أبو الهيجا والسعدي: أكثر من ستين عاما من اللجوء

السبت 14 يوليو 2018 12:54 م بتوقيت القدس المحتلة

أبو الهيجا والسعدي: أكثر من ستين عاما من اللجوء

ناهز محمود مرعي أبو الهيجاء، وزميله نمر السعدي في مخيم جنين للاجئين الثمانين عاما من العمر، لكن 63 عاما منها، هي عمر 'النكبة' عندما طردا من قريتيهما 'عين حوض' و'المزار' في فلسطين التاريخية لدى قيام إسرائيل، لا تعد عندهما عمرا عاشاه.

وقال أبو الهيجا (84 عاما)، من مخيم جنين شمال الضفة الغربية الذي يقيم مع نحو 14 ألف لاجئ آخرين، لوكالة وفا 'إن حياته، منذ الهجرة تحولت إلى مسلسل من المعاناة والمأساة'.

وسرد رحلته مع اللجوء قائلا 'بعد أن حاصرت عصابات 'الهجاناة' العنصرية قرية عين حوض التي كانت تعد (800 نسمة)، أخرجنا النساء والشيوخ والأطفال من القرية لتجميعهم في منطقة سهلية تجنبا من المجازر التي كانوا يرتكبوها'.

وأضاف 'ثم خرجنا هائمين على وجوهنا، مشيا على الأقدام إلى قرية إجزم جنوب مدينة حيفا التي دمرتها العصابات الصهيونية وحرقت المحاصيل الزراعية ودمرت المنازل كما فعلت في عين حوض'. وتابع 'البعض ذهب إلى اليامون غرب جنين، ومنا من عبر الحدود إلى الأردن وغيرها من الدول العربية'.
 
وروى عن الرحلة إلى اليامون وقال 'أقمنا في كهوف استأجرتاها مقابل 25 قرشا بسبب عدم وجود منازل تأوينا في قرية عارة في المثلث داخل أراضي الـ48، ومكثنا خمسة أيام دون مأوى نبيت تحت الشجر ومن ثم توجهنا إلى اليامون وعانينا أيضا مشكلة عدم وجود مساكن تأوينا، بعد أن عشنا في الكهوف المستأجرة في ظروف لا تمت إلى الإنسانية بأية صلة حيث فقدت طفلتي التي توفيت بسبب انتشار مرض الطاعون، وكما توفي أكثر من عشرين كهل نتيجة للأمراض'.

ويقول أبو الهيجاء إنه 'بسبب الأوضاع المأساوية التي عشناها في بلدة اليامون بعد أن هجرنا من قرية عين حوض قسرا، تمنيت آنذاك لو متنا في قريتنا التي هجرنا منها ولم نخرج، حيث اضطررت لبيع مصاغ زوجتي لنوفر قوت أطفالنا'.

وتابع قائلاً 'بعدها اضطررنا التوجه مشردين ومهجرين إلى مخيم 'جنزور' الواقع بين مثلث الشهداء وقرية بئر الباشا على بعد 10كم من جنوب جنين، وفي عام 1950، 'سنة الثلجة'، اقتلعت الرياح خيمنا في الليل حين كنا نياما، فانتقلنا إلى مخيم جنين حيث مازلنا نعيش حتى اليوم'. 
وعن انتقاله للعيش في مخيم جنين، قال أبو الهيجاء 'الحياة كانت بدائية وبسيطة للغاية وكانت تقتصر على تحصيل الحاجات الأساسية والمخيم كان عبارة عن خيام تناثرت هنا وهناك وبعض البيوت الطينية'.

وفي بداية الخمسينات، بدأت وكالة الغوث بتقديم بعض الخدمات كإقامة حمامات عامة في أحياء المخيم، ومن ثم أقامت خياما لتدريس الأولاد، كما أقامت خيمة لتقديم الخدمات الصحية الأولية.

وقال 'أدركنا أن السلاح الأساسي الذي يجب أن نوفره لأنفسنا ولأولادنا هو سلاح العلم، كي نضمن مستقبلنا ومستقبل أولادنا، وبدأ المخيم يتطور بشكل بطيء، لكن جاءت حرب حزيران 1967، فتشرد قرابة 25% من سكان المخيم الذين لجأوا إلى الأردن، وبقي في المخيم في تلك السنة قرابة 3 آلاف نسمة'.

وأضاف 'خلال كل هذه السنوات، كان هم اللاجئ الأول تحصيل لقمة العيش، إلى أن تهيأت فرص العمل داخل أراضي الـ48 بعد عام 72، لكن ذلك لم يسهم في تطوير الظروف المعيشية، وكما ترى يعيش غالبية السكان أوضاع اقتصادية بائسة، تصل حد الجوع في كثير من البيوت'.

ومثل أبو الهيجا، يتحدث اللاجئ نمر حسين السعدي (82 عاما)، من سكان مخيم جنين الذي هجر قصرا من قرية المزار.

وقال السعدي 'بدأت عصابات 'الهاجناة' في عام 1947 تهاجم قريتنا وعدد سكانها آنذاك ما يزيد عن 400 نسمة وهم من عائلة السعدي وكنا نمتلك آلاف الدونمات، وكانت القرية ذات موقع إستراتيجي تقع على سفح جبل عالية تطل على فلسطين قاطبة، في ساعات الليل من خلال إطلاق الأعيرة النارية وقيامهم بحرق المحاصيل الزراعية وأشجار الزيتون'.

وأضاف 'كنا نشكل فرق حراسة ليليلة بعد أن نجمع النساء والشيوخ والأطفال في سهل القرية، واستمرت العصابات الصهيونية قيامها بالترهيب وأعمال الحرق وبعد أن قامت العصابات بارتكاب مجازر في قرى فلسطينية، اضطررنا أن نترك القرية مشيا على الأقدام إلى قرية دير أبو ضعيف شرق جنين ومكثنا دون مأوى نعيش في سهل القرية لمدة أشهر في ظروف لا تمت إلى الإنسانية بأي صلة'.

وأضاف 'من ثم توجهنا إلى قريتي عرانة وعربونة وبعدها إلى مخيم جنزور بجنين ومن ثم لجأنا إلى مخيم جنين بعد أن تم إنشاؤه من قبل وكالة الغوث الدولية'

تاريخ اعداد التقرير عام 2011

لا تتوفر نتائج حالياً