ويأتي هذا المؤتمر، الذي توليه القيادة والحكومة اهتماما خاصا، في ظل خطة الاحتلال وحكومة الاستيطان بتهجير المواطنين من أراضيهم، وإقامة المزيد من البؤر الاستيطانية، ويهدف إلى الاطلاع على المطالب والاحتياجات الأساسية لدعم صمود أهلنا في منطقة المسافر والمضارب البدوية شرق مدينة يطا.
وشارك في المؤتمر رئيس الوزراء محمد اشتية، ونائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، ومحافظ الخليل جبرين البكري، وعدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، وعدد من الوزراء، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وأعضاء من المجلس الوطني، ومدراء المؤسسة الأمنية، وعدد من وجهاء العشائر، ورؤساء البلديات وأمناء سر أقاليم حركة "فتح" بمحافظة الخليل.
وأعلن اشتية، في كلمته خلال المؤتمر، جملة من المشاريع في كافة القطاعات، الصحية والتعليمية والاتصالات والعمل، وغيرها من المشاريع والخطط التي تعزز صمود المواطنين وتمكنهم من مواجهة الاحتلال والاستيطان.
وقال اشتية: "هذه الجمهرة اليوم في المجاز في البادية ومسافر يطا هي الرد الجدي والحقيقي على مخططات الاحتلال ومصادرته وإجراءاته، وهي رسالة إنه دون مسار سياسي ينهي الاحتلال ويحق الحقوق للشعب العربي الفلسطيني لا يمكن أن يكون هناك سلام في المنطقة".
وأضاف: "حضورنا اليوم ليس للخطابات، بل عندنا رسالة بتوجيه من سيادة الرئيس محمود عباس ولدينا رسالة من فصائل العمل الوطني واللجنة المركزية ومن كل الشرفاء في فلسطين، لأهلنا الصابرين الصامدين في مسافر يطا والبادية وفي كل مكان".
واستدرك اشتية: "نحن في الحكومة مركب رئيسي من مقاومة الاحتلال، وهذه الحكومة ليست حكومة خدمات فقط، نحن جزء لا يتجزأ من المشهد المقاوم لهذا الاحتلال في كل مفاصله، وعندما نقدم خدمة للمواطنين لأننا نريد أن نعزز صمودهم، ونريد بهذه الخدمة ان تكون رافعة للمقاومة في وجه الاحتلال".
وتابع: "قدمت الحكومة دعما لـ 385 أسرة من خلال برنامج التحويلات النقدية، ومساعدة لـ 462 أسرة تأمين صحي وغيره، وهنالك مشاريع للتمكين الاقتصادي متنوعة من خلال ثلاث مؤسسات وجمعيات، وهناك تقديم خيام وإنشاء بيت كامل لأسر بحاجة الى مأوى، وهناك مساعدات بطرود عينية وغذائية لـ400 أسرة، وحقائب مدرسية لـ150 طفلا، وشبكات نساء داعمة وتنفيذ 10 ورش عمل للنساء، ومساعدات نقدية لـ 270 أسرة فيها أشخاص ذوي إعاقة، ومولدات كهربائية لمسافر يطا، وتزويد منطقة توانا بكوابل كهربائية، وإعداد إطار تنموي ومكاني ومخطط هيكلي لمنطقة المسافر بمساحة تقدر 36 ألف دونم، وعشر مخططات هيكلية منفردة تغطي 12 تجمعا في المسافر، وتحديث للمخططات الهيكلية، هي عبارة عن ترسيخ صمود على الأرض، وبناء عليه هذا الأمر نحتاجه بشكل كبير".
وأضاف اشتية: "هناك تعبيد طرق بقيمة 130 ألف دولار، وتعبيد طرق زراعية بـ136 ألف دولار، ودعم لموازنة المجلس بـ 105 آلاف شيقل، وأيضا في قطاع الزراعة توزيع أشتال مثمرة وحرجية ورعوية، ومشروع تخضير فلسطين، وتوزيع بذار زراعي مقاوم للجفاف على أرض على 450 مستفيد وهناك أراض زراعية تم تسييجها وزراعتها بالأشتال، وترميم لآبار المياه وغيره، وتأهيل حظائر للأغنام وتوزيع شوادر على حظائر مربي الثروة الحيوانية، وإنشاء محمية رعوية في خلة الضبع، وتركيب 2600 متر سياج، وإنشاء 5 آبار جميع، وتوزيع 4 خزانات بلاستيك، وشق 2.5 كيلو متر من الطرق الزراعية، وزراعة 12500 شتلة رعوية وهناك تأهيل المحمية الرعوية في أم الخير وغيره".
وأوضح اشتية: "تم تأهيل وتمديد 2 كم من شبكات المياه والخطوط الناقلة في الفخيت وأيضا توسعة شبكة المياه وتدريب الطواقم في مجال النظافة والممارسات الصحية في قواويس، وهناك توريد وتركيب واختبار وتشغيل مضخة دفع مياه 5.7 كيلو واط، وهناك تأهيل الخطوط الناقلة وتمديد شبكة مياه بـ7 كيلو متر في منطقة شعب البطم، وهناك تأهيل الخطوط الناقلة في طوبا وتوفير أدوات ومواد وتشغيل وصيانة لشبكة مياه في طوبا أيضا، وتأهيل على ما يزيد عن كيلو متر من الخطوط الناقلة في جمبة وتأهيل 5 كيلومتر من الخطوط الناقلة في ركيز، وفيما يتعلق بالاتصالات قامت الوزارة أيضا بوضع سيناريوهات لتوفير التغطية لهذه المناطق، وعقد اجتماعات من شركة الاتصالات العاملة في القطاع ومناقشة سيناريوهات وآلية التغطية لهذه المنطقة، ووزارة العمل أيضا، ووزارة الصحة قدمت التأمين المجاني للعاطلين عن العمل، والإرشاد والتوعية والتوجيه وترخيص جمعيات خيرية وغيره، هذا ما قمنا به".
وتابع رئيس الوزراء: "وما سنقوم به، سوف يتم توزيع بذور حقلية ومعدات زراعية وجرار زراعي عدد 2 وترلّة عدد 2 ومحراث عدد 2 ودرّاسة عدد 2 في يطا ومسافرها بتكلفة 200 ألف دولار، وسنوفر باجر من وزارة الزراعة بتكلفة 93 ألف دولار، يستفيد منه جميع المزارعين في المنطقة، وتوزيع 5 آلاف شتلة مثمرة بتكلفة 17500 دولار إضافة إلى 2500 شتلة حرجية ورعوية، وسوف يتم التوزيع في جميع التجمعات بالمسافر، واستصلاح 200 دونم من الأراضي الزراعية بتكلفة 160 ألف دولار، وشق وتأهيل طرق زراعية بتكلفة 140 ألف دولار في التجمعات".
وأضاف: "في الثروة الحيوانية ستعمل وزارة الزراعة على إنشاء مسلخ للمواشي في مدينة يطا بتكلفة مليون دولار تستفيد منه يطا ومسافرها، وإنشاء سوق للحلال في مدينة يطا بتكلفة 600 ألف دولار يخدم المسافر والبادية، وإنشاء محميات رعوية على مساحة 300 دونم من الأراضي بتكلفة 200 ألف دولار، وتوزيع كباش محسنة لتحسين انتاجية الحليب واللحوم وحملات محسنة أيضا بتكلفة تقديرية مليون دولار تستفيد منه جميع التجمعات في المسافر والتجمعات البدوية وجميع مربي الثروة الحيوانية في المنطقة، وتوزيع 185 طن من الأعلاف على 185 مزارعا من مربي الثروة الحيوانية بتكلفة 115600 دولار تم توزيع جزء منها في المجاز وأم الخير وسيتم استكمال توزيع الجزء المتبقي، وإعادة تأهيل 30 حظيرة من حظائر الثروة الحيوانية في جزء من تجمعات مسافر يطا في جنبا والطوبا ومغاير العبيد وشعب البطم بتكلفة 90 ألف دولار، وأيضا توزيع 90 شادرا لحظائر الأغنام في عدد من تجمعات المسافر بتكلفة 180 ألف دولار، وتطعيم المواشي ضد الجدري والطاعون والحمى القلاعية والمالطية، وتم تنفيذ جزء منها وسنستكمل عملية التطعيم، وتوزيع معدات تصنيع غذائية على 90 مستفيد "خضاضات ستانلس ستيل" لحفظ الحليب وماكينات ترقيم ومقصات وعلاجات بيطرية وطرمبات بتكلفة 45 ألف دولار".
وقال: "على صعيد الحكم المحلي، تم تسليم المخططات الهيكلية المحلية لتجمعات مسافر يطا للطرف الآخر بتاريخ 6/5/2022، ورصد مبلغ 50 ألف شيقل لدعم موازنة مجلس مسافر يطا للعام 2022، وإعادة تأهيل وتعبيد طرق مناطق (ج)، بقيمة 400 ألف شيقل من الموازنة التطويرية للوزارة، وتوفير تنك مياه وتركتورات بتكلفة تقديرية 275 ألف شيقل، وفي قطاع الاقتصاد تم تخصيص مبلغ مالي بقيمة 200 ألف شيقل لدعم خمسين مشروع متناهي الصغر خلال تقديم معدات وتدريب لأصحاب المشاريع".
وتابع: "وفي قطاع الصحة هناك أربع عيادات ثابتة وعيادتين متنقلات، وسيتم إنشاء مركز طوارئ في هذه المنطقة، وفي قطاع المياه تم رصد 30 ألف يورو لمجلس مسافر يطا لتقديم الدعم الفني وبناء القدرات والتدريب والتأهيل واستبدال خط المياه الرئيسي الناقل إلى مسافر يطا، وإعداد دراسة حول المياه الفاقدة وغير المحاسب عليها في منطقة المسافر ولتوانا بتكلفة 7500 يورو، وذلك بهدف تحديد التدخلات اللازمة، وفي اجتماع مجلس الوزراء غدا سنناقش دعم المياه لمنطقة المسافر لتعزيز صمود الناس لأن الصراع هنا على الأرض والمياه بالأساس".
واستدرك: "وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ستقوم بتوصيل خدمة الانترنت لجميع المدارس في المسافر، وفتح فروع معارض لشركات الاتصالات في يطا وفتح مكتب بريد في المنطقة، وإشراك فئة الشباب في الدورات التدريبية والمخيمات الصيفية في مجال تكنولوجيا المعلومات ودعم عقد دورات تدريبية تستهدف طلبة المدارس في تكنولوجيا المعلومات أيضا، وفي قطاع الطاقة والموارد الطبيعية سيتم تزويد سكان مسافر يطا بوحدات الطاقة الشمسية، وأيضا مشروع توصيل التيار الكهربائي في خربة دقيقة البالغ تكلفته حوالي مليون و700 ألف شيقل وسيتم تنفيذه على مرحلتين ابتداء من العام الحالي".
وتابع: "وفي قطاع الحماية الاجتماعية والتمكين سنستمر في دعم الأسر المحتاجة من خلال التحويلات النقدية وتقديم خدمات تأمين صحي إضافي وخدمات مساندة، وفي موضوع العمل سيتم تقديم خدمة التأمين المجاني للعاطلين عن العمل والاستمرار في تقديم خدمة الإرشاد والتوجيه، ووزارة الأشغال من جانبها ستقوم بتنفيذ 15 كم من الطرق وتأهيل 50 بيت مرحلة أولى، وهناك أكثر من 300 مغارة يسكن فيها أهلنا في المسافر والبادية أرجو أن يتم تأسيس برنامج خاص لتأهيل هذه الأماكن لتصبح مأهولة، وهناك أربع مدارس انتهى العمل بها سيتم افتتاحها في تجمع اصفية الفوقا واصفية التحتا ومغاير العبيد وتجمع حوارة وخشم الكرم، وهناك روضتين للأطفال أيضا، وسيتم توسعة مركز التدريب المهني بقيمة 1.4 مليون شيقل، وجميع المشاريع التي أعلنا عنها أموالها مخصصة بالنسبة لنا".
واختتم اشتية كلمته قائلا: "حضورنا اليوم لنقول نعم للصمود، ولا للاحتلال، وحضورنا ليكون الصمود رافعة لإنهاء الاحتلال ولنكون شوكة في حلق كل المستوطنين".
من ناحيته، قال العالول، في كلمته، إن هذا المؤتمر في مسافر يطا يؤكد اهتمام القيادة والحكومة بالمناطق المهددة بالاستيلاء عليها، وردا على سياسة حكومة الاحتلال الاستيطانية الرامية لتهجير المواطنين عن تجمعاتهم وقراهم، لتنفيذ المزيد من المخططات الاستيطانية، مؤكدا أن القيادة تعمل ضمن سياسة وخطة لتعزيز صمود المواطنين في أراضيهم.
واعتبر العالول أن هذا المؤتمر رسالة تؤكد التمسك بالأرض التي قدم من أجلها الشيخ سليمان الهذالين دمه للحفاظ عليها، وكذلك الأسرى في سجون الاحتلال، والجرحى ومن بينهم هارون أبو عرام، مشددا على أن شعبنا سيبقى مدافعا عن أرضه ومقدساته بكافة الوسائل المشروعة، وسيعزز المقاومة الشعبية السلمية.
من جانبه، ثمن المحافظ البكري هذه الزيارة وانعقاد المؤتمر في المسافر، داعيا الحكومة إلى المزيد من المشاريع في كافة القطاعات لتعزيز صمود المواطنين وإفشال المخططات الاستيطانية ومطامع الاحتلال في هذه المنطقة.
من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف إن الاحتلال يمارس جرائمه بكافة أشكالها من أجل كسر إرادة المواطن الفلسطيني وصموده على أرضه.
وطالب أبو يوسف المجتمع الدولي بمعاقبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، والعمل على وقف سياسة الاستيطان والتهجير التي تتعارض مع كافة المواثيق والأعراف الدولية.
من ناحيته، دعا رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان إلى تعزيز الوحدة الوطنية والعمل بشكل جماعي بمشاركة كافة الأطر والفصائل والمؤسسات الرسمية والأهلية ولجان مقاومة الاستيطان، لكسر خطة الاحتلال الاستيطانية.
وثمن شعبان دور المرأة الفلسطينية ومشاركتها في الدفاع عن الأرض، وشكر المتضامنين الأجانب لوقوفهم إلى جانب شعبنا.
وشكر أمين سر إقليم يطا وضواحيها نبيل أبو قبيطة، القيادة على اهتمامها بالتجمعات السكانية في مسافر يطا، مؤكدا أن حركة "فتح"- بمشاركة القوى الوطنية والفعاليات وهيئات ولجان مقاومة الجدار والاستيطان- ستبقى تدافع عن المسافر وأراضيها، وستمنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته الاستيطانية.
