مخيم عين الحلوة : المجتمع المدني والحملات الشعبية في مواجهة الأخطار

الأربعاء 03 ديسمبر 2014 10:10 ص بتوقيت القدس المحتلة

مخيم عين الحلوة : المجتمع المدني والحملات الشعبية في مواجهة الأخطار


مخيم عين الحلوة : المجتمع المدني والحملات الشعبية في مواجهة الأخطار

مخيم عين الحلوة (لبنان) - وكالات - 3-12-2014 - لم  يعد الاهتمام بالقضايا العامة وادارة شؤون المجتمعات مقتصرا على الجهات الرسمية فقط،  بل تطور هذا المفهوم وانعكس ايجابيا ليجسد نوعا من الشراكة بين نخب مجتمعية ومؤسسات وجمعيات المجتمع المدني والاهلي وبين الجهات الرسمية .

ان خصوصية الوضع الفلسطيني كشعب لاجئ يعيش في  الشتات ضمن وحدات جغرافية " المخيمات" خارج الوطن الام فلسطين ، حياة اللجوء القسري هذه التي تتسم بالصعوبة  والقسوة والظلم  لعدة اسباب،منها  اللجوء القسري ، ضيق مساحة المخيم وكثافة سكانه، وانعدام فرص العمل والحرمان من الحقوق المدنية والاجتماعية والانسانية، يضاف اليها القلق الدائم على المستقبل ، والانشغال الكلي بالهم الوطني ، وكذلك الاستهداف من قبل الاحتلال الاسرائيلي فكريا وثقافيا وامنيا  وان كانعبر ادوات واساليب متعددة.

لقد طورت  عوامل لأساليب المشاركة المجتمعية الفلسطينية الى جانب الجهات الرسمية والحزبية والفصائلية ، ففي الاعتصام  شاركت قيادات فصائلية وطنية وإسلامية وممثلو اللجان الشعبية والاتحادات والمنظمات الشعبية والجمعيات الأهلية وحشد جماهيري طلابي.

لقد برز حس  المسؤولية والمشاركة عند الجميع في إدارة الشأن العام لهذه  المخيمات الفلسطينية حفاظا عليها كعنوان لحق العودة، وعنوان انساني سياسي  يجسد  التطلع الى حياة إنسانية ، مستقرة  وآمنة، وخاصة ظل استهداف المخيمات الفلسطينية  لقد برزت العديد من المبادرات الاهلية والشعبية  التي تهدف للحفاظ على هذه الشرائح من العبث والاستهداف.

يقول الناشط في المبادرة الشعبية عامر الخطيب في الاعتصام الذي نفذ في مخيم عين الحلوة كرد على الاستهداف الاعلامي للمخيم كشعب وقيادات  لقد دمر مخيم عين الحلوة  من قبل الاحتلال الاسرائيلي عام 1882، كما صمد في وجه القوات اللبنانية رافعا الظلم عن مخيمات لبنان، مقدما الشهيد تلو الشهيد "

استغرب الخطيب من اصرار البعض الزج بالمخيم بصراعات هو يرفضها، وقد ذهب البعض الى وصفه بالنفايات والمجرمين  الخارجين عن القانون، وما اثير  عبر وسائل الاعلام مؤخرا من اعلامي بعينه مرتبطا بالمشروع الامريكي الصهيوني  محرضا بسجن قيادات الشعب الفلسطيني والذين  هم اطهر واشرف منه .

ويشير الخطيب على أننا سمعنا من كل المرجعيات والقيادات الفلسطينية الإسلامية والوطنية حرصها  ولكننا هم اليوم مطالبون اكثر مما مضى  بضبط الوضع وتحصين الوضع الداخلي في المخيم وترتيب الأوضاع.

بالوقت الذي تعمل الفصائل جادة لتثبيت الأمن من خلال القوة الأمنية  التي تم تشكيلها من قبل الفصائل الوطنية والإسلامية لوضع حد لكثير من المشاكل والاشكاليات التي كانت تحصل  في المخيم، بالوقت الذي يطلب من القيادات اللبنانية والمرجعيات اللبنانية رد التحية الفلسطينية بنفس الشيء ،وعليها أن تأخذ على يد كل من يريد ان يشوه صورة هذا المخيم لأنه بوابة من بوابات فلسطين ، وهذا المخيم ليس مكسر عصى لكل من اراد ان يشهر نفسه بأن يتطاول على المخيم .

 

ولقد وجه الخطيب رسالة إلى أهل المخيم " ان كنتم حريصون على المخيم  وان كنتم تعلمون ان الدين يامركم بان تحافظو عليه وانت تبدلو الخوف امنا، وان لا تجعلو دمار المخيم بايدديكم وان لا تجعلوا  تبريرا  لاحد ان يتطاول على هذا المخيم .

ومن خلال هذا التصعيد الشعبي بات مطلوبا من القيادات  الفلسطينية توحيد خطابها لتحمي المخيم   وترد كيد الكائدين  وترد الصاع صاعين . وتوجه الخطيب لوسائل الإعلام بالقول  من غير المسموح أن يحرض على هذا المخيم  اي كان ومهما كبر شأنه ويحاول الزج بهذا المخيم بالشأن اللبناني ".

أما عضو اللجنة السياسية الفلسطينية العليا  عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف رفض بشدة استهداف عين الحلوة او زجها في اتون اية صراعات ، فالمخيم عنوان حق العودة ، وعنوان نضالي وسياسي للشعب الفلسطيني الذي يسعى لاقامة دولته المستقلة والعودة اليها والعيش فيها بكرامة وقال:"  لا لاستهداف مخيماتنا ، ولا لاستهدافنا كشعب له قضية سياسية بامتياز ، نحن اصحاب قضية وجهتنا فلسطين ، ستبقى مخيماتنا عنوانا للنضال للثورة والمقاومة ".

وحدد اليوسف اللاءات الفلسطينية الثلاثة  والتي تشكل ثوابت متفق عليها من كافة القوى الوطنية والاسلامية ،لا للقتال الفلسطيني – الفلسطيني – الفلسطيني اللبناني  ولا للفتنة المذهبية.

فالوحدة الوطنية والإسلامية الفلسطينية، والعلاقات المميزة الفلسطينية اللبنانية ، والحفاظ  على الامن والاستقرار في المخيم والجوار لها ركائز أساسية يجب تطبيقها لحماية المخيم والعلاقات اللبنانية الفلسطينية. إن استمرار المبادرة الفلسطينية الموحدة  في دعم القوة الأمنية المشتركة  التي تعتبر صمام الأمن للمخيم والجوار ، وكذلك دعمها للموقف الفلسطيني الموحد والخط الجامع  سيشكل حماية  لمخيمات والشعب من المؤامرة كبيرة.

ورأى اليوسف أن رأس المخيمات  مطلوب في هذه الفترة وان كان بعناوين اخرى ، معربا بشدة عن عدم السماح بتكرار نهر البارد او مخيم اليرموك ،  او  بشطب حق العودة وتهجير الفلسطينين الى بقاع الدنيا،.

وعلى اثر هذه الإشكاليات المعقدة بدأت القيادات  الفلسطينية السياسية فعليا بجولة زيارات جديدة للقوى اللبنانية الروحية والسياسية ، من اجل شرح الموقف الفلسطيني الموحد والثابت بعدم الاعتداء على السلم الاهلي . وعدم  السماح لزج الفلسطيني في الخلافات اللبنانية التي لن تنجح كما انها فشلت في السابق ، تم تجنيب المخيمات خضات امنية كثيرة بنجاح . ومن هنا لابد من التذكير بأهمية التنسيق للقوى الفلسطينية مع القوى الأمنية اللبنانية بكافة أجهزتها في سبيل حفظ امن  واستقرار المخيمات والجوار اللبناني .

أما عضو اللجنة الأمنية  الفلسطينية العليا  الناطق باسم عصبة الانصار "أبو شريف"  عقل رفض  التطاول على عين الحلوة من اي كان ، لأن هذا المخيم يمثل عاصمة الشتات وعاصمة الثبات ، الثبات على المبدأ والوعد انه لن ياتي شعبنا اللبناني ما يسوئه وان المخيم نصير وخزان اهلنا  في بيت المقدس الصابرين الصامدين في وجه العدو الصهوني .

 

وبدوره رفض بشدة السماح لاي كان أن يتطاول أو يعتدي على اي من شعائر ديننا،  ومن لايعرف عليه ان يسال التاريخ عن مخيم عين الحلوة عام 1982، وان يسال  التاريخ عن عين الحلوة الاخ الاكبر الذي انتفض ليدافع عن اخوته ايام حرب المخيمات وغير المعادلة باسرها و من لايعرف عليه  ان يعرف ، واضاف الشيخ أبو شريف عقل بأننا في المخيم لن  نسمح لأحد أن يعتدي على كرامة اي فلسطيني ، ونحن أصحاب قضية فلسطين قضية الامة باسرها ، ولن نسمح لا بالتحريض الاعلامي ولا بالتهديد العسكري ولا بالتهديد الامني و نحن اوفياء و صادقون فيما نقول ، بندقيتنا باتجاه فلسطين، اعطونا الكرامة واعطونا الامن والامان وخذوا منا امنا وامانا اكبر ، وخذوا منا كرامة اكبر ، وخذوا منا صدقا ووفاء فيما نقول . هل تعلمون انه في عيوننا مخيم عين الحلوة اكبر من  الدنيا ، عنوان كرامتنا هذا المخيم ، عنوان حق عودتنا هذا المخيم ،عنوان سلاحنا هذا المخيم ، عنوان فلسطين في الشتات هذا المخيم .

وبهذه المناسبة وبوجود قادة القوى الوطنية والإسلامية وفاعليات شعبية مستقلة وجه الشيخ أبو شريف رسالتين الأولى نقول فيها :" للشيخ احمد الاسير المطلوب الان من الشيخ احمدالاسير وباسم 100 إلف شخص من هذا المخيم ان يصدر بيانا مرئيا يبين فيه اين هو الان "، والرسالة الثانية نقول فيها:"للأخ شادي المولوي أقول لك بكل بصدق إذا كنت بداخل المخيم فانت وضعت 100 الف من النساء والاطفال والعجز في دائرة الخطر ، وهم عاجزون عن نصرتك ، فأيهما اولى ان تعرضهم للخطر وان تقوم انت بنصرتهم وتغادر المخيم ان كنت قد دخلت إليه" .

ومن خلال هذا اليوم التضامني في المخيم الذي اكد فيه المجتمعون على  أن  أمن مخيم عين الحلوة من امن صيدا ومن امن لبنان ، و بالتالي كان الرفض لأي عمل امني يخرج من المخيم باتجاه اي جهة لبنانية ،ان كان جهازا امنيا او جيش او غيره وهذا رأفة بأمهات  وأخوات وأطفال  المخيم ورأفة بالقضية الفلسطينية التي تتعرض اليوم لا بشع حملة صهيونية..

ورفض الجميع أن يكون المخيم كبش فدا أو يدفع إي ثمن في معركة لا تكون مع العدو الصهيوني فإذا كان المطلوب لهذا المخيم أن يدفع ثمنا ما  فالشعب الفلسطيني لن ندفع أثمانا إلا لمواجهة العدو الصهيوني، تدمر فالمخيم تدمر عام 1982 في مواجهة العدو الصهيوني .

 

لا تتوفر نتائج حالياً