العيد في عيون اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات سوريا الى عين الحلوة

الخميس 09 أكتوبر 2014 10:17 ص بتوقيت القدس المحتلة

العيد في عيون اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات سوريا الى عين الحلوة

 

العيد في عيون اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات سوريا الى عين الحلوة

صبيحة عيد الأضحى المبارك شبكة الترتيب العربي تجول في مخيم عين الحلوة وترصد أجواء العيد في تحقيقات تسلط الضوء على أحوال اللاجئين الفلسطينيين في المخيم و على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين النازحين من مخيمات سوريا، وكيف استقبلوا العيد.


قد يبدو للبعض أن العيد هو العيد وان تغيرت الجغرافيا، أو تغير الجيران إلاّ أن التجربة التي يعيشها الانسان هي الحكم، والمفصل الذي تبلج عنه حقائق المشاعر الإنسانية، والظروف وطبيعتها هي التي تحدد مشاعرنا تجاه الفرح والمناسبة.


في مخيم عين الحلوة حيث لجا حوالي عشرون الف لاجئ فسطيني من مخيمات سوريا وفي جولة لنا لمعرفة كيف استقبلوا عيد الاضحى المبارك كان لنا احاديث معهم أبرزت ألامهم وأمالهم.


عيد يأتي، وعيد يودع، أوضاعنا تزداد أسى وصعوبة، وإجراء "الأونروا" الأخير بتقليص المساعدات عن البعض، وقطعها عن 1200 عائلة، زادها مأساوية وصعوبة، حسب ما ذكر قاسم احمد محمود، وهو النازح الفلسطيني إلى مخيم عين الحلوة من مخيم اليرموك في سوريا.


ويضيف قاسم محمود: إننا نعاني من عدم الاستقرار والشعور بالطمأنينة، يأتي العيد ولا نكاد نشعر بفرحته لولا الالتزامات والطقوس الدينية المرافقة له، فقد غابت عنا مذ غادرنا منازلنا وبيوتنا في مخيمات سوريا، لا أنسى تلك التجمعات قبل العيد للتحضير له، فالنسوة يصنعن كعك العيد البيتي، والاطفال ينشغلون بشراء الملابس الجديدة، والرجال يروحون ويجيئون ذهاباً، وإياباً، يحملون معهم حلوى العيد ولحمة العيد وهم يوزعون الابتسامة على الاهل والجيران، عن اي عيد نتحدث اليوم فلم تغب تلك الطقوس فقط، بل امتزجت بحسرة والم تشتت العائلة ما بين لبنان والأردن والتشرد في أوربا، ولا احد يعرف شيئا عن الآخر، نعيش دوامة البحث والاطمئنان عن اهلنا واقاربنا واصدقائنا مع طلوع صباح كل يوم .


ويقول قاسم محمود عن حالته انا رجل مريض وأعيل عائلتي المكونة من خمسة افراد اعاني من مرض الديسك، وزوجتي مريضة بحاجة الى دواء بشكل دائم تبلغ تكلفته الشهرية مئتين واربعين الف ليرة لبنانية، كما انها بحاجة الى تحاليل وصور أشعة وغيرها، فـ الأونروا لم تغطي إلا 50% من تكلفتها والنصف الاخر يجب أن ادفعه أنا، حيث أني لا املك ليرة واحدة في جيبي ومستحق علي دفع اجرة اربعة شهور لمنزلي الذي يأويني ويأوي عائلتي، وتسالني كيف استقبلت العيد؟، لم يدخل العيد منزلي فلم اشتري ملابس لأولادي ولا حلوى ولا لحمة العيد، ولم اعطهم العيدية ولا حتى ألف ليرة، عندما استيقظت صباحا شد ما ألمني تلك قسمات الحزن العميق على وجه زوجتي وأطفالي، الذين حاولوا إخفائها بابتسامة لم تستطع اخفاء حزنهم.


ويتنفس قاسم محمود عميقاً ويتابع إخوتي في سوريا لا عرف عنهم شيئاً، واقاربي لا اعرف شيئاً عنهم، لايوجد بيننا حتى اتصال هاتفي.


محمود فياض ينادي على بضاعته بصوت جهوري كي يشجع الأطفال على الاقتراب والشراء، يقترب الاطفال من بسطته التي وضعها اما تجمع للنازحين الفلسطينين من مخيمات سوريا عند منطقة السكة – تعمير عين الحلوة ، يتحلق الاطفال حول البائع وبسطته ويسالون عن الاسعار ويغادرون، نقترب من قاسم فياض نساله عن كيفية استقباله لاجواء العيد فيبادرنا لا عيد ولا فرحة دخلت منزلي ، لم اشتر اي شيئ لاطفالي من الثياب او الطعام الخاص بالعيد ، اما بخصو العيدية فانني انتظر حتى ابيع شيئا من الالعاب التي ترونها على البسطة لاعطيهم عيدية ولو قليلة.



ويرد فياض الى سوء حالتهم لظروف الهجرة القسرية الثانية بحثا عن الامن والامان لاطفالنا هو وكالة "الاونروا" التي لم تقدم لنا شيئا يقينا ذل السؤال او الشحادة علىابواب المؤسسات ، حتى المساعدة التي لاتسد رمق صغارنا قطعوها بعد ان قامو بخطوات سابقة بتقليصها على معظم اللاجئيين الفلسطينين من سوريا.


أما ابو حمزة الجشي والذي يبدو ناقما على عروبته وعلى كل شيئ يتحدث من بعيد انا بدي اتخلى عن عروبتي مش هيك بدهم ، شو بدهم اكثر من هيك جوع وذل وهوان، احنا بشر يعاملونا كبشر ، مابنا شي الا ان نكون بعيدا عن امتهان الكرامة والذل.


ونفترب من الجشي والذي يخبرنا بان عائلته مشردة ما بين اليونان ومناطق في اوربا حسب ما يسمع من بعض الذين وصلو الى تلك الدول وبين سوريا والذين انقطع الاتصال معهم ايضا ... تصور ابنتي ضاعت في رحلة الهروب ولم اعرف عنها شيئ الا بعد سنة حيث كانت مع جدها واستقر بهم الامر في المانيا ... وتحدث بنبرة غاضبة اي عيد واي عيديات .. بنا الكرامة والحياة كبشر.


الطفل ماهر شحادي يسدد بندقيته البلاستيكية نحو الحائط ويصرخ " طاخ .. طاخ.. طيااخ " نقترب منه ونساله عن الفرق بين العيد هنا وفي سوريا فيبتسم قائلا بسوريا احلى هو" ما في حدا العب معو الي بمجمع النازحين الولاد ما في معهم شي يلعبو فيه " ، بسوريا كنت العب معهم واقضي ايام العيد معهم ، اما هون انا بلعب لحالي.


ونكتشف دونما سؤال ان الطفل شحادي لم يشتر ثياب العيد لان ثيابه يبدو عليها القدم وقد يكون جيبه خاليا من اية عيدية فامتنعنا عن سؤاله حرصا على عدم ان نساهم في ادخال غصة جديدة الى صدره وقلبه الصغير الذي سياتي يوما وينبض بالفرح والحبور.


هكذا كان العيد في عين الحلوة بعيون أبناءه اللاجئين من فلسطين المحتلة والنازحين قسراً من مخيمات اللجوء في سوريا، عيد يأتي وعيد يذهب وتبقى غصة الفلسطيني بالبعد عن الوطن تولد ماسي وألام، ولكن يبقى الأمل بالعودة للوطن هو وحده ما يجعل للحياة قيمة، فهذا ما رصدته شبكة الترتيب العربي الإخبارية في المخيم في عيد الأضحى عام 2014، وهذا هو لسان حال أبناء المخيم وقاطنيه، أفراح وأحزان تراوح مابين الألم والألم.


د. خالد العزي – عصام الحلبي / تصوير: أمجد داوود




لا تتوفر نتائج حالياً