شجرة الزيتون... رمز الصمود وفوائد متعددة

الأحد 23 أكتوبر 2011 10:26 ص بتوقيت القدس المحتلة

شجرة الزيتون... رمز الصمود وفوائد متعددة

 

شجرة الزيتون... رمز الصمود وفوائد متعددة

تقرير - رنا خلوف

مع بداية موسم الزيتون من كل عام، تبدأ معاناة المزارع الفلسطيني بسبب ممارسات الاحتلال ومستوطنيه المتمثلة بالاستيلاء على الأراضي الزراعية لصالح الجدار والمستوطنات، وخلع أشجار الزيتون وتقطيعها، وسرقة ثمارها في بعض المناطق، مرورا بمنع المزارعين الذين يملكون أراضي داخل الجدار من الدخول إليها لفلاحتها وجني ثمارها.

وفي هذا السياق، وكمثال على معاناة المزارعين الذين يملكون أراضي داخل جدار الضم والتوسع، يعاني أهالي قرية عانين شمال غرب محافظة جنين، أربعة آلاف نسمة، خلال دخولهم لأراضيهم الواقعة خلف الجدار لقطف ثمار الزيتون.

وقال رئيس جمعية عانين الخيرية رباح ياسين، الذي يملك أرضا زراعية داخل الجدار، إن الأخير التهم 11500 دونم من أراضي القرية، منها 11000 مزروعة بأشجار الزيتون واللوز.

وأضاف أنه في الساعة الخامسة من صباح كل يوم، يبدأ المزارعون بالتوافد أمام البوابة التي أقامها الاحتلال بانتظار فتحها، للدخول إلى كروم الزيتون بتصاريح خاصة، مشيرا إلى أن هناك الكثير من المزارعين لا يستطيعون الدخول إلى أراضيهم بسبب عدم حصولهم على التصاريح التي تتحكم فيها قوات الاحتلال.

وقال ياسين إن معاناة المزارعين كبيرة، فهم لا يستطيعون الدخول إلى أراضيهم قبل الموسم لفلاحتها وتنظيفها من الأعشاب التي تعيق حركتهم، كما أن الكثير من أشجار الزيتون تقع بجانب أسلاك الجدار وداخل الأسلاك الشائكة الأمر الذي يشكل صعوبة أمام المزارع وكذلك يمكن أن يلحق به الأذى عند محاولته جني الثمار، مناشدا المؤسسات الحقوقية التدخل من أجل وقف هذه السياسات بحق المزارعين أصحاب الأرض.

وأعرب عن سعادته لرؤيته هذا العام متطوعين فلسطينيين في عانين وقرى أخرى مماثلة، يساعدون في قطف الزيتون، الأمر الذي يساهم في دعم المزارع وتعزيز صموده في أرضه.

وقال إنه لطالما ارتبطت شجرة الزيتون المباركة بتاريخ الشعب الفلسطيني وصموده ونضاله لبقائه في أرضه، فجذورها متمسكة بالأرض كتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، كما أن فوائدها لا تعد ولا تحصى، ولا يخلو أي بيت فلسطيني من الزيت والزيتون الذي يشكل مصدر دخل أيضا.

وفي سياق آخر، وعن فوائد زيت الزيتون، قال مدير عام مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني المهندس حسني بركات، لـ'وفا'، إنه من المعروف أن زيت الزيتون يمتلك العديد من الخصائص فيما يتعلق بمكوناته المختلفة، حيث أن كل مكون من هذه المكونات له مستوى وقياس معين يجب ألا يتم تجاوزه حتى يكون الزيت قابلاً للاستهلاك الآدمي.

وأضاف بركات أن 'هذه المقاييس يتم مراجعتها وتحديثها باستمرار من قِبل المجلس الدولي لزيت الزيتون من وقت إلى آخر، بالتنسيق مع المجالس في كافة دول العالم التي تنتج الزيت، وأن هناك العديد من القياسات يمكن أن نذكر منها درجة الحموضة وفحوص التذوق ومركبات الطعم'.

وبين أن 'محتوى زيت الزيتون من الأحماض غير المشبعة يجعل منه خياراً ممتازاً من أجل التغذية المتوازنة، مشيرا إلى أنه يحتوي أيضا على فيتامينات A,D,K وكذلك فيتامين E الذي يلعب دوراً مهماً في العمليات المضادة للتأكسد في جسم الإنسان ( مضاد للسرطان)'.

وقال بركات إنه 'بفضل محتوى زيت الزيتون من حمض الأوليك (أحادي غير مشبع)، فإن استهلاك هذا الزيت بكميات كبيرة له تأثيرات على تخفيض نسبة الكولسترول في الدم وبالتالي فإنه مفيد جداً للقلب والشرايين'.

وبين أن الزيت 'يستخرج من الثمار الطازجة باستخدام طرق العصر الميكانيكية المختلفة، ويسمى الزيت المستخرج بهذه الطريقة زيت زيتون بكر، وبعكس الزيوت النباتية الأخرى فإن زيت الزيتون يمكن استهلاكه مباشرة بعد عصره دون الحاجة إلى أية عمليات تكرير أو معالجة'.

وأشار بركات إلى أن ما يفسد نوعية الزيت هو التأكسد، فكلما كان الزيت أكثر تزنخاً أو تأكسداً كلما كان محتواه من البروكسيد أعلى، مبينا أن التأكسد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكمية الأوكسجين الذائب في زيت الزيتون، وعليه فإن تخفيض نسبة الأوكسجين الذائبة في زيت الزيتون يقلل التأكسد ويحافظ على نوعيته. 

وعن إنتاج زيت الزيتون في فلسطين، قال مدير الدراسات التسويقية في وزارة الزراعة طارق أبو لبن لـ'وفا'، أن إنتاج زيت الزيتون في السنة الواحدة يبلغ عشرين ألف طن، أي أربعين ألف طن في السنتين'، مضيفا أن 'معدل الاستهلاك يصل إلى 26-28 ألف طن في السنتين، أي أن هناك فائض بمعدل 12-13 ألف طن'.

وأوضح أبو لبن أن الفائض من الزيت يصدر إلى الخارج، حيث أن خمسة آلاف طن ترسل إلى الأردن والخليج، وألفي طن تباع داخل أراضي الـ48، وكميات قليلة تصدر إلى دول أميركا وأوروبا وكندا واليابان.

وأشار إلى أن 'زيت الزيتون يساهم في الاقتصاد الوطني بقوة، فعندما يكون الإنتاج عالي تكون مساهمة القطاع الزراعي عالية، حيث أن سعر كيلو الزيت هو 8 دولار للكيلو، أي ثمانية آلاف دولار للطن الواحد'.

وقال: 'شجرة الزيتون المباركة تحتم علينا الحفاظ عليها، لأنها تعبر عن التمسك بالأرض، إضافة إلى فوائدها الكثيرة'.

لا تتوفر نتائج حالياً