خبر : الرئيس في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي: نعرب عن بالغ التقدير لمواقف الرئيس أردوغان الثابتة إلى جانب شعبنا

الأربعاء 24 أغسطس 2022 10:39 ص بتوقيت القدس المحتلة

الرئيس في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي: نعرب عن بالغ التقدير لمواقف الرئيس أردوغان الثابتة إلى جانب شعبنا
دائرة شؤون اللاجئين -24/8/2022- أعرب رئيس دولة فلسطين محمود عباس عن بالغ التقدير لمواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثابتة إلى جانب شعبنا لنيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال، فضلا عن الحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية، واصلا شكره للجمهورية التركية ومؤسساتها على ما تقدمه من دعم في جميع المجالات، والوقوف مع دولة فلسطين في المحافل الدولية كافة.

وقال سيادته، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس أردوغان، في العاصمة التركية أنقرة، مساء اليوم الثلاثاء، "نحن حينما نلتقي بفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، صاحب الخبرة والحكمة، يكون اللقاء فرصة أيضا للتشاور وتبادل الرأي بشكل أخوي، حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية والدور الهام الذي تقوم به تركيا في مجال الأمن الغذائي العالمي، وجهود تحقيق الاستقرار في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم".

وأضاف "نسعى في كل لقاء مع فخامة الرئيس لنقل العلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين، لآفاق جديدة من التعاون والتبادل في مختلف المجالات".

وأكد الرئيس "أننا لن نقبل باستمرار الممارسات العدوانية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وأنه لا بد من وقف جميع الأعمال الأحادية الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة والتوقف عن الاستيطان الإسرائيلي".

وقال سيادته إن ما تقوم به سلطات الاحتلال من اقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بشكل يومي، وما جرى منذ أيام بإغلاق مؤسسات مدنية حقوقية فلسطينية، يشعل الأوضاع ولا يمكن السكوت عن هذه الممارسات الإجرامية التي يجب أن تتوقف جميعها قبل فوات الأوان.

وجدد الرئيس التأكيد على أن تحقيق الأمن والسلام يبدأ بالتوقف الكامل عن تقويض حل الدولتين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتوجه نحو الأفق السياسي.

كما أكد سيادته التمسك بالمقاومة الشعبية السلمية، ورفض العنف والإرهاب في منطقتنا والعالم.

وفيما يلي كلمة الرئيس محمود عباس خلال المؤتمر الصحفي:

بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الأخ الرئيس رجب طيب أردوغان،

يسعدني أن ألتقي بكم مجددا أخي فخامة الرئيس هنا في أنقرة، لبحث سبل تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين بلدينا وشعبينا، واطلاعكم على آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، ونحن حينما نلتقي بفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، صاحب الخبرة والحكمة، يكون اللقاء فرصة أيضا للتشاور وتبادل الرأي بشكل أخوي، حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية والدور الهام الذي تقوم به تركيا في مجال الأمن الغذائي العالمي، وجهود تحقيق الاستقرار في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم.

إننا نسعى في كل لقاء مع فخامة الرئيس لنقل العلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين، لآفاق جديدة من التعاون والتبادل في مختلف المجالات، وأود في هذا الإطار أن أتقدم لأخي فخامة الرئيس اردوغان بالتعبير عن بالغ التقدير لمواقفه الثابتة إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال، فضلا عن الحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية، والشكر موصول للجمهورية التركية ومؤسساتها على ما تقدمه من دعم في جميع المجالات، والوقوف مع دولة فلسطين في المحافل الدولية كافة.

لقد أطلعت فخامة الرئيس أردوغان على الأوضاع الصعبة في فلسطين، وأكدت أننا لن نقبل باستمرار الممارسات العدوانية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، ولا بد من وقف جميع الأعمال الأحادية الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة والتوقف عن الاستيطان الإسرائيلي، وعنف مستوطنيه وجرائم القتل وهدم المنازل والمدارس والمنشآت في أرضنا الفلسطينية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى والإفراج عن جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزة، ووقف الاعتداءات على أهلنا في مدينة القدس الشرقية ومقدساتنا المسيحية والإسلامية، وكذلك الاعتداء على المناهج المدرسية ومحاولات تهويدها.

 إن ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بشكل يومي، وما جرى منذ أيام بإغلاق مؤسسات مدنية حقوقية فلسطينية، يشعل الأوضاع ولا يمكن السكوت عن هذه الممارسات الإجرامية التي يجب أن تتوقف جميعها قبل فوات الأوان.

ونجدد التأكيد بهذه المناسبة، على أن تحقيق الأمن والسلام يبدأ بالتوقف الكامل عن تقويض حل الدولتين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتوجه نحو الأفق السياسي، لأن تقويض حل الدولتين المستند لحدود العام 1967 من جانب إسرائيل، وتحويله إلى واقع الدولة الواحدة بنظام الأبارتهايد، لن يخدم الأمن والاستقرار في منطقتنا، بل سيؤدي إلى قطع العلاقات وانهيار الاتفاقيات القائمة.

 لذلك فإننا وقبل انهيار الأوضاع بيننا وبين الإسرائيليين، نتوجه إلى مجلس الأمن الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كافة من أجل الإسراع لحماية حل الدولتين، تمهيدا للذهاب إلى أفق سياسي، ينهي الاحتلال لأرض دولة فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، ويقدم حلا عادلا لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما يتطلب وقفة حاسمة من الجميع. مؤكدين أننا بالرغم من كل ذلك، نتمسك بالمقاومة الشعبية السلمية، ونرفض العنف والإرهاب في منطقتنا والعالم.

لقد أطلعت فخامة الرئيس أردوغان أيضاً، على أنه وفي إطار مسعانا لحماية حل الدولتين، فإننا نطالب الدول التي تؤمن به أن تعترف بدولة فلسطين، كما أننا نسعى أيضا للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ولهذا فإننا نجري مشاورات واسعة في هذا الإطار، ونسعى لدعم جميع أعضاء مجلس الأمن والجمعية العامة ويمكن في هذا الصدد عقد مؤتمر دولي بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة من أجل حماية حل الدولتين.

أشكركم فخامة الرئيس على حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، وأجدد التعبير عن تثميننا العالي لمواقفكم الأخوية النبيلة، متمنيا لكم دوام الصحة والسعادة والتوفيق، ولتركيا الشقيقة وشعبها العزيز المزيد من الرخاء والتقدم.

وعاشت الأخوة التركية– الفلسطينية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدوره، أكد الرئيس أردوغان أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس على أساس معايير الأمم المتحدة هو ضرورة لتحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا بأسرها.

وشدد على رفضه للإجراءات التي تهدف إلى تغيير مكانة القدس والمسجد الأقصى بأي شكل من الأشكال، وقال: ننقل حساسيتنا وتوقعاتنا إلى نظرائنا الإسرائيليين بشكل مباشر وواضح، وأن الخطوات التي اتخذت في علاقتنا مع إسرائيل لن تقلل بأي حال من الأحوال من دعمنا للقضية الفلسطينية، بل بالعكس من ذلك، يعرب أشقاؤنا الفلسطينيون أيضا أن هذه الخطوات ستسهم في حل القضية الفلسطينية وتحسن أوضاع الشعب الفلسطيني.

ورحب الرئيس أردوغان بالرئيس محمود عباس والوفد المرافق له في تركيا، مشيرا إلى أنه خلال زيارة وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو رام الله في أيار/ مايو الماضي عقد الاجتماع الثاني للجنة المشتركة بين تركيا وفلسطين، كما حضر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية افتتاح دورة ألعاب التضامن الإسلامي التي أقيمت في مدينة قونيا قبل أسبوعين، وقال: بهذه المناسبة أهنئ اخوتنا الفلسطينيين الذين فازوا بميدالية فضية وميداليتين برونزيتين.

وتابع: ناقشنا اليوم مع سيادة الرئيس الخطوات التي يمكننا اتخاذها لتعزيز العلاقات التركية الفلسطينية، وأكدنا من جديد دعمنا لرفاهية الشعب الفلسطيني وتنميته، كما تبادلنا وجهات النظر حول القضايا الإقليمية الهامة.

وأكد أن لفلسطين مكانة استثنائية في نظر بلدنا وشعبنا، وكالعادة نواصل تضامننا مع الشعب الفلسطيني ودعمنا للقضية الفلسطينية بأقوى طريقة ممكنة اعترافا بدولة فلسطين منذ لحظة إعلانها، وقال إن تركيا تدافع عن رؤية حل الدولتين وفي كل المحافل.

وأضاف: أعربنا عن ردة فعلنا على الخسائر بأرواح المدنيين في غزة نتيجة هجمات إسرائيل وبأقوى شكل ممكن، ونقلنا إلى تركيا على متن طائرة إسعاف طفلين فلسطينيين أصيبا بجروح خلال الهجمات لتلقي العلاج، ونقلناهما مع ذويهما إلى مستشفى مدينة الطب في أنقرة، وبهذه المناسبة أتمنى الرحمة لإخواننا الفلسطينيين الذين استشهدوا في الاعتداءات الأخيرة، وتعازينا لذويهم، والشفاء العاجل للمصابين.

وأردف: كما نتابع الجهود لتحقيق الوحدة والمصالحة بين أشقائنا الفلسطينيين ونحن على استعداد لتقديم جميع أنواع الدعم في هذا المجال، وتستمر المساعدات الإنسانية والتنموية لفلسطين من قبل مؤسسة "تيكا" والهلال الأحمر التركي والمنظمات الحكومية التركية.

وقال الرئيس التركي: لم ندرج فلسطين ببعض القيود التي وضعناها لحماية أمننا الغذائي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ويتم تنفيذ مشروع المنطقة الصناعية الحرة في جنين من قبل اتحاد الغرف والبورصات التركي، وزار وفدنا فلسطين وقام بالدراسات اللازمة في هذا المجال في شهر حزيران الماضي، وشعرت ببالغ السعادة باكتمال سكن الفتيات بجامعة القدس بتمويل من مؤسسة "تيكا"، وتم تأثيثه واستلامه من قبل وقف المعارف التركي كما استعطفني القرار بإطلاق اسم والدتي المرحومة على هذا السكن الجامعي.

وأكد أن "تركيا تولي أهمية بالغة بأنشطة الأونروا، كما نواصل تقديم المساعدات الغذائية والمالية والعينية للوكالة كما كانت في السنوات السابقة، ونحن على دراية بالصعوبات الاقتصادية التي واجهتها الوكالة مؤخرا، ونعتبر أنه من المهم للوكالة أن تحل مشكلة التمويل لتواصل تقديم خدماتها للشعب الفلسطيني ودون انقطاع، ونحن سنواصل جهودنا بهذا الاتجاه، وسنواصل دعم المؤسسات الفلسطينية أيضا في مجال الفنون والثقافة، حيث قدمت اوركسترا فلسطين للشباب حفلا موسيقيا في تركيا في شهر تموز الماضي، ونشعر بالسعادة من تفضيل إخوتنا الفلسطينيين لتركيا في رحلاتهم الخارجية، ونحن نشجع السياحة إلى فلسطين خاصة القدس.

وتوجه الرئيس أردوغان بالشكر لسيادة الرئيس محمود عباس والوفد المرافق له على الزيارة، متمنيا أن تكون هذه الاجتماعات بادرة خير للجميع.

لا تتوفر نتائج حالياً