خبر : القدس توحد الجميع

السبت 15 مايو 2021 01:38 ص بتوقيت القدس المحتلة

القدس توحد الجميع
دائرة شؤون اللاجئين -15/5/2021- "القدس خط أحمر وقلب فلسطين وروحها وعاصمتها الأبدية ولا سلام ولا أمن ولا استقرار إلا بتحريرها الكامل من الاحتلال" هذا ما أكده رئيس دولة فلسطين محمود عباس والقيادة الفلسطينية، وما جسده شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في هبته وتوحده في الدفاع عن القدس والمقدسات.

هب المقدسيون دفاعا عن المسجد الأقصى ورفضا للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المقدسات والمصلين، ورفضا لمحاولات الاحتلال ترحيل الأهالي في حي الشيخ جراح، وسرعان ما أسندوا من الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطينيي 48، ومن فلسطينيي الشتات ومن أصدقائنا والأحرار في العالم، خرجوا بمسيرات شعبية وخاضوا مواجهات مع قوات الاحتلال ما زالت مستمرة.

وتواصل قوات الاحتلال لليوم السادس على التوالي تنفيذ عدوان حربي غاشم على قطاع غزة، وجرائم متواصلة في الضفة الغربية، وتقود اعتداءات تنفذها الشرطة والمستوطنون بحق الأهالي في أراضي 48، مستخدمة شتى أنواع الأسلحة الحربية، وتلك المحرمة دوليا، فقصفت البيوت وقتلت المدنيين من أطفال وشيوخ ونساء في غزة، وأعدمت شبانا في الضفة بدم بارد واعتقلت المئات، وهاجمت الأهالي في أراضي 48 الذين خرجوا نصرة للقدس ورفضا للعدوان على غزة فسقط الشهداء وأصيب واعتقل المئات.

ومنذ فجر الجمعة استشهد 11 مواطنا، في الضفة و18 في قطاع غزة، وأصيب المئات بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي هبة جماهيرية عمت مختلف المحافظات في الضفة الغربية، احتجاجاً على العدوان، وتنديداً بالانتهاكات التي تشهدها القدس، وتعمدت تلك القوات إطلاق الرصاص الحي بهدف القتل على المواطنين العزل وهذا ما أظهرته أعداد الشهداء وطبيعة الإصابات التي وصلت المستشفيات.

ففي نابلس أعلنت وزارة الصحة، استشهاد الشاب مالك حمدان (22 عاما) من قرية سالم شرق نابلس، جراء إصابته بالرصاص الحي في الصدر، خلال مواجهات دارات مع قوات الاحتلال في منطقة سهل سالم.

واستشهد كذلك الشاب نضال صفدي في العشرينات من عمره، بعد تعرضه لرصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال تصدي الأهالي لهجوم المستوطنين على قرية عوريف جنوب نابلس.

كما تم الإعلان عن استشهاد الشاب حسام عصايرة (20 عاما)، نتيجة إصابته برصاص الاحتلال في منطقة الصدر، خلال مواجهات شهدتها بلدة عصيرة القبلية جنوب نابلس.

وأصيب في ذات البلدة مواطنان بالرصاص الحي، خلال تصدي الأهالي لهجوم مجموعة من مستوطنة "يتسهار" على المنطقة الشرقية من القرية على قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس.

واستشهد وكيل نيابة الجرائم الالكترونية في محافظة سلفيت عيسى برهم برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات شهدتها في بلدة بيتا جنوب نابلس.

وفي سلفيت استشهد شابان عقب إصابتهما بالرصاص الحي في البطن والصدر، خلال مواجهات اندلعت في بلدتي اسكاكا ومردة بمحافظة سلفيت، نصرة للقدس وغزة ورفضا لعمليات التطهير العرقي في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.

واستشهد الشاب يوسف نواصرة (26عاما) من قرية فحمة جنوب جنين، خلال مواجهات اندلعت بالقرب من حاجز "دوتان" العسكري المقام فوق أراضي بلدة يعبد جنوب جنين.

وذكرت وزارة الصحة أن الشاب تعرض لعيار ناري حي في الشريان الرئيسي بالفخذ، كما سجلت إصابة 3 شبان آخرين.

وفي الخليل استشهد مواطن في اعتداء للمستوطنين على أهالي قرية الريحية جنوب الخليل.

وأوضحت وزارة الصحة، أن الشهيد أصيب بالرصاص الحي في الرأس، وتعرض للضرب من قبل المستوطنين الذين احتجزوه في مستوطنة "نجاهوت" القريبة من بلدة الريحية.

في ذات السياق، هاجمت مجموعات من المستوطنين بحماية جنود الاحتلال، منازل المواطنين بالحجارة وقنابل الصوت في منطقة وادي النصارى والحريقة والكسارة جنوب مدينة الخليل، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

وفي تطور آخر، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الرصاص الحي نحو عدد من الصحفيين في منطقة "زيف" جنوب الخليل، أثناء تغطيتهم للمواجهات الدائرة في تلك المنطقة، دوان أن يصاب أي منهم.

كما استشهد شاب من بلدة سلواد شرق رام الله، بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار على مركبة كان يقودها، حيث أطلق الاحتلال النار على سيارة الشهيد قرب مدخل البلدة.

وفي تطور لاحق، أصيب طفل من ذوي الإعاقة ووالده، بشظايا رصاص متفجر، بعد استهداف قوات الاحتلال لمركبة فلسطينية أخرى، قرب بلدة سلواد.

وقال المواطن فادي عرقوب من قرية أم صفا شمال رام الله، إن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي صوب مركبته التي كان يستقلها برفقة زوجته وأبناءه الستة في طريقهم إلى أريحا، وذلك في أعقاب استشهاد الشاب محمد حماد.

وذكر عرقوب، أن نجله محمد (9 سنوات) والذي يعاني من إعاقة حركية في يده وساقه اليسرى، أصيب بشظايا الرصاص في ظهره ويده، فيما أصيب هو بالشظايا في ساقيه، جراء استهداف مركبتهم التي اخترقتها نحو 10 رصاصات.

وقال رئيس مجلس قروي بيت سيرا حامد حمدان، إن جنود الاحتلال قمعوا بشكل غير مسبوق مسيرة انطلقت صوب المنطقة الغربية من البلدة حيث يقام الجدار الفاصل بمحاذاة مستوطنة "مكابيم"، التي أقيمت على أراضي البلدة.

واستشهد شاب بالرصاص الحي الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي، صوب عشرات الشبان الذين وصلوا إلى المدخل الجنوبي لمدينة أريحا، تنديدا بالعدوان على قطاع غزة.

وفي القدس اعتدت قوات الاحتلال على مسيرة سلمية قرب قرية عناتا شمال شرق القدس المحتلة بالأعيرة النارية والمطاطية والقنابل الصوتية والغازية، ما أسفر عن إصابة مواطن بالرصاص الحي، وآخرين بالرصاص المطاطي وبحروق نتيجة قنابل الصوت التي أطلقها الاحتلال صوب المتظاهرين.

واندلعت مواجهات عنيفة مع الاحتلال في بلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة، أطلق جنود الاحتلال خلالها  القنابل الغازية والأعيرة المطاطية باتجاه الشبان.

كذلك اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان قرب المدخل الشمالي لبلدة الرام، وفي بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة، وأصيب خلالها عدد من المواطنين بحالات اختناق.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابا قرب باب العامود بعد اندلاع مواجهات، وآخرين عقب خروجهما من المسجد الأقصى المبارك.

واعتدى مستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، على المواطنين في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، حيث رشقوا المنازل بالحجارة وأطلقوا الرصاص عليها وأحرقوا عددا من السيارات.

وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المسيرة الأسبوعية في حي الشيخ جراح، المنددة بمساعي ا أصيب 15 مواطنا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، في المواجهات التي دارت في محيط مصانع "غاشوري" الإسرائيلية، وبمحاذاة جدار الضم والتوسع العنصري شمال وغرب محافظة طولكرم.

وفي طولكرم استشهد شاب برصاص الاحتلال الذين أمطروا الشبان بقنابل الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية، ما أدى كذلك إلى إصابة 15 منهم بالرصاص الحي في الأطراف السفلية، إحداها خطيرة، والعشرات بالاختناق، إضافة إلى إصابتين بكسور، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج ووصف وضعهم الصحي بالمستقر.

واعتقل جنود الاحتلال فتى أثناء سيره بدراجته بالقرب من مصانع "غاشوري" وتم اقتياده إلى داخل بوابة "سنعوز" غرب طولكرم.

وشهدت المحافظة أيضاَ مواجهات في محيط جدار الضم والتوسع العنصري غرب بلدتي قفين وزيتا شمالا، ووصلت أيضاً إلى الشارع الغربي لضاحية شويكة شمال مدينة طولكرم، حيث قام جنود الاحتلال بالاعتداء على مركبات المواطنين على جانبي الشارع واشعلت النار بإحداها، بعد إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة.

وفي قلقيلية وبيت لحم طوباس أصيب عشرات الشبان بالأعيرة النارية والمعدنية والاختناق بالغاز المدمع خلال قمع الاحتلال لمسيرات سلمية انطلقت في عدة بلدات وقرى هناك.

وفي أراضي عام 1948 قمع الشرطة الشبان واعتدت عليهم، ونفذت الشرطة حملة مداهمات واسعة في البلدات العربية واعتقلت العشرات بحجة مشاركتهم في المسيرات الاحتجاجية ضد عدوان الاحتلال.

وتزامنت الاعتداءات مع انطلاق المسيرات السلمية في مختلف محافظات الضفة الغربية وعلى نقاط التماس مع الاحتلال وعلى الحدود الأردنية الفلسطينية وكذلك الحدود مع لبنان، في مشهد يشير إلى أن مدينة القدس توحد جميع الفلسطينيين في مختلف أماكن وجودهم.

وبلغ عدد الشهداء خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في مختلف نقاط التماس مع الاحتلال في الضفة اليوم 11 شهيدا ونحو 600 مصاب، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، فيما بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة اليوم 18 شهيدا، فيما بلغ إجمالي عدد الشهداء منذ بداية العدوان على القطاع والضفة 138 شهيدا بينهم 31 طفلا و20 امرأة، ونحو 1300 إصابة.

أثبت الفلسطينيون في أراضي48 أن كافة الممارسات الإسرائيلية التعسفية بحقهم ومحاولات فرض الاندماج السياسي من خلال تغيير أسماء البلدات والقرى إلى العبرية ومحو أخرى، وإقامة الجدران والحواجز والعسكرية بين أبناء الشعب الواحد، كلها لم تنجح في حرفهم عن قضيتهم ونضالهم من أجل القدس وضد الاحتلال، وأن للقدس مكانة لدى الفلسطينيين لا يمكن تغييرها مهما طال الزمن.

وفي هذا السياق، تقول الصحفية والخبيرة في شؤون الإعلام الإسرائيلي خلود مصالحة إن ما يجري اليوم على الأرض في أراضي48 يدلل على أن الفلسطيني يرفض كل الممارسات القمعية في القدس وفي مختلف تواجد المواطن الفلسطيني.

وأضافت أنه ساد خلال السنوات الماضية نوع من الارتياح في الشارع الإسرائيلي الذي كان يظن أن المجتمع الفلسطيني في أراضي48 لن يتحرك أو يواجه أو ينتفض مهما حدث من قمع وانتهاكات، ولكن ما يجري الآن يؤكد عكس ذلك.

وتوضح مصالحة أن السبب الأساسي الذي كان محركا لهذا الحراك ما جرى من انتهاكات وقمع إسرائيلي في القدس وحي الشيخ جراح، وهذا يؤكد أن القدس موحِّدة لكل الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم، فالشعب الفلسطيني لا يهادن في هذا الموضوع.

وتطرقت للحديث عن التمييز الذي يعاني منه الفلسطيني في أراضي48 على كافة المستويات، سواء في البناء أو التعليم أو الحقوق المدنية، كذلك عانى الفلسطيني على مدار عقود طويلة من محاولات لسلخ الفلسطيني بالداخل عن شعبه الفلسطيني وإقناعه بأن النضال المدني والتركيز على الحقوق المدنية أفضل من النضال القومي، ولكن كل ما يجري الآن يؤكد أن كل هذه الجهود باءت بالفشل.

من جهته، أشار المحلل والكاتب نظير مجلي إلى "أن المواطن الفلسطيني في أراضي48 لم يكن يوما بعيدا عن النضال الفلسطيني في مختلف مراحله بدءا من النكبة عام 1948 حيث كانت الثورة الفلسطينية في ذلك الحين لم تولد بعد، حينها كنا نخوض معارك لتثبيت وجودنا وانتمائنا الفلسطيني، وكان الهم الفلسطيني هو همنا طول الوقت وكنا المبادرين ليوم الأرض، وكان لنا دور فاعل وأساسي في الانتفاضتين الأولى والثانية، وهناك رؤية موحدة للمواطن الفلسطيني أينما تواجد للتخلص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية".

وأضاف أن الفلسطينيين تجاوزوا منذ سنوات طويلة محاولات الاحتلال لعزلهم عن شعبهم الفلسطيني وقضاياه، ورفضوا أية محاولات إسرائيلية لمنعهم من ممارسة دورهم.

وأكد مجلي أن السلطات الإسرائيلية ترى انجازات الفلسطينيين الكبيرة في أراضي48 وترى أنهم أصبحوا  قوة مؤثرة، وهذا الأمر يقض مضاجعها، لذلك تحاول منعهم من القيام بدورهم والبطش بهم، ولكن كل ذلك جاء بنتيجة عكسية، فبدلا من تراجع المظاهرات اتسعت بشكل كبير.

كما تطرق مجلي للحديث عن نتائج هذا الحراك على المدى القريب والبعيد، ففي المنظور القريب من المتوقع أن يتعرض الفلسطينيون لأضرار كبيرة وقمع متزايد، وخاصة أن هناك في الحكومة الإسرائيلية من يستغل الوضع ليحرض المستوطنين المسلحين المنظمين والممولين بملايين الدولارات للاعتداءات الدموية على فلسطينيي 48، ولكن في المدى البعيد هذا سيعزز الطاقة الكامنة في المجتمع الفلسطيني ليحقق مكاسبه في التخلص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

لا تتوفر نتائج حالياً