أهالي خربة أم الخير في الخليل.. صمود في وجه الاقتلاع

السبت 10 سبتمبر 2011 10:49 م بتوقيت القدس المحتلة

أهالي خربة أم الخير في الخليل.. صمود في وجه الاقتلاع

 

أهالي خربة أم الخير في الخليل.. صمود في وجه الاقتلاع

الخليل – جويد التميمي

دائرة شؤون اللاجئين - هي مسابقة مع الزمن وصراع من أجل البقاء، وهي تشبث منا بأرض آبائنا وأجدادنا، لن يثنينا عن الدفاع عنها إلا الموت، هم يهدمون ونحن نبني من جديد، هذا ما قاله المواطن عزيز الهذالين بعد قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس، بهدم مساكن وخيام تعود ملكيتها لعائلته التي تقطن في خربة أم الخير شرق يطا، بمحافظة الخليل.

وأضاف الهذالين قائلا: 'تداهمنا قوات الاحتلال في كل عام تقريبا بما يزيد عن 40 آلية عسكرية وعدد من الجرافات، يأتون برتل كبير من جنودهم وشرطتهم وقوات ما يسمى حرس الحدود، لهدم بيوتنا وخيمنا وبركساتنا ومأوى أغنامنا.. كل ذلك بهدف توسيع مستوطنة 'الكرمل' التي أقيمت على أراضينا التي صادرها الاحتلال عام 1984.

وأضاف: قوات الاحتلال تقوم بشكل متكرر بهدم خيمنا ومساكننا. هذه هي المرة الثالثة تقريبا خلال عامين، مؤكدا أن سلطات الاحتلال سلمت اليوم عددا من مواطني الخربة بلاغات لهدم مزيد من المساكن فيها.

وأوضح رئيس مجلس قروي الكعابنة والنجادة شرق يطا، عودة النجادة أن عمليات الهدم والتجريف تهدف لتهجير المواطنين البدو عن أراضيهم لضمها إلى الأراضي التي سرقها الاحتلال سابقا لإقامة وتوسيع مستوطنة 'كرمئيل'.

وشدد رئيس المجلس على تمسك أهالي الخربة بأراضيهم، وأن اعتداءات الاحتلال لن تزيدهم إلا قوة في مواجهة هذه الغطرسة الاستيطانية الهمجية، التي لا تستهدف المواطنين فقط، بل كل ما هو فلسطيني من شجر وحجر، وحتى الأصالة البدوية التي يتحلون بها في شرق يطا، قائلا كما قال الشاعر الكبير محمود درويش: 'على هذه الأرض ما يستحق الحياة'.

وأكد أن الاحتلال يحاول طمس معالم مسافر شرق يطا برمتها، إلا أن ذلك لن يكون، ونوه إلى أن قوات الاحتلال استهدفت اليوم خلال هدمها لخيامهم ومساكنهم 'الحوش' الذي يؤوي أغنامهم، مؤكدا أن ماشيتهم لا تسلم أيضا من اعتداءات الاحتلال.

 وقال سليمان النجادة أحد مواطني مسافر شرق يطا (45 عاما) 'نحن فلسطينيون ونعيش في أراضينا التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا قبل قيام إسرائيل، وسنبقى متشبثين بها ولن نهجرها، مهما تنوعت واشتدت اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه'.

بدوره، قال وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان ماهر غنيم: 'إن هذا التصعيد الإسرائيلي هو إرهاب منظم يمارسه الاحتلال ومستوطنوه على ممتلكات المواطنين في كافة أنحاء فلسطين'.

وأضاف:  قبل عدة أيام حرقوا مسجد قصره في نابلس، واليوم اقتحم المستوطنون قرية يتما جنوب نابلس، ووجهوا تهديدا مكتوبا لسكانها وأضرموا النار في مركبات تعود ملكيتها لمواطنين فلسطينيين، كما لم تسلم الأشجار من اعتداءاتهم، فقد قطعوا أشجار الزيتون في حوارة، وهدموا مساكن البدو في شرق الخليل، وكل هذه الاعتداءات هي  للضغط على الفلسطينيين مع اقتراب استحقاق أيلول.

وقال غنيم: 'شعبنا قادر على مواجهة هذه الاعتداءات وهو متجذر في أرضه، ولن يستطيع الاحتلال  النيل من إرادة شعبنا وعزيمته ونحن متمسكون بخيار السلام العادل الذي يضمن حقنا بإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف'.

وتابع غنيم: على المجتمع الدولي التحرك والضغط على إسرائيل من أجل وقف اعتداءاتها التي تحاول من خلالها فرض سياسة الأمر الواقع وتكريس الاحتلال، في وقت يتحدث فيه العالم كله عن إنهاء هذا الاحتلال والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وأضاف ' على المجتمع الدولي مساندة التوجه الفلسطيني للاعتراف بدولتنا في الأمم المتحدة'.

وتعود ملكية المساكن والخيام والبركسات التي هدمها الاحتلال شرق يطا تعود لعدة مواطنين من عائلة الهذالين، منهم: محمد خليل سلامه الهذالين، ووسام محمد الهذالين، ونوال شعيب الهذالين.

وتوجهت لجنة تقييم الاحتياجات والأضرار المنبثقة عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والصليب الأحمر الدولي، إلى خربة أم الخير وقامت بتقييم الأضرار والاحتياجات بشكل أولي، مؤكدة أن 20 فردا من عشيرة الهذالين، باتوا في العراء بعد هدم بيوتهم من قبل الاحتلال.

وقال مسؤول وحدة الكوارث في الهلال الأحمر في الخليل ناصر قباجة: 'إن اللجنة قدمت مساعدة عاجلة لأصحاب البيوت المدمرة تمثلت بأربع خيام للإيواء، وفرشات، وعدد من الحرامات، وكمية من مواد التنظيف وأدوات مطبخ'.

وأكد أمين سر جمعية الهلال الأحمر ورئيس فرع الخليل الحاج سميح أبو عيشة، أن ما قامت به اللجنة من تقييم للأضرار يأتي في إطار الواجب الإنساني الذي تقوم به الجمعية باتجاه المواطن الفلسطيني، خصوصا في هذه المنطقة المنكوبة، بهدف دعم صمودهم، خاصة في ظل ما تتعرض له بشكل يومي من عمليات هدم وتشريد لإجبار ساكنيها على الرحيل.

لا تتوفر نتائج حالياً