خبر : خطاب المفوض العام للأونروا في القاهرة

الخميس 07 مارس 2019 12:19 م بتوقيت القدس المحتلة

خطاب المفوض العام للأونروا في القاهرة

دائرة شؤون اللاجئين -7/3/2019

سيدي الرئيس،

السيد الأمين العام الدكتور أحمد أبو الغيط

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة


اسمحوا لي بداية التعبير عن شكري وتقديري لتشريفي مرة أخرى عبر إتاحة الفرصة لي بمخاطبة مجلسكم الموقر.

لا شك بأن عام 2018 كان الأكثر تحدياً في تاريخ الأونروا؛ ذلك التاريخ الحافل بالفخار.

أقول هذا بكل تواضع ومع جُلّ معرفتي بأن الأجيال السابقة من موظفي الأونروا وقيادتها واجهوا وتأثروا بشكل مباشر بنتائج الأحداث الجسام مثل النزوح القسري للفلسطينيين عام 1948، وحرب عام 1967 وبداية الاحتلال والنزاع المسلح في لبنان وسوريا فيما بعد ناهيكم عن الانتفاضات والحروب المتكررة على غزة والحصار المفروض عليها.

وعبر تاريخها فإن الأونروا كمنظمة تشكلت، وما زال يشكلها، تعاملها وتعرضها اللصيق للمعاناة الإنسانية والظلم. وبالرغم من ذلك لم يكن وجود الوكالة في السابق على هذه الدرجة من الخطورة كما كان الحال عام 2018. وكنت في تصريحات سابقة أمام مجلسكم فقد وصفت التحديات التي وجهناها في العام الماضي بأنها وجودية في طبيعتها.

واليوم، انه لمن دواعي سروري  أن أؤكد لكم أنه، وبفضل الدعم البارز من جانبكم، فقد تمكنت الأونروا من التغلب تماماً على العجز التاريخي للعام 2018 والذي بلغ 446 مليون دولار أمريكي. لقد تقدمت 40 دولة ومؤسسة بزيادة تمويلها للأونروا وتم الالتزام بكل التعهدات للعام 2018 وقبل نهاية ذلك العام. وهنا ومن حرم جامعة الدول العربية، أود أن أبدأ بالإعراب عن خالص احترامي وتقديري إلى معالي الأمين العام السيد أحمد أبو الغيط على اهتمامه المستمر وعلى مناصرته المستمرة نيابة عن الأونروا.

وأخص في هذا المقام المملكة الأردنية الهاشمية معبرا عن أسمى درجات التقدير على القيادة الاستثنائية وعلى مختلف المبادرات لدعم الوكالة. كما وأود التعبير عن خالص تقديري لجمهورية مصر العربية وللجمهورية اللبنانية ودولة فلسطين على تواصلهم المستمر مع المجتمع الدولي وإيلائهم أهمية كبرى للأونروا.

إن المساهمات والتبرعات السخية والهامة للغاية من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر ودولة الكويت تستحق أسمى درجات التقدير وخالص امتناني الشخصي.

لقد ساهمتم وبطرق حاسمة في تحقيق النجاح العام المنصرم حيث أظهرتم تضامناً ملحوظا مع اللاجئين الفلسطينيين وإننا - مع الشركاء من أوروبا وآسيا وأفريقيا والأمريكيتين – كنا قد بعثنا رسالة قوية ومهمة للاجئين الفلسطينيين ألا وهي أن العالم لم ينساهم.

وقد تعززت هذه الرسالة قبل بضعة أيام في أبو ظبي عندما اعتمد مجلس وزراء خارجية بلدان منظمة التعاون الإسلامي الصندوق الوقفي لدعم اللاجئين الفلسطينيين، حيث تمثل هذه الخطوة معلماً بارزاً في الجهود الرامية إلى تحسين الأوضاع المالية للأونروا على المدى الطويل.

السيد الرئيس، السيد الأمين العام، أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،

أستطيع أن أؤكد لكم، وبكل وضوح، بأن الأونروا ستحافظ على الانضباط المالي. لقد خفضنا تكاليفنا العام الماضي مما نتج عنه وفورات بلغت 92 مليون دولار أمريكي ونهدف إلى تحقيق وفورات إضافية تصل إلى 60 مليون وهو نفس المبلغ الذي لن نحصل عليه من الولايات المتحدة الأمريكية لهذا العام.

وإذا حافظ كل من شركاء الأونروا، بالإضافة إلى إجراءاتنا المعمول بها بهدف تحسين الفعالية، على نفس مستويات التمويل للعام 2019 فإن هذا من شأنه أن يسمح لنا بتحقيق الاستقرار المالي مشكلا مرحلة فريدة جدا في تاريخنا.

ادرك بأن هذا الأمر يتطلب الكثير من العمل وأن الأونروا ستواجه مرة أخرى لحظات حرجة هذا العام، وعلى سبيل المثال فيما يتعلق بعمليات الطوارئ لدينا في غزة أو الجهود اللازمة للحفاظ على نصف مليون طالب لدينا في المدارس في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا، وكذلك الحفاظ على الخدمات الصحية وخدمات الإغاثة والطوارئ. وأود أن أؤكد هنا أيضا على أهمية المحافظة على عملياتنا الجارية حاليا في القدس الشرقية.

إن الدفاع عن حقوق وكرامة اللاجئين الفلسطينيين والمساهمة في الاستقرار الإقليمي والتأكيد على أهمية قوة التعددية على المحك.

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،

أود أن أختم بالتشديد على أن معاناة اللاجئين الفلسطينيين هي حقيقية وهي ليست مجهولة. اسمحوا لي في هذا السياق بذكر اسماء طلاب الأونروا الذين فقدوا حياتهم في غزة وسوريا عام 2018:

في غزة، فقدنا: ياسر، شادي ومجدي (11)،

عز الدين (13)،

محمد وزكريا وحسين ومحمد و وصال (14)،

علاء و معاذ وجمال (15))،

سعدي (16).

وفي سوريا، فقدنا: آية (12)،

محمد و قصي (14)،

بهاء وعبد الغفور (15).

وراء كل واحد من هذه الأسماء كان هنالك مصير وأمل وتوقعات.

ولتكريمهم والإبقاء على أمل جميع الطلاب في مدارس الأونروا، اسمحوا لي أن أقول مرة أخرى، بأننا فخورون جداً بالشراكة الكبيرة التي حققناها مع جامعة الدول العربية والدول الأعضاء ومدى امتناننا على ثقتكم بنا.

لا تتوفر نتائج حالياً