا مهام ولايتها في عام 1949، والجمعية العامة هي المكان الذي تتم فيه مناقشة وإقرار أي إجراء يتعلق بدور الأونروا وعملها مع لاجئي فلسطين.

وإننا لعلى ثقة من أن المجتمع الدولي سيستمر أيضا بالوقوف وراء التزامه تجاه لاجئي فلسطين إلى أن يأتي ذلك الوقت الذي يتم التوصل فيه إلى حل عادل ودائم لمشكلتهم والذي يكون متماشيا مع القرارات ذات الصلة لمجلس الأمن وللجمعية العامة والقانون الدولي. إن الالتزام تجاه لاجئي فلسطين، كما هو الوفاء بالولاية المماثلة للأونروا وبدعم من المجتمع الدولي، هو ما أريد أن أركز عليه هنا اليوم.

وكما تعلمون، فإن الأونروا تعمل في خمسة أقاليم للعمليات أو خمسة مناطق هي (الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وغزة والأردن ولبنان وسوريا) وتقدم الخدمات الحرجة، وفي بعض الأحيان المنقذة للحياة، التي تؤثر على حياة ملايين من الأشخاص. إن هذه الملايين، وهم 5,6 مليون لاجئ من فلسطين، وحقوقهم ومستقبلهم، سيكونون على المحك بدون دعم مستدام للأونروا. وبالنسبة لهم، فإن الأونروا تعني التعليم، وتعني الرعاية الصحية والإسكان والخدمات الاجتماعية والمساعدة المالية والحماية والمساعدة الطارئة خلال أوقات النزاع.

ونحن نقدم تعليما نوعيا في مدارسنا لنصف مليون فتاة وصبي. وحققت الأونروا مساواة على صعيد النوع الاجتماعي في مدارسها منذ منتصف الستينات من القرن الماضي. إن بعضا من أفضل المتميزين في المنطقة هم من خريجي مدارس الأونروا، على الرغم من الظروف الصعبة للغاية على الأغلب التي كانوا يعيشون فيها. إن هذا إنجاز ضخم على صعيد التنمية البشرية والاستقرار في المنطقة، وهو إنجاز تفخر الأونروا به.

وأيضا، فإن رعايتنا الصحية الأولية الشاملة يتم تقديمها من خلال 144 مركز صحي تابع للأونروا. وفي عام 2019، استقبلنا ما مجموعه 3,5 مليون لاجئ من فلسطين تلقوا الخدمات الصحية من خلال 8,5 مليون زيارة مرضية ساهمت في تحقيق مكتسبات صحية كبيرة، وخصوصا في مجالات الصحة الأسرية وصحة الأمومة والطفولة وضبط الأمراض غير السارية.

علاوة على ذلك، فإن خدماتنا في مجال الإغاثة والخدمات الاجتماعية تعمل على دعم لاجئي فلسطين الأشد عرضة للمخاطر في مجتمعهم ونحن نساهم، بالقدر الذي نستطيعه في ظل محدودية الموارد وبمواجهة احتياجاتنا الغامرة، في تحسين رفاههم. وسنسعد لو كنا قادرين على فعل المزيد، وتحديدا لأولئك الذين هم بأمس الحاجة.

وتتيح قروضنا التمويلية الصغيرة للاجئي فلسطين، وبشكل أساسي للشباب والنساء على وجه الخصوص، البدء بالأعمال التجارية التي تمكنهم من أن يصبحوا متمدين على ذاتهم من الناحية المالية.

كما أن مساعدتنا الطارئة الحيوية للاجئي فلسطين المتضررين جراء النزاع الدائر في سوريا وجراء الحصار في غزة والاحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية لا تزال مستمرة، وجميعها تجري بمستوى أقل بسبب الضغوطات المالية.

إن ما يرتكز عليه عملنا كله هو الدور الذي أناطه العالم بالأونروا باعتبارها الجسم الذي يسعى إلى حماية وتعزيز حقوق لاجئي فلسطين وفقا للقانون الدولي. وأن ذلك، بحد ذاته، هو بصيص الضوء الذي يتمسك به الملايين من لاجئي فلسطين: بأن هناك هيئة دولية، وكالة تابعة للأمم المتحدة، تم تأسيسها لحماية حقوقهم والدفاع عنها إلى أن يتم التوصل إلى حب تفاوضي للنزاع والذي يتضمن حلا عادلا ودائما لمحنتهم. إن تقويض هذه المبادئ يعني تقويض أمل 5,6 مليون لاجئ، نساء ورجال وبنات وأولاد، وإنه لمن المهم للغاية في هذا الوقت أن يظهر المجتمع الدولي أنه لم يقم بنسيانهم. إن حقوق الإنسان الأساسية للاجئي فلسطين يجب أن يتم التمسك بها.

وتواصل الأونروا تقديم التزاماتها لأن المجتمع الدولي قد منحها الولاية للقيام بذلك ولأننا ملزمون باحترام هذا الالتزام. ونحن نقوم بذلك بشكل جيد، على الرغم من التحديات المتكررة التي نواجهها، بدءا من الأزمات والنزاعات في المنطقة، وحتى النقص المالي والضغط السياسي المستمر وتزايد محاولات التقويض لعملنا من قبل الجماعات الحزبية التي تسعى إلى إقناع صناع القرار السياسي في دولنا المانحة بإيقاف تمويلنا.

وفي عام 2018، قام أكبر مانح للأونروا في ذلك الوقت، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، بالتوقف عن تمويلنا، وقطعت ما يقارب من ثلث موازنتنا. لقد كانت تداعيات ذلك على ماليتنا وخططنا هائلة، إلا أن الدعم الذي حصلنا عليه من دولنا الأعضاء ومن شركائنا كان هائلا، وشهادة صادقة على الالتزام الدولي المستمر تجاه لاجئي فلسطين. إن هذا الدعم المذهل قد سمح لنا بمواصلة تقديم الخدمات الحيوية والحماية للاجئي فلسطين، على الرغم من المضامين المحتملة لخسارة التمويل تلك. إن ردة الفعل تلك من المانحين والشركاء قد عكست الثقة التي يولونها للأونروا وإيمانهم الراسخ بأن لاجئي فلسطين يجب أن يظلوا يحصلون على حمايتنا ومساعدتنا إلى أن يكون هنالك حل. ومع ذلك وللأسف، ففي عام 2019 فإن هذا الدعم الأولي قد بدأ يخبو ونتيجة لذلك فقد اضطررنا لترحيل مسؤوليات جسيمة لعام 2020.

وقبل عدة شهور واجهت الأونروا تحديا من نوع آخر، وذلك مع ورود مزاعم بإساءة السلوك أدت إلى مغادرة إدارتها العليا. وأود أن أؤكد للمجتمع الدولي بأنه ومنذ ذلك الوقت قمنا بترتيب الوكالة ونحن بصدد وضع سلسلة من المبادرات الإدارية التي تهدف إلى جعل الأونروا منظمة أقوى وأكثر شفافية وأكثر فاعلية. إننا مدينون بذلك للاجئي فلسطين وللمستفيدين من أن نكون المنظمة الأكثر فعالية التي يمكن أن نكون عليها، والأونروا ملتزمة بفعل كل ما هو ضروري من أجل أن نبين لمانحينا ومساندينا بأنه يمكن الاعتماد علينا لنكون مقدما لخدمات ذات جودة عالية وفعالة للكلفة. وخلاصة القول فنحن نقدم قيمة جيدة للغاية مقابل المال.

وقد يقول البعض بأن "الأونروا دائما في مأزق مالي"، وبطريقة ما فإن هذا الكلام صحيح! ففي كل عام، فإننا نتساءل فيما إذا كان بمقدورنا جمع الأموال الضرورية لتقديم الخدمات الأساسية والمنقذة للأرواح التي أوكلت إلينا مهمة تقديمها للاجئي فلسطين. ونحن نحاول في كل عام التوفيق بين الاحتياجات التي لا يمكن إنكارها للاجئي فلسطين وبين خطة واقعية على أساس مقدار الدعم الذي نتوقع الحصول عليه من مانحينا وشركائنا. وفي كل عام، نتمنى أن تكون ماليتنا قابلة أكثر للتوقع ومستقرة ونتمنى لو أنه بمقدورنا أن نعرف، عند بداية العام، بأن برامجنا التي تساهم في إنقاذ الأرواح وإعمال حقوق لاجئي فلسطين والمحافظة على التقدم المحرز على صعيد التنمية البشرية ممولة بشكل كامل. والأكثر أهمية من كل هذا، ففي كل عام يجد لاجئو فلسطين أنفسهم في مواجهة انعدام اليقين هذا بشأن مستقبلهم. إن علينا أن نعمل سويا لتغيير هذا!

فمن ناحية واحدة، لدينا مجموعة من المانحين الراسخين والمتوقعين الذين أود أن أعترف بثقتهم ودعمهم وأن أنتهز الفرصة للإعراب عن تقديري العميق لهم. ولكن من الناحية الأخرى فلدينا جزء كبير من تمويلنا يأتي من قاعدة مانحين متغيرة باستمرار. إن هذا أمر إيجابي من حيث أن الأونروا لديها مصدر تمويل ودعم جديد، ولكنه أيضا يساهم في حالة كبيرة من عدم اليقين حيث أن هذا التمويل ليس متسقا من عام لآخر.

ويتم سؤال الأونروا في أحيان كثيرة عن السبب الذي لا يجعلها تقوم بتقليص الخدمات نظرا للوضع التمويلي الذي يواجهنا. إن الحقيقة هي أن حقوق لاجئي فلسطين لم تتغير، إلا أن احتياجات لاجئي فلسطين هي التي تتغير والحاجة تزداد. وعلى مدار السنوات الخمسة الماضية، أحرزت الأونروا ما يزيد على 500 مليون دولار من الكفاءات وهي تعمل بالفعل بطاقتها القصوى. وعلى أية حال فإن بعضا من تلك التقليصات قد تمت من أجل أن تبقى الوكالة على قيد الحياة وهي في بعض المجالات قد تجاوزت حدها وعانت جودة خدماتنا واتساعها نتيجة لذلك في السنوات الأخيرة. لم يكن بمقدورنا صيانة الكثير من بنيتنا التحتية وهي في حالة سيئة للغاية والكثير من معداتنا الرأسمالية قد تجاوزت سنوات عدة من عمرها الافتراضي. وفي السنة الدراسية الماضية علمنا طلبة أكثر بمعلمين أقل، الأمر الذي نتج عنه حجما أكبر للصف. إن مقدرتنا على القيام بذلك لهو شهادة على التزام وتفاني معلمي الأونروا وبرنامجها التعليمي. وعلى أية حال، فإن هذا التوجه ليس قابلا للاستدامة على المدى الطويل مع المحافظة على جودة التعليم الذي هو حق لأطفال لاجئي فلسطين والذي يستحقونه.

إن الأونروا فعالة للكلفة بشكل كبير بوصفها مقدما للخدمة: فجميع مدارسنا التي يبلغ عددها 709 مدرسة توظف عاملين ومعلمين ومديري مدارس وغيرهم من مجتمع اللاجئين برواتب يمكن مقارنتها بالرواتب المحلية وهي أقل بكثير من الرواتب الاعتيادية لموظفي الأمم المتحدة المحليين. ونفس الشيء ينطبق على مراكزنا الصحية البالغ عددها 144 مركز وعلى الموظفين الذين نقوم بتوظيفهم للعمل فيها.

ونحن نتحمل الضغط إلى أقصى حد في ظل موازناتنا المتناقصة وتزايد احتياجات لاجئي فلسطين المتضررين جراء نفس التقلبات وانعدام اليقين التي يواجهها الناس في الشرق الأوسط بشكل يومي. وفي عام 2020، سيستمر لاجئو فلسطين في الضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، وغزة والأردن ولبنان وسوريا بمواجهة عدد من تحديات كبيرة على صعيد التنمية البشرية والحماية. وما يعد مركزيا لتلك الضغوطات هو الاحتلال المستمر للضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، والحصار على غزة واستمرار الصراع في سوريا والأزمة السياسية في لبنان والاحتياجات الاقتصادية المتزايدة في الأردن، والتي جميعها تستمر بالتأثير الكبير على حياة لاجئي فلسطين.

منذ عام 1949، منحت الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأونروا مهمة تقديم الحماية والخدمات الأساسية للاجئي فلسطين إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم. إن الأمم المتحدة، والأونروا باعتبارها الوكالة الأممية التي تضطلع بمسؤولية لاجئي فلسطين، قد دافعت على الدوام عن حل تفاوضي عادل مستند إلى القانون الدولي والقرارات ذات الصلة للأمم المتحدة. وإلى أن يحين ذلك الوقت، ستظل الأونروا تعتمد على الدعم السياسي والمالي لمانحيها وشركائها من أجل تقديم الخدمات الأساسية للاجئي فلسطين التي تساهم في حماية لاجئي فلسطين وكرامتهم وتنميتهم البشرية. إن هذا هو سبب وجودنا هنا في جنيف: نحن بحاجة لأن نسمع من مانحينا ومؤيدينا بأن التزامهم تجاه لاجئي فلسطين لا يزال قويا كما هو عهده.

ولغاية هذا اليوم، فلقد أظهر المجتمع الدولي، عاما بعد آخر، التزامه بالتمسك بالتعددية من خلال المواصلة في الاستثمار في الأونروا إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنة لاجئي فلسطين، وهو الحل الذي يكون مستندا إلى القانون الدولي. ونحن ممتنون للغاية لذلك، ونأمل بأن سنة 2020 ستكون سنة نستمر فيها بتقديم التعهد الذي أخذناه، كمجتمع دولي، على عاتقنا بحماية حقوق 5,6 مليون لاجئ من فلسطين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وغزة والأردن ولبنان وسوريا.

إن الخطة التي تم الكشف عنها هذا الأسبوع مقلقة للغاية بالنسبة للاجئي فلسطين الذين يعيشون تحت الاحتلال وتحت الحصار ويعانون من نزاع وراء نزاع آخر وأزمة بعد أخرى، ويأملون بتحقق العدالة وإنفاذ حقوق الإنسان، ويتخوفون باستمرار من أن المجتمع الدولي سيقوم في يوم من الأيام بنسيانهم. واليوم، وأكثر من أي وقت مضى، هنالك حاجة للاستقرار، وعلى المجتمع الدولي اليوم أن يرسل رسالة واضحة للاجئي فلسطين وللعالم بأكمله مفادها أنه يقف بحزم ورائهم.

مع جزيل الشكر.

لا تتوفر نتائج حالياً