مقال : الجاليات الفلسطينية صراع المدارس الى اين ؟! .. بقلم:أحمد دغلس

الأربعاء 14 نوفمبر 2018 07:40 م بتوقيت القدس المحتلة

الجاليات الفلسطينية صراع المدارس الى اين ؟! .. بقلم:أحمد دغلس

الكاتب: أحمد دغلس

لمحة بسيطة عن مفهوم المواطنة بمعنى ان المواطنة تعني الكرامة والحرية والمساواة في الحقوق والواجبات والتعبير ضمن القانون ودستور البلاد مع مراعاة الجغرافيا وحداثة المجتمع إذ ان المواطنة في بلاد ألاستبداد والقبيلة رغم  الدستور الذي يتيح بممارستها تكون غير فعالة لفقدان المساواة وحرية العمل والفكر واحترام الفكر الآخر  بخلاف دول النظام الديمقراطي .

مما يجب علينا فهم  الفرق في المواطنة في النظام الديمقراطي من غيره القبلي او الملكي المطلق بحكم الفرق بين مفهوم  (الرعية) في جغرافيتنا العربية والإسلامية وبين مفهوم المواطنة في النظام الديمقراطي التي من خلالها سيختلف الأداء وتختلف الحقوق فيما بين ألأفراد والعلاقة بين الحاكم والمواطن في مجتمع الرعية ومجتمع المواطنة او الدولة في النظام الديمقراطي الذي تعيش فيه جاليات فلسطينية لا بأس بأهميتها  وتأثيرها على المجتمع  صاحب القرار في الدول الديمقراطية ...،

الجاليات الفلسطينية في  دول "الرعية"  لا تملك المساحة المتاحة للجاليات الفلسطينية كما في دول المواطنة "أوروبا وأمريكا" صاحبة القرار العالمي الدولي الذي في السياق يعطي الأهمية الأكثر للجاليات الفلسطينية في أوروبا والولايات المتحدة وفي كل دول الحداثة عن مثيلاتها في دول الرعية التي تفرض علينا "اولا" أن نحاول إضاءة حالة الجاليات الفلسطينية في الشتات بشقيها في بلاد الرعية وبلاد المواطنة...، إذ ان النكبة الفلسطينية مضى عليها سبعون عاما مما يعني ان أجيالا  تدافعت هنا وهناك ولكل جيل جغرافيته وحضوره الحضاري والمجتمعي  بين هذا وذاك الذي به فهم ألارتباط  بالوطن ألأم (فلسطين) بنسب تحكمها الجغرافيا والمصالح الفردية والمجتمعية الحاضرة في كل دولة، إذ انه من الملاحظ أن الجيل الأول من الجاليات الفلسطينية في كلتا الحالتين "الرعية والمواطنة  الديمقراطية" لم يفقد القدسية المطلقة في الارتباط  بقضيته كأولوية مطلقة  الذي لا نتحسس هذه الأولوية المطلقة في الجيل الثالث ما بعد الثاني ناهيك عن الرابع الذي لا يعني ان الثالث والرابع من الأجيال الفلسطينية قد (تخلوا) عن قضيتهم او ارتباطهم بفلسطينيتهم  (لا) بل ان محنة هذه الأجيال ما يعانوه من   "انكسار" بموازاة التطبيع المجاني مع إسرائيل المعتدية  المغتصبة  المتمردة ...؟! بعكس حقبة نشوة الثورة التي أعطت للجيل الأول ومعظم الثاني لحظات النشوة والكرامة  وحق تقرير المصير وأمل الاستقلال والدولة التي ظهرت في أدبيات معين بسيسو ومحمود درويش وأبو سلمى وإسماعيل شموط بحضور الظل العالي ياسر عرفات جيل لا يعيشه بالصورة والالتصاق الجسدي الجيل الثالث والرابع المهجر عنوة الى أوروبا والولايات المتحدة وكندا واستراليا نتيجة الحروب والتشريد والقتل والإبادة والتطهير العرقي والتهجير من بلاد الإخوة كانت لبنان او الكويت، العراق ومؤخرا سوريا والحبل جرار ...؟! من هنا يجب علينا ان نكون في منتهى "الحذر" بالتعامل مع هذه الشريحة الكبيرة  من المواطنون الأوروبيون المهجرون من أصول فلسطينية التي تتكون غالبة الجاليات الفلسطينية منها مع الأخذ بالاعتبار الخلفيات السياسية والتقصير الأمني والمادي إضافة الي ما عانوه بما فيه منا "نحن" لعدم قدرتنا ولظروفنا المأساوية التي عشناها ونعيشها .

الجاليات الفلسطينية ودائرة المغتربين لمنظمة التحرير الفلسطينية أمام اختبار كبير وغير هيٍنْ كما يعتقد مسئولي دائرة المغتربين لمنظمة التحرير الفلسطينية في العمل على الساحات  ألأوروبية والأمريكية إذ ان فهم المواطنة والانتماء والاستقرار النفسي والأمني للفلسطينيين في أوروبا وأمريكا الذي يعيشه المواطن ألأوروبي الفلسطيني والأمريكي تحتل وضعا مُمًيًزا إذ ان الغالبية العظمى من هذه التجمعات  لا زالت "منطوية " تبدو غير مؤثرة  (إلا) ألاستثناء كما نشاهده في دول الشمال ألإسكندنافي ألأوروبي على صعيد البلديات وألمانيا على صعيد ألأحزاب  والبلديات والمؤسسات الحكومية  والجيش والنمسا على صعيد الوزارة وضباط الجيوش وأخيرا الولايات المتحدة على صعيد الكونغرس ألأمريكي التي جميعها تكللت بالنجاح بالعناء  والإجتهاد الشخصي بحساب (حق المواطنة)  رغم أنهم غير مؤطرين بالجاليات الفلسطينية او ما شابهها في بلاد مواطنتهم الذي يؤكد على أننا لو استطعنا تمكين المواطنة بالواقع  الجديد والابتعاد عن  "الرعية" بمفهوم التعاون المشترك انت (وأنا) وأنا (وأنت) في خدمة قضيتنا  (شركاء) اكثر من ان نكون ضمن الرعية حفاظا على المواطنة المكتسبة لأننا في عالم متغير متقلب للحفاظ على دعوتنا الوطنية  في تفعيل وتشكيل إيباك فلسطيني في اوروبا وامريكا تُسهل علينا الوصول الى أمننا وحق تقرير المصير .

لا تتوفر نتائج حالياً