مقال : نتنياهو بين الواقع والخداع...بقلم:اسماعيل مسلماني

الإثنين 19 نوفمبر 2018 06:17 م بتوقيت القدس المحتلة

نتنياهو بين الواقع والخداع...بقلم:اسماعيل مسلماني
الكاتب: اسماعيل مسلماني

خطاب نتنياهو بالأمس بين الاستجداء والتهديد بحيث اقنع الخصوم بالحكومة والشارع الاسرائيلي والاعلام اننا في مرحلة حرب وان البلاد تحت النار وإن الوضع الأمني حساس حاليا وأن إسرائيل في أوج حرب، أو معركة، لم تنته. ولا يبدو أن نتنياهو بأقواله هذه بعيد عن الواقع، وإنما هو يبالغ.

والواقع هو أن إسرائيل موجودة في حالة تأهب دائم ضد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والضفة وضد إيران الموالية لها في سورية ولبنان.

وهذا ليس واقعا جديدا، وإنما هو واقع قائم منذ منتصف العقد الماضي، وأصبح أكثر تطورا منذ بداية العقد الحالي خطاب ممزوج بالخداع والتضليل فالمشهد في اسرائيل وعلى العلن من مؤتمرات الى اجتماعات يضع المشاهد اننا في حالة استنفار وبكل الاحوال طبيعة الحكومة دوما اعلان طوارئ فليس جديدا قضية الوضع الامني و اسرائيل منذ نشاتها وهي تعيش هاجس الامن هذا من جهة وفي أعقاب ممارسة ضغوط شديدة على بينيت ووزيرة القضاء، أييليت شاكيد، اللذين كانا يعتزمان الاستقال وإعلان انسحاب "البيت اليهودي" من الحكومة، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقداه قبيل ظهر اليوم، الاثنين، لكن بدلا من ذلك أعلن بينيت عن تنازله عن مطلبه من نتنياهو.

وجاءت الضغوط على بينيت وشاكيد من جهة أعضاء كنيست في كتلتهما، يعارضون تبكير الانتخابات. والجهة الأهم التي مارست ضغوطا عليهما هم حاخامات الصهيونية الدينية، بعد توجه نتنياهو إليهم، من خلال مستشاريه، وقسم كبير منهم ينتمون إلى هذا التيار المتطرف، الذي لديه تمثيل واسع ليس في "البيت اليهودي" فقط وإنما في حزب الليكود الحاكم أيضا. واللازمة التي رددها نتنياهو ومستشاروه هي أن "البيت اليهودي" يريد إسقاط حكومة اليمين، وأنه بعد الانتخابات قد تصعد حكومة "يسار" وهذا ليس واقعيا وغير منطقي.

وكان خطاب نتنياهو الاقرب الى خطاب رئيس حكومة بريطانيا الأسبق وينستون تشرتشل "الدم والتعب والدموع والعرق" الذي ألقاه عند توليه منصب رئاسة الحكومة البريطانيّة بعد اندلاع الحرب العالميّة الثانية، عام 1940.

قال نتنياهو بشكل لا يقبل التأويل نحن في طريقنا للحرب. وهذا سيكون قريبًا ومحفوفًا بالتضحيّة. سننتصر على أعدائنا لكن دون التقليل من التحدي الماثل أمامنا وعززت جمل نتنياهو "لن أقول مساء اليوم متى سنتحرك أو كيف، لكن لدينا خطة واضحة، أنا أعرف ماذا أفعل ومتى أفعل ذلك، وسنفعل ذلك" استطاع اقناع الخصوم بانه قائد وان هذه المرحلة تتطلب الوقوف منا وبهذا وجه الضربة لكل الخصوم انتم لا تعرفون الامن فالوضع حساس وعليكم تحمل المسؤولية ببقاء الحكومة اراد ان يعطي درسا في التاريخ والامن والعسكر وهو عنوان المرحلة وانا ساقود وزارة الدفاع بنفسي و أن أمامنا ثلاث جبهات ساخنة، الأولى في قطاع غزة، حيث تجري محاولات للوصول إلى تسوية عبر الوسطاء، ترفع الحصار عن غزة، وتسمح بتقليص فرص الحرب .والثانية حزب الله في لبنان، حيث ترى المنظومة الأمنية الإسرائيلية أن المقاومة اللبنانية في طور تحسين قدرتها الصاروخية من خلال إقامة مصانع أسلحة وترى ضرورة منعها من ذلك وان الجبهة الثالثة، في سوريا حيث التواجد العسكري الإيراني.

اما نتنياهو مطلع على صفقة القرن بان حربا قادمة وقريبة على ايران من خلال ضرب سوريا والتي استعادت وحدتها على الارض واما انه يبالغ ويخادع ويضلل الخصوم بالحكومة من اجل البقاء في الحكومه ويحصل على تاييد شعبي للانتخابات القادمة بحيث اكدت الاستطلاعات ان الليكود اصبح الحزب الحاكم في إسرائيل.

لا تتوفر نتائج حالياً