مخيم الشاطئ للاجئين

الثلاثاء 06 أبريل 2010 12:18 م بتوقيت القدس المحتلة

مخيم الشاطئ للاجئين

مخيم الشاطئ

                                                    إعداد

                                                    المهندس/ نصر أحمد

                                                 أمين سر اللجنة الشعبية/الشاطئ*

 

مقدمة:

أقيم مخيم الشاطئ لاستيعاب أعداد اللاجئين المهجرين من وسط فلسطين وجنوبها نتيجة الحرب العدوانية التي شنتها على الشعب الفلسطيني قوى الظلم والعدوان المتمثلة في العصابات الصهيونية المدعومة من دول الاستعمار وخاصة بريطانيا تنفيذا لوعد قطعته على نفسها حكومتها في 2/11/1917م والمسمى  بوعد بلفور حيث أعطى من لا يملك وطنا لمن لا يستحق وهكذا نشأت مشكلة اللاجئين في العام 1948م.

لمحة تاريخية:

بعد الهجرة ورحلة الشتات عاش اللاجئون أولا في خيام وتلقوا مساعدات من منظمات إغاثة مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والكويكرز، ثم وفرت الأونروا لاحقا مساكن مبنية بالطوب مسقوفة بالقرميد محل الخيام في أوائل الخمسينات، ثم بدأ اللاجئون يتوسعون خلسة ويبنون غرفا إضافية ويستبدلون أسقف القرميد بأسقف من الأسبست في الستينات. ويتم اليوم تشييد مساكن أسمنتية، يتألف بعضها من عدة طوابق.

بعد تصاعد المقاومة المسلحة هدمت سلطات الاحتلال أكثر من 2263 غرفة في المخيم عام 1971 من اجل شق طرق بحجة توسيع المخيم، ولكن الهدف هو السيطرة على الثورة المسلحة في المخيم، وتم تهجير ساكنيها إلى العريش التي كانت محتلة آنذاك.

وقد تقلص عدد السكان مرة أخرى، بعد خروج الآلاف منهم للسكن في مشاريع التوطين مثل مشروع "الشيخ رضوان"، وكان الشرط الأساسي للحصول على منزل هو هدم منزل المخيم.

وتم إقامة مشروع الشيخ رضوان في شمال مدينة غزة من أجل تفريغ معسكر الشاطئ وإعادة إسكان اللاجئين الذين هدمت بيوتهم بواسطة سلطات الاحتلال الإسرائيلي وكان يقصد من هذا المشروع إعادة توطين اللاجئين وإنهاء قضيتهم كلاجئين.

وبدأ العمل في مشروع الشيخ رضوان في بداية عام 1973 على عدة مراحل، حيث تم البدء بالموظفين، وتم تسليم كل موظف يرغب في ذلك قطعة أرض مساحتها 250 مترا مربعا وبعد تزايد الطلب قلت المساحة إلى125م2.

في بداية الأمر رفضت بلدية غزه تقديم الخدمات للسكان القلائل الذين سكنوا المشروع إلا أنه في مرحلة لاحقة 1975-1976 أقيم المشروع رقم (أ) وقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ببناء البيوت، وكان كل بيت يتكون من غرفتين ومطبخ وحمام صغير، ثم عدلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياستها واتبعت خطة ابن بيتك بنفسك، فاكتفت بتقديم الأرض، ويقوم رب البيت بالبناء، وفقا لما يريد هو فكان يعطي لرب العائلة ربع دونم (250 مترا مربعا ) لإقامة بيته عليه وقد انتهى مشروع الشيخ رضوان (أ) عام 1978 ويضم نحو 1000 وحدة سكنية وسوقا مركزية ومدرسة ومسجدا ومستوصفا.

وفي أكتوبر 1978 بدأ العمل في مشروع الشيخ رضوان (ب) وهو امتداد إلى الشرق والشمال من المشروع السابق، فتم توزيع 1100 قطعة أرض، مساحة كل منها ربع دونم، تعطى لعائلتين وبذلك يكون المشروع كافيا لاستيعاب 2200 عائلة. ويعتبر هذا المشروع امتدادا لحيي النصر والرمال الشمالي. وفي أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، اكتمل مشروع الشيخ رضوان وبالذات في الناحية الشرقية.

كما أقيم مشروع بناء عمارات سكنيه منتظمة، في شارع صلاح خلف على الحد الشمالي للشيخ رضوان، وغطى العمران معظم حي النصر والرمال الشمالي، وصلت مساحته حالياً 700 دونم - وعدد سكانه 22000 نسمة.

قبل إغلاق قطاع غزة في سبتمبر 2000، عمل معظم اللاجئين كعمالة داخل الكيان الإسرائيلي أو في الزراعة المحلية. ويعمل بعض اللاجئين في ورش صغيرة ومصانع خياطة، أو يمتلكون محلات صغيرة في سوق المخيم، بينما يعمل الآخرون في مدينة غزة نفسها. وهناك عدد لا بأس به من الأسر التي تعيش على صيد الأسماك.

تحسن الوضع البيئي بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة عند استكملت الأونروا مشروع الصرف الجديد، وتم تعبيد الطرق، وإقامة بعض قنوات تصريف مياه الأمطار. تلقى المشروع الدعم من حكومات اليابان والمملكة المتحدة وإيطاليا. ويؤدي أعمال الصرف الصحي وجمع المخلفات الصلبة عمال الأونروا، أما بلدية غزة فتغطي منطقة السوق وبلوك (12) من المخيم. وتعمل البلدية والوكالة على توفير المياه، ويدفع اللاجئون نفس الرسوم مثل سكان المدينة على المياه والمجاري، كما توفر شركة الكهرباء الطاقة الكهربائية للمخيم.

النشأة والموقع:

يقع مخيم الشاطئ شمال غرب مدينة غزة على شاطئ البحر المتوسط ومنه اخذ التسمية، ويبعد عن وسط المدينة حوالي أربعة كيلومترات، وأقيم المخيم في عام 1951م على مساحة 512 دونمًا لإيواء ما يقارب 23 ألف لاجئ كانوا يقيمون في ثلاثة مخيمات متفرقة داخل مدينة غزة, الأول كان يطلق عليه اسم مخيم حلزون أقيم غرب السرايا، والآخر مخيم الجميزات جنوب مستشفى الشفاء، والثالث مخيم قرقش شمال ملعب اليرموك، وهناك عدد من اللاجئين سكن في مناطق متفرقة في مدينة غزة في بيوت مستأجرة.

 

سكان المخيم:

ضم المخيم اللاجئين المهجرين من القرى والمدن الساحلية الواقعة في جنوب فلسطين ووسطها والتي تتبع أقضية غزة وبئر السبع ويافا والقليل منهم من منطقة الشمال، ومن هذه القرى والمدن: هربيا وبربرة وبرير والجورة ودير سنيد ودمرة والجية وجولس والسوافير والمجدل وحمامة وأسدود والبطاني وعبدس وسمسم وهوج وكرتية والمسمية ويافا واللد والرملة والخصاص ويبنة وغيرها من البلاد، وكانت بيوت المخيم عبارة عن وحدة مكونة من غرفة واحدة وفناء يحيط به سور مبنية من الحجر الإسمنتي ومسقوفة بالقرميد الإسمنتي على نظام بلوكات يفصل بينها شوارع واسعة بلغت 8 أمتار وأزقة ضيقة, وكانت تستخدم هذه الغرف للنوم ليلا ومطابخ وحمامات نهارا أما دورات المياه فكانت في الشوارع دورات مخصصة للنساء وأخرى للرجال وأما المياه فقد حفرت وكالة الغوث آبارا وضعت عليها مضخات لخدمة السكان، كما كان هناك حمام رئيسي يستحم فيه تلاميذ المدارس مرة في الأسبوع.

ومع تزايد عدد السكان والتطور بدأ اللاجئون في التوسع في البنيان الأفقي والرأسي وضم مساحات من الشوارع حتى أصبح العديد منها أزقة ضيقة لا تكاد تتسع لشخص واحد.

 

المساحة وعدد السكان:

بلغت مساحة المخيم 747 دونما وبلغ تعداد السكان 83196 نسمة حسب إحصائية لوكالة الغوث في 31/12/2009م مسجلين داخل المخيم وأما عدد اللاجئين خارج المخيم في محافظة غزة فبلغ 235356 نسمة ليبلغ المجموع الكلي للاجئين في محافظة غزة 318552 لاجئ. ويعد مخيم الشاطئ ثالث اكبر مخيمات القطاع الثمانية من حيث الكثافة السكانية بعد مخيم جباليا ورفح.

 

الحياة الاجتماعية:

كانت حياة اللاجئين قبل الهجرة بسيطة ولديهم عادات وتقاليد متشابهة بين جميع القرى وتختلف قليلا في المدن حيث كانت الزيجات تتم في الغالب بين الأقارب في العائلة الواحدة والقليل بين العائلات في القرية الوحدة واقل منها بين القرى المختلفة, وكان الرجال يعملون في الحقول نهارا ويجلسون في المقاعد مساءً لحل الخلافات التي قد تنشأ أو للسمر على ضوء السراج, أما النساء فكن يعملن في البيوت لإعداد الطعام ويساعدن أزواجهن في الحقول في المواسم.

أما بعد الهجرة فلم تعد هناك حقول وانقلبت حياة اللاجئين عناء ومشقة وتغيرت العادات نظرا لاختلاط العائلات ومن مختلف القرى بعضها ببعض وابتعد الأقارب من العائلة الواحدة وتوزعوا بين مخيمات القطاع الثمانية وخارج القطاع، وأصبح التواصل بينهم فيه مشقة كبيرة ومعاناة خاصة في ظل شظف العيش، وكان هم رب الأسرة البحث عن لقمة العيش ليقيت أبناءه, وعلى سبيل المثال قل بشكل كبير زواج الأقارب وحتى حفلات السمر وعادات الزواج القديمة لم تعد قائمة وسيطر على الناس حلم العودة حتى وقتنا هذا مما اثر على حياة الاستقرار لدى اللاجئين الذين ما زالوا يعتقدون ويصرون على أن هذه مرحلة لا بد لها أن تنتهي بعودة اللاجئين المهجرين إلى مدنهم وقراهم وممتلكاتهم.

 

الحياة الاقتصادية:

بعد الهجرة والسكن في المخيمات بدأت المنظمات الدولية ومنظمة الكويكرز بإغاثة اللاجئين وتقديم المؤن لهم بصورة شهرية مما يقدم إليهم من تبرعات سواء من الدقيق أو الأرز او السكر أو التمور والعجوة والسمن, وبعد إقامة مخيم الشاطئ تم تنظيم هذه العملية بتوزيع المؤن من مركز رئيسي أقيم بجانب المخيم عبر كروت التموين التي ما زالت موجودة ولكنها تصرف للأسر الفقيرة جدا.

ويتنوع الكسب في المخيم ما بين عمال وموظفين وعسكريين وحرف:

العمال:

اعتمد العمال بشكل رئيسي على العمل داخل الكيان الإسرائيلي في مجالات البناء والزراعة والصناعة في الفترة بعد حرب 67 وحتى بداية انتفاضة الأقصى في العام 2000م, حيث شهدت الفترة ما بين 1975و1988 والفترة ما بين 1994و2000 انتعاشا اقتصاديا واضحا, وأصبح العمال بعد ذلك يعتمدون على الكوبونات من المؤسسات الخيرية والمساعدات المقدمة من الحكومة ومن وكالة الغوث.

قليل من العمال يعملون في مجالات البناء والزراعة والمصانع والنقل داخل القطاع والذي تأثر تأثرا كبيرا بالحصار المفروض على القطاع بعد عام 2006م, حيث يعاني سكان المخيم بطالة فاقت 60% من إجمالي عدد القادرين على العمل.

الموظفون:

1- موظفو الوكالة:

    منذ بداية عمل الوكالة في غزة انخرط عدد من سكان المخيم في الوظائف المختلفة التابعة لوكالة الغوث سواء في التعليم أو الصحة أو الإغاثة أو صحة البيئة والمهن الهندسية والإدارية الأخرى. وهؤلاء الموظفون عددهم قليل يتقاضون رواتب عالية مقارنة بموظفي الحكومة.

2- موظفو الحكومة:

    بعد إنشاء المخيم لم تكن هناك وظائف حكومية بالمعنى الموجود حاليا حيث كان عدد بسيط يعملون في البلدية وفي المدارس والأقسام الحكومية التابعة للإدارة المصرية, وبعد حرب67 تم إنشاء مدارس جديدة وتوسع عمل البلدية والصحة نظرا للزيادة السكانية الطبيعية.

اما في عهد السلطة فتوسعت الوظائف الحكومية بشكل كبير وتم استيعاب أعداد لا بأس بها في الدوائر الحكومية والوزارات التي أنشأتها السلطة الوطنية مما أدى إلى انتعاش اقتصادي واضح.

3- العسكريون:

    إضافة إلى ما سبق من وظائف مدنية استوعب الجهاز العسكري بأقسامه المختلفة من شرطة وامن وطني ومخابرات أعدادا كبيرة من اللاجئين في المخيم.

4- العمالة في الوطن العربي:

    أدى اهتمام اللاجئين بالتعليم إلى وجود عدد كبير من المتخرجين في مختلف المجالات والتخصصات حيث عمل عدد كبير منهم في الدول العربية مما شكل مصدر دخل لذويهم في قطاع غزة.

الحركة التجارية:

يعمل عدد من أبناء المخيم في التجارة والنقل وبعض المهن المحلية وهناك ما يزيد عن 600 شخص يعملون في السوق المركزية بالمخيم وحوالي40 يعملون في السوق التجارية مقابل عيادة السويدي، وكذلك هناك أعداد من الباعة المتجولين. 

وأما المحلات التجارية الأخرى فيوجد في المخيم حسب البحث الميداني ما يلي:-

 

م.

نوع المحل

العدد

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

سوبر ماركت

ادوات منزلية

محلات بيع الحلويات

مجوهرات

عقارات

بيع أجهزة الحاسوب

العاب الكمبيوتر

الأجهزة الكهربائية

مواد البناء

بيع وإصلاح الجوالات

محطة وقود

تنقية المياه وتوزيعها

محطات توزيع الغاز

كهرباء منازل

صيدليات

أفران الخبز والمعجنات

بيع الأثاث

مصنع قوارب الصيد

ورش الحدادة

ورش الومنيوم

قطع غيار السيارات

ورش كهرباء وميكانيكا السيارات

35

5

3

7

3

11

7

6

7

8

1

4

5

7

12

4

6

1

3

3

3

5

وهناك عدد من الدكاكين الصغيرة ومحلات الخياطة والحلاقة والديكور والستائر والنجارة وبعض العيادات الخاصة والمهن والمكاتب الأخرى.

الصيد البحري:

نظرا لوقوع المخيم على شاطئ البحر المتوسط, ولجوء سكان القرى الساحلية المهجرة إليه والذي في معظمهم يعملون في مهنة الصيد مثل الجورة وحمامة ويافا, شكل الصيد ما نسبته 30% من اقتصاد المخيم.

وقد ألقى الحصار بظلاله المأساوية على مهنة الصيد, فبعد أن كان البحر كله مفتوحا أمامه وحتى خارج المياه الإقليمية أصبح محصورا في اقل من 4 أميال يتعرض فيها الصيادون لمختلف أنواع المعاناة من البحرية الإسرائيلية التي تطاردهم وتطلق النار عليهم وتغرق قواربهم أو تحرقها وتعتقلهم في أحيان كثيرة ويمتلك الصيادون عددا من القوارب الكبيرة (اللنشات) لها محركات حيث يجر كل لنش 4 أو5 قوارب متوسطة (افلوكة) كذلك هناك عدد لا باس به من القوارب الصغيرة (الحسكات).

وكانت الأسماك الوفيرة التي تصطاد في بحر غزة سابقا تصدر إلى داخل الخط الأخضر والضفة الغربية مما يدر ربحا وفيرا على الصيادين أما الآن فلا يغطي إنتاج الصيد منطقة غزة وأصبح الصيادون يتلقون المعونات من جمعية التوفيق للصيد البحري ومن المؤسسات الخيرية الأخرى.

التعليم:

اهتم اللاجئون في مخيم الشاطئ شأنهم شأن باقي المخيمات اهتماما كبيرا بالتعليم بعد أن طردوا وهجروا من أراضيهم وممتلكاتهم بقوة السلاح, مدركين أن التعليم أصبح رأس مالهم في هذه الحياة, فانخرطوا في مراحل التعليم المختلفة, حتى إنهم في البدايات افترشوا الأرض في فصول أقيمت بين الخيام وكان اللاجئ يقتطع من قوت يومه ليوفر لأولاده فرصة التعليم. وأصبحت نسبة التعليم بين اللاجئين من أعلى النسب في العالم وأصبح منهم المدرس والمحامي والطبيب والمهندس والممرض وأساتذة الجامعات ورغم هذه النسبة العالية إلا أن الخريجين الذين أصبح عددهم بالآلاف يعانون من البطالة نتيجة ظروف الحصار المطبق على قطاع غزة.

وقد وفرت لهم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين بعض فرص العمل الدائمة والمؤقتة مثل المعالجة (دروس التقوية) في المدارس.

ويوجد في المخيم 30 مدرسة للمرحلتين الأساسية الدنيا والعليا وهي موزعة على النحو التالي:

1-عدد مدارس الأولاد 14 مدرسة منها 7 مدارس ابتدائية و7 إعدادية

2-عدد مدارس البنات 4مدارس وهي للمرحلة الإعدادية

3-المدارس المشتركة 12 مدرسة

وكذلك هناك 30 مدرسة أخرى تخدم اللاجئين خارج المخيم ولا توجد أي مدرسة حكومية داخل المخيم, وأما المدارس الثانوية فيوجد هناك أربع مدارس ثانوية اثنتان للبنين وثلاث للبنات على أطراف مخيم الشاطئ، وهناك عدد من رياض الأطفال اثنتان تابعتان لمنظمة الكويكرز والباقي إما خاصة أو تابعة لجمعيات خيرية.

جدول بأسماء المدارس وعدد الطلاب:-

الرقم

اسم المدرسة

الناظر/ة

رابط مختصر