خبر : كلمة السيد فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية (158) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري

الأحد 11 سبتمبر 2022 09:41 ص بتوقيت القدس المحتلة

كلمة السيد فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية (158) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري
دائرة شؤون اللاجئين -11/9/2022- 

السيد الرئيس

معالي السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية،

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،

 

أشكركم على منح الأونروا مجددا شرف مخاطبة جامعة الدول العربية. 

لقد كان تصاعد العنف في غزة الشهر الماضي تذكيرا صارخا بأنه يمكن للحرب والعنف الاندلاع في أي وقت في غياب جهد حقيقي وشامل لحلّ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

اعتبارا من الأسبوع الماضي، شرع أكثر من نصف مليون فتاة وصبي في العودة إلى مدارس الأونروا.

فالتعليم بالنسبة لمعظم لاجئي فلسطين هو جواز السفر الوحيد لحياة أفضل.

من غادة التي تعمل في مجال الألواح الشمسية، إلى براء التي تجري بحوثاً لمكافحة السرطان، إلى ياسمين التي افتتحت مصنعاً للشوكولاتة، إلى وسام الذي ريح عدة ميداليات دولية لاستخدامه تكنلوجيا المعلومات في إثراء تعليم طلابه. أثبت اللاجئون الفلسطينيون قدرتهم على التألق في الحياة!.

ومثل هذه الإنجازات هي مدعاة للفخر – الفخر لنا جميعا.

وجميعاً هنا - أعني بها الأونروا والأمم العربية التي تدعم الوكالة.

فالوكالة تتلقى دعماً سياسياً مهولاً من هذه المنطقة.

وأود أن أتقدم بالتحية لجامعة الدول العربية على مناصرتها ودعمها للأونروا.

كما أود أن أسلط الضوء على سخاء أعضاء جامعة الدول العربية المضيفين للاجئي فلسطين.

وأن أخص بالذكر أيضا دور أعضائها الذين يدافعون عن حقوق لاجئي فلسطين في المحافل العامة.

ومن هذه المنطقة، تلقت الأونروا تاريخيا دعما ماليا سخيا للغاية، وخاصة من شركائنا الاستراتيجيين القدامى وهم المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة.

وأخيرا، اسمحوا لي أن أنوه بالمجهودات العظيمة التي تبذلها المملكة الاردنية الهاشمية لحشد الدعم للأونروا.

ومن هذه المنطقة أيضا، تمتع لاجئو فلسطين تاريخيا بالتضامن العربي، بغض النظر عن الديناميات السياسية السائدة حينها.

وأذكر الديناميات السياسية لأنه قيل لي أكثر من مرة إن التغييرات الأخيرة في المنطقة لن تؤثر على التضامن طويل الأمد مع لاجئي فلسطين، ولن تقلل من الدعم المقدم للوكالة التي تتمسك بالعديد من حقوقهم الأساسية.

ولكن الحقائق تروي لنا قصة مختلفة. فالدعم المالي من أعضاء الجامعة للأونروا انخفض إلى مستوى تاريخي متدني في العام الماضي

حيث قلّ إجمالي المساهمة العربية عام 2021 عن 3 في المائة من ميزانيتنا بقليل.

 

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،

غالبا ما تكون الأونروا الركيزة الثابتة الأخيرة في حياة اللاجئ الفلسطيني.

فالذهاب إلى المدرسة أو الحصول على الخدمات الصحية أو الطرد الغذائي هو بالنسبة للعديد من لاجئي فلسطين المصدر الوحيد لحياة طبيعية.

هم ينظرون للأونروا من أجل تلك الحياة الطبيعية.

وفي العام الماضي، رحبنا بعودة الولايات المتحدة كواحدة من أكبر مانحينا؛ فيما ظل المانحون الأوروبيون وغيرهم من المانحين ثابتين في دعمهم.

ولكن مع الأسف، في الوقت ذاته انخفضت المساهمات من هذه المنطقة انخفاضا كبيرا.

ونتيجة لذلك، انخفضت المعونة الإنسانية المقدمة للمتضررين من الصراع.

فيما تتآكل جودة الخدمات مثل التعليم والصحة.

وتحسُّ بالنقص المزمن في تمويل الأونروا كلُّ أسرة من أسر لاجئي فلسطين.

وتواصل حكومات المنطقة العربية الإعراب عن التزامها الكبير تجاه لاجئي فلسطين.

ويسمعون عبارات الدعم والتضامن في بياناتكم.

وتحصل الأونروا على دعم ساحق من خلال التصويت على ولايتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

إلا أنه ولكي تنفذ الأونروا ولايتها التي تمنحها إياها هذه المنطقة، ومعظم دول العالم، فهي بحاجة إلى موارد كافية.

فالدعم السياسي دون ما يضاهيه من موارد مالية لن يغطي تكلفة تعليم أكثر من نصف مليون فتاة وفتى، وسبل الوصول إلى 140 مركزا صحيا ناهيك عن المعونات الغذائية والنقدية لأكثر من مليوني لاجئي فلسطيني فقير ومتضرر من النزاعات عبر أرجاء المنطقة.

مرة أخرى، تتوقع الأونروا فجوة تمويلية تزيد عن 100 مليون دولار هذا العام.

وعاماً بعد آخر، أضحت أزمتنا المالية المتفاقمة تهديدا "وجوديا" على الوكالة.

هل بوسعنا، في إطار هذه الاجتماع، حشد الإرادة السياسية والمالية للمساعدة في سدّ هذه الفجوة التمويلية؟

 

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،

إذ نستعد جميعا لتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تمديد ولاية الأونروا، دعونا نقرّ بالنجاح الجماعي الذي نراه كل يوم في مدارسنا ومراكزنا الصحية ومراكز تدريبنا المهنية.

والأكثر من ذلك: دعونا نواصل قصة النجاح هذه حتى التوصل إلى حلّ سياسي عادل ودائم يضع حدا لمحنة لاجئي فلسطين.

فلاجئو فلسطين الشباب نشأوا وترعرعوا على قصص التضامن والكرم العربي من آبائهم،

وتحدث أباؤهم بكثير من الفخر والزهو عن الدعم الذي يشعرون به من المنطقة.

وإنني لأحثكم، يا أعضاء جامعة الدول العربية، على مواصلة تضامنكم معهم، أي الجيل القادم.

فتضامنكم سيساعد أطفال لاجئي فلسطين في الحصول على التعليم الحديث في عالمنا الرقمي.

كما أنه سيساعد على إنشاء مراكز لتكنولوجيا المعلومات ويساهم في خلق جيل جديد من المهنيين اللامعين والناجحين في مجالات كالطب والتكنولوجيا وتطوير البرمجيات.

إن دعم الأونروا يعني دعم غادة وبراء وياسمين ووسام وجميع لاجئي فلسطين الشباب الناجحين.

وهو يعني دعم قصة من أنجح قصص التنمية البشرية في المنطقة.

شكرا جزيلا.

لا تتوفر نتائج حالياً