خبر : خطاب نائب المفوض العام ليني ستينسيث ، خلال اجتماع مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط ، بما في ذلك القضية الفلسطينية

الأربعاء 22 فبراير 2023 12:23 م بتوقيت القدس المحتلة

خطاب نائب المفوض العام ليني ستينسيث ، خلال اجتماع مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط ، بما في ذلك القضية الفلسطينية
دائرة شؤون اللاجئين -22/2/2023- 
 

سيدتي الرئيسة،

أعضاء مجلس الأمن الموقرون،

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة، السيدات والسادة،

 

اسمحوا لي بداية أن أتقدم بالشكر لك، سيدتي الرئيسة، على دعوتك لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى – الأونروا، لتقديم إيجاز للمجلس.

وأود أن أنقل إليكم تحيات المفوض العام، فيليب لازاريني، وأسفه لعدم تمكنه من الالتقاء بكم وبجميع أعضاء مجلس الأمن اليوم.

 

سيدتي الرئيسة،

يقف عدد متزايد من لاجئي فلسطين في المنطقة على حافة اليأس.

إن الأزمات المتعددة والنزاعات والاحتلال الذي لا ينتهي والتداعيات الاجتماعية الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 وارتفاع أسعار الغذاء والوقود العالمية الناجمة عن النزاع في أوكرانيا، قد دفعت أعدادا متزايدة من لاجئي فلسطين نحو براثن الفقر.

كما أن الأولويات العالمية المتنافسة وتحول الديناميكيات الإقليمية قد قضت تقريبا على أي اهتمام متبق بمحنة لاجئي فلسطين اليوم.

وفي الوقت نفسه، تستمر الظروف السياسية والاجتماعية الاقتصادية والأمنية التي تحيط باللاجئين بالتدهور.

ففي الضفة الغربية المحتلة، التي تشمل القدس الشرقية، شهد هذا العام بالفعل رقما قياسيا في عدد الوفيات بين الفلسطينيين، بمن فيهم لاجئي فلسطين. الضحايا في صفوف الإسرائيليين هي أيضا مصدر قلق بالغ.

يمكننا أن نتوقع أن الأسابيع المقبلة ستجلب على الأرجح المزيد من العنف والوفيات والمزيد من الإصابات التي تغير حياتهم، بما في ذلك عابري السبيل والأطفال في الضفة الغربية.

وأكرر دعوة المنسق الخاص إلى تخفيف حدة التوتر ومنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح. إن دورة العنف هذه يجب أن تنتهي قبل فوات الأوان.

وبالنسبة للأونروا، فإن العنف في الضفة الغربية يعمل على إعاقة عملياتنا ويرتب خسائر فادحة على لاجئي فلسطين الذين نقوم على خدمتهم.

إن لاجئي فلسطين الذين يعيشون في شمال الضفة الغربية، بما في ذلك في جنين ونابلس وحولهما، معرضون بشكل خاص للعنف والتوترات المحيطة، والتي أجبرت الأونروا في بعض الأحيان على قطع خدماتها الحيوية، التي تشمل مراكزها الصحية.

ولا ينبغي أن تكون المساحات الحضرية داخل مخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان وحولها أماكن للاشتباكات بالأسلحة الآلية والغاز المسيل للدموع.

لقد كان الأطفال - بمن فيهم الأطفال اللاجئون - بعيدين عن أن يكونوا محصنين ضد تصاعد العنف هذا الذي خلق بيئة متفجرة وخطيرة من الخوف والغضب واليأس وفقدان الأمل.

وفي غزة، أدت سنوات من الحصار والصراعات إلى عزل السكان عن بقية العالم، ما خلق مأساة إنسانية يصعب وصفها.

إن أكثر من 80 بالمئة من لاجئي فلسطين في القطاع هم من الفقراء وجميعهم تقريبا يعتمدون على معونة الأونروا الغذائية.

إن ما يقرب من نصف الأطفال الملتحقين في مدارسنا في غزة تظهر عليهم علامات الصدمة والندوب التي قد ترافقهم مدى الحياة.

وفي غزة، علينا أن نكون مستعدين دوما لاندلاع الصراع، لأسباب ليس أقلها إن مدارسنا عادة ما تكون الملاذات الآمنة الوحيدة للأشخاص الذين يفرون من منازلهم.

 

ونحن ندعو مرارا وتكرارا كافة الأطراف - في غزة وفي الضفة الغربية - إلى احترام حيادنا وحرمة مبانينا.

 

سيدتي الرئيسة،

لقد عمل الزلزال المدمر الأخير في سوريا على زيادة معاناة ويأس السكان الذين يعانون بالفعل من الصراع المدمر المستمر منذ 12 عاما وعواقبه.

لقد تضرر حوالي 62,000 لاجئ من فلسطين يعيشون في أربع مخيمات جراء الزلزال، 90 بالمئة منهم كانوا بحاجة إلى مساعدة طارئة قبل وقوع الزلزال.

وفي لبنان، فإن انهيار الاقتصاد قد أصاب الفئات الأشد عرضة للمخاطر أكثر من غيرهم، ومن بينهم أيضا لاجئو فلسطين، الذين يعيش 93% منهم الآن في حالة فقر.

ويتعرض الأطفال في مخيمات لاجئي فلسطين لأشكال متعددة من العنف والاستغلال وسوء المعاملة والإهمال حيث إن مقدمي الرعاية لهم ومجتمعاتهم قد استنفدوا مواردهم وقدرتهم على خلق بيئة آمنة ووقائية للأطفال.

إن الوضع يائس لدرجة أن لاجئي فلسطين مستعدون بشكل متزايد للمخاطرة بحياتهم في البحر في محاولة يائسة لتحقيق حياة كريمة.

أما في الأردن، وعلى الرغم من الاستقرار العام، فإن لاجئي فلسطين يعانون من ظروف اجتماعية اقتصادية تزداد سوءا مع تدهور الاقتصاد الوطني.

ويتزايد العنف القائم على النوع الاجتماعي واستراتيجيات التكيف السلبية بما في ذلك الزواج المبكر وعمالة الأطفال في جميع أقاليم عملياتنا.

وفي جميع أقاليم العمليات، يشعر لاجئو فلسطين بأن المجتمع الدولي قد تخلى عنهم.

 

سيدتي الرئيسة،

لقد واصلت الأونروا الوفاء بمهام ولايتها في ظل هذه الخلفية الصعبة.

ومن خلال تقديم خدمات شبيهة بخدمات القطاع العام ، التي تشمل التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، ساهمت الأونروا في التنمية البشرية للاجئي فلسطين وساعدت في المحافظة على بيئة مستقرة نسبيا من حولهم.

وفي الوقت الذي ننظر فيه إلى الشرق الأوسط، تظل الأونروا واحدة من الركائز القليلة للاستقرار.

وهي ركيزة استقرار للاجئي فلسطين وللدول التي تستضيفهم وللمنطقة.

إن الأونروا هي في الواقع واحدة من أنجح الجهود المتعددة الأطراف والجماعية خلال السنوات الخمس والسبعين الماضية.

وفي الوقت الذي نتحدث فيه، يذهب نصف مليون طفل إلى مدارسنا البالغ عددها 700 مدرسة في أرجاء المنطقة.

إن هذه المدارس منارة أمل للفتيان والفتيات من لاجئي فلسطين. وغالبا ما تكون الأمل الوحيد لديهم فيما هو بخلاف ذلك وضع يائس.

إن مدارس الأونروا تنتج شركاء المستقبل من أجل السلام الذي تحتاجه هذه المنطقة والذي يسعى إليه هذا المجلس باستمرار.

 

سيدتي الرئيسة، أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،

إن الافتقار الى التمويل الكافي والمستدام والذي يمكن التنبؤ به قد وضع الأونروا في وضع مستحيل.

لقد وصلنا إلى الحد الأقصى لما يمكننا القيام به بالموارد المتاحة لدينا اليوم.

كان إجمالي دخلنا في عام 2022 هو نفسه تقريبا كما كان في عام 2013، في حين أن الاحتياجات والتكاليف أكبر بشكل كبير اليوم.

لم يعد الوضع الراهن مستداما.

ومع انخفاض جودة خدماتنا، ستنخفض كذلك قدرتنا على المساهمة في استقرار المنطقة.

إن تجنب الإنهيار الداخلي للأونروا هو مصلحتنا الجماعية – ويجب أن يكون مسؤوليتنا الجماعية.

وفي غياب حل سياسي، لا يزال من غير الممكن الاستعاضة عن الأونروا، بما في ذلك من حيث دورها في تحقيق الاستقرار.

إن مساهمة الأونروا في السلام والأمن فعالة للغاية من حيث الكلفة، الأمر الذي يساعد على تأمين حاضر ومستقبل الملايين من الناس في منطقة هشة للغاية.

 

سيدتي الرئيسة، أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة

لا يمكن أن يكون هناك سلام ولا أمن في المنطقة دون تحقيق الحقوق الأساسية للجميع، بمن فيهم لاجئو فلسطين.

إننا ندعوكم اليوم إلى عدم التخلي عنهم.

وندعوكم اليوم إلى إعادة الأمل لهم من خلال مضاعفة الجهود لإيجاد حل سياسي.

 كما ندعوكم وجميع الدول الأعضاء إلى مواصلة دعم الأونروا سياسيا وماليا، وضمان حصولها على الموارد التي تحتاجها للوفاء بولايتها.

وفي الوقت الذي نقترب فيه من الذكرى الخامسة والسبعين لولاية الأونروا، اسمحوا لي أن أختتم كلمتي بتكرار دعوة مفوضنا العام للتفكير في كيفية إيفاء المجتمع الدولي بالتزامه ومسؤوليته تجاه لاجئي فلسطين حتى يتم إيجاد حل عادل ودائم لمحنتهم.

 

شكرا لك سيدتي الرئيسة.

لا تتوفر نتائج حالياً