في الذكرى الـ18 لمجزرة الحرم... جذورنا راسخة فيه إلى الأبد

الإثنين 27 فبراير 2012 10:02 ص بتوقيت القدس المحتلة

في الذكرى الـ18 لمجزرة الحرم... جذورنا راسخة فيه إلى الأبد

            

              في الذكرى الـ18 لمجزرة الحرم... جذورنا راسخة فيه إلى الأبد

تقرير إخباري - قبل ثمانية عشر عاماً، استيقظ أهالي الخليل على رائحة الموت والدماء التي سالت من أطفالهم ونسائهم، شيوخهم وشبابهم، وانبعثت من حرم إبراهيم الخليل عليه السلام... فزعوا لكنهم صبروا واحتسبوا مصيبتهم لوجه الله تعالى.

ففي ذلك اليوم تجسدت صورة لواحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت في تاريخ الإنسانية بفعل ما قام به أحد غلاة المستوطنين الذين يعيثون خربا وفسادا في أرجاء محافظة الخليل حتى يومنا هذا، وهو المجرم 'باروخ غولد شتاين' الذي قتله أحد شهداء الحرم يومها 'بطفاية وجدت هناك' لمنعه من مواصلة إطلاق الرصاص الذي كان على مراى ومسمع من جنود الاحتلال.

فرغم أنه طبيب أطفال وأحد أفراد حكومة تدعي 'عدالتها ومساواتها تجاه الانسانية' أمام العالم أجمع، إلا أن نيران بندقيته الأوتوماتيكية صوبت نحو أطفال كانوا ساجدين لربهم لا يبتغون فضلا من أحد.

ولكن ورغم حقد الاحتلال ومستوطنيه إلا أن المصلين بتوافدهم اليوم على الحرم استطاعوا إيصال الرسالة التي يريدونها وهي 'الحرم لنا وجذورنا خالدة فيه إلى الابد'.

وبحلول الذكرى الثامنه عشر لمجزرة الحرم الابراهيمي التي تصادف يوم غد السبت، أَمَّ الحرم اليوم آلاف المصلين في صلاتي الفجر والجمعة، وذلك لايصال رسالة للاحتلال ومستوطنيه بان 'الحق يجب أن يُحَقّ.. وأن المسجد لنا رغم ممارساتكم العنصرية والعنجهية'.

المجزرة التي راح ضحيتها ما يزيد عن 29 شهيدا من أبناء محافظة الخليل في داخل مصلى الاسحاقية بالحرم الشريف، ليلحقهم في الشهادة في صبيحة نفس اليوم- 25-2-1994م الموافق 15 رمضان 1414هـ-، 14 شهيداً في أنحاء مختلفة من مدينة الخليل وذلك خلال احتجاجهم على المجزرة.

الحاج خالد الزرو (57عاماً) أحد الذين صلوا الفجر هذا اليوم داخل الحرم، قال لـ'وفا': سيبقى الحرم الابراهيمي إسلاميا خالصا لا علاقة لليهود فيه لا من قريب ولا من بعيد، فرغم اعتداءاتهم اليومية وما يمارسونه من انتهاكات لحرمته إلا أنني على يقين بأنه سيعود لنا غير مجزأ.. فالمستقبل لنا ولاطفالنا، 'والحق ما بضيع طول ما في وراه مطالب'.

واردف قائلا: 'رغم أن الحرم مكبلا ومقيداً بالبوابات الحديدية والالكترونية ويمنع فيه الأذان في كثير من الاحيان من قبل الاحتلال، إلا أنهم لن يستطيعوا إجبارنا على الصمت، ولن يسلبوا إرادتنا بعمارته، فاليوم في صلاة الفجر كان الحرم لا يتسع للمصلين الذين أموه من كل حدب وصوب من محافظة الخليل'.

أما الطفل محمد شاهين (11 عاماً) فذكر بأنه لم يتوان عن ترك فراشه وملاذ نومه عندما أيقظه والده ليرافقه إلى الصلاه في الحرم الابراهيمي، وقال: 'كنت مسرورا في صلاتي داخل الحرم، وسررت أكثر عندما شاهدت أهالي الشهداء يوزعون الحلوى ويصبون القهوة للمصلين عقب صلاة الفجر، هديه عن ارواح ابنائهم وأهاليهم'.

الحاجة أم محمد الهرش قالت: ما أجمل الحرم وهو يعج بالنساء والرجال والأطفال، فهو في هذا اليوم غاية بالروعة والبهاء لأنه تزين بأبنائه وأهله كما كان قبل الاحتلال، فعلينا التمسك به والصلاة فيه طوال العام، لأننا أحق به من المستوطنين الذين تعالت أصواتهم في القسم المغلق منه أثناء أدائنا صلاة الفجر.

مدير اوقاف الخليل الحاج زيد الجعبري قال لـ'وفا': رغم أن المذبحة كانت مصيبه بحقنا كفلسطينين ومسلمين، إلا ان الاحتلال مارس عنجهيته وغطرسته بعدها ايضاً، فقسم الحرم إلى قسمين، قسم للمسلمين وآخر لليهود، وركبت البوابات الحديدية والالكترونية وكاميرات التصوير في داخله وخارجه، كل ذلك تم تنفيذه ولا يترك للناس حرية المرور والحركة حتى عبر البوابات التي ركبها مدعيا أنها توفر الأمن داخل الحرم.

وأضاف: 'على غرار كل الأيام، مارس الاحتلال اليوم مضايقاته بحق المصلين العزل، فأرغمهم على نزع أحزمتهم وأحذيتهم، وأن يضعوا ما يحملونه على الكراسي الجانبية بحجة التفتيش، وذلك لزيادة البطش والقهر والإذلال ..، كل ذلك بهدف إبعادهم عن مسجدهم ودفعهم إلى عدم العودة مرة أخرى للصلاة فيه.

وتابع الجعبري: منذ اليوم الأول لاحتلال الخليل، في 7 حزيران 1967 وضع الاحتلال نصب عينه الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة، فتنفيذه المجزرة في منتصف شهر رمضان كان مخططا له لإبعاد المسلمين عن حرمهم وبث الرعب في نفوسهم الا أن ذلك لن يكون وسبقى الحرم إسلامياً عامرا بأهله إلى يوم الدين.

القاضي الشرعي رئيس لجنة زكاة الخليل المركزية الشيخ رشاد سلهب التميمي قال لـ'وفا': على جماهير شعبنا الفلسطيني وخاصة أهل الخليل شد الرحال إلى الحرم الابراهيمي الشريف للصلاة فيه والدفاع عنه وعن قدسيته ومكانتة الدينية مهما كلفهم الامر، لأن في ذلك الأجر والثواب العظيم، وناشد العالمين العربي والإسلامي نصرته وكف يد الاحتلال عنه.

ويوم بعد يوم يزيد تشبث المواطنين بحرمهم الشريف، ويزيد عدد من يؤمونه، وذلك رغم المجزرة.. ورغم تضييق الخناق عليهم من قبل الاحتلال، ورغم تواصل اعتداءات مستوطنيه.

لا تتوفر نتائج حالياً