خبر : "مخيم الأمم".. خطوة رائدة في المقاومة الشعبية ورسالة تأكيد على صمود شعبنا في أرضه

الخميس 23 سبتمبر 2021 12:12 ص بتوقيت القدس المحتلة

ea024b03-686d-4b2d-bc34-328b7720e090
71786f55-adb2-4b08-be39-54a472a8aacf
دائرة شؤون اللاجئين -22/9/2021-  في خطوة هي الأولى من نوعها في تطوير المقاومة الشعبية وتسليط الضوء على الأراضي المهددة بالاستيطان، نظمت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، والفصائل الوطنية، وحركة "فتح" في مدينة سلفيت، "مخيم الأمم" على أراضي منطقة " المراحات" القريبة من منطقة الرأس المهددة بالاستيلاء من قبل المستوطنين.

وأطلقت فعاليات المخيم يوم الإثنين الماضي وستستمر حتى مساء يوم الجمعة المقبل (24/9/2021)، حيث يشتمل على فعاليات متنوعة تركّز بالدرجة الأولى على الانتهاكات التي تتعرض لها محافظة سلفيت بفعل الاستيطان الاستعماري وتحديدًا في منطقة الرأس غرب مدينة سلفيت، إلى جانب محاضرات حول الآليات غير القانونية وغير الشرعية التي تنتهجها حكومة الاحتلال عبر عصابات المستوطنين من أجل الاستيلاء على الأراضي.

مدير مكتب الشمال في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مراد شتيوي قال لـ"وفا"، إن فكرة المخيم رائدة على مستوى فلسطين ونوعية في إطار سعي الهيئة وحركة "فتح" في ابتكار وسائل جديدة للمقاومة الشعبية بهدف تدويل القضية الفلسطينية، وهذا هو الأسلوب الذي ينتهجه الشعب الفلسطيني منذ سنوات.

وأضاف: تأتي أهمية هذا المخيم بأنه يعقد بالتزامن مع موعد انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعمًا للسيد الرئيس محمود عباس وبالتزامن مع كلمته المقررة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة المقبل.

وأشار إلى أن هذا المخيم يأتي استمرارًا لنهج الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها القيادة الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، حيث تم رفع الأعلام الوطنية لدول العالم المختلفة، باستثناء بعض الدول التي ما زالت تقدم الدعم السياسي والعسكري والمالي لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

واكتسب هذا المخيم أهميته من خلال زيارات قناصل وممثلي سفارات مختلفة، سواء كان بحضور حفل الافتتاح أو خلال فعالياته المختلفة.

وشارك في المؤتمر على مدار اليومين الماضيين سفراء وقناصل دول كل من: فنزويلا، والبرازيل، وايطاليا، والمكسيك، وسريلانكا، وتركيا، وجنوب أفريقيا، وسويسرا، وحظي باهتمام وطني وتنظيمي كبير عبر زيارات لقيادة العمل الوطني وخاصة حركة "فتح"، فكانت هناك مشاركة لعضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" دلال سلامة، ووكيل وزارة الخارجية والمغتربين أمل جادو، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" صبري صيدم، وممثل مؤسسات حقوق الإنسان عصام العاروري، ونشطاء اجتماعيون، وأمهات الأسرى، وطلبة المدارس.

وتم اطلاعهم على البؤر الاستيطانية والمستوطنات المقامة على أراضي محافظة سلفيت، وما تقوم به قوات الاحتلال والمستوطنون من نهب للأراضي الفلسطينية، وتوعيتهم حول أهمية المقاومة الشعبية.

وقدم المخيم للمشاركين محاضرات في الإعلام الرقمي، وحول أهمية المقاومة الشعبية وآخر التطورات والمستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية، وفقرات فنية وشعبية متنوعة.

وبحسب شتيوي، أعاد هذا المخيم محافظة سلفيت وقضية "الرأس" لتكون على أجندة الإعلام الفلسطيني والدولي وفي أهم أولوياتها، ولاحظنا حجم التضامن الإعلامي مع أهالي المحافظة.

ونوّه: تطرقنا من خلال المخيم عبر ذوي التجارب في المقاومة الشعبية إلى آليات تصعيدها ودور الشباب في نقل هذه الخبرات إلى مختلف المحافظات الأخرى.

كذلك، شهد المخيم العديد من الفعاليات الفنية والتراثية، كما تم إبراز دور المرأة في العمل النضالي الفلسطيني عبر مؤسسات لجان المرأة للعمل الاجتماعي.

واستهدف المخيم 50 ناشطا إعلاميا وشبابيا لديهم الخبرة في فتح منصات التواصل الاجتماعي مع مختلف جمعيات التضامن الدولي بمختلف اللغات، لحث المؤسسات الشبابية الدولية على حشد مزيد من التضامن الدولي لصالح القضية الفلسطينية.

وأكد المخيم في رسالته دعم الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية في حربها الدبلوماسية التي تخوضها في المحافل الدولية.

أمين سر حركة "فتح" إقليم سلفيت عبد الستار عواد أوضح لـ"وفا"، أن هذا المخيم ساهم في رفع معنويات المزارعين في محافظة سلفيت، وأعطاهم الأمل أن كل مخططات الاحتلال ستفشل، وسيتم منع إقامة أي بؤرة استيطانية على أراضيهم.

وأضاف: بدأنا بتفعيل المقاومة الشعبية في هذه المنطقة منذ عام، عندما حاول المستوطنون السيطرة على الأرض وإقامة بؤرة استيطانية جديدة عليها، وسنقدم يد العون للمزارعين لتعزيز صمودهم في أرضهم حتى إزالتها وفشل المخطط الاحتلالي لتقسيم الضفة الغربية إلى قسمين والاستيلاء على آلاف الدونمات.

وأكمل، من خلال سلسلة فعالياتنا في تعزيز صمود المواطنين قمنا بزراعة 3000 شجرة زيتون في المنطقة، وشق الطرق الزراعية، وتنظيم فعاليات ووقفات احتجاجية مع مؤسسات المحافظة، ونؤدي صلاة الجمعة في محيط المنطقة المهددة بالاستيلاء عليها بشكل أسبوعي، وسنحاول بكل طاقتنا أن نستمر في هذا المخيم حتى تصل رسالتنا إلى دول العالم أجمع.

ودعا عواد إلى المشاركة الفاعلة من قبل مؤسسات المجتمع المحلي والدولي وإيجاد برنامج عمل واضح لدعم صمود المزارعين حتى تكون كل جبال سلفيت مليئة بأشجار الزيتون وخالية من المستوطنات.

يذكر أنه في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام المنصرم، جرف المستوطنون أراضي منطقة "الرأس" الواقعة إلى الغرب من مدينة سلفيت، والتي تقدّر مساحتها بـ(50 دونمًا)، واستولوا على الأرض، ووضعوا فيها "بركسات للأغنام" ونصبوا الأعمدة، ومنعوا الأهالي من الوصول إلى الأرض. ويدعي الاحتلال الإسرائيلي أن هذه الأرض "أراضي دولة"، رغم وجود "كواشين طابو عثمانية" تثبت حق أهالي سلفيت فيها.

وشق الاحتلال طريقا يبدأ من المدخل الشمالي لمدينة سلفيت ويمتد بطول كيلومترين، وصولا إلى منطقة "الرأس"، وأسس خط كهرباء في يوم واحد، من أجل خدمة البؤرة الاستيطانية.

لا تتوفر نتائج حالياً