خبر : خطاب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني ,في مؤتمر إعلان التبرعات للأونروا

الأحد 04 يونيو 2023 09:13 ص بتوقيت القدس المحتلة

خطاب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني ,في مؤتمر إعلان التبرعات للأونروا
دائرة شؤون اللاجئين -4/6/2023- السيد الرئيس، أصحاب السعادة، السيدات والسادة،

 أود أن أعرب عن تقديري لك، السيد رئيس الجمعية العامة، على عقد هذا المؤتمر.  

كما أعرب عن امتناني لسعادة السفير كورتيناي راتراي، رئيس الديوان في المكتب التنفيذي للأمين العام، على حضورك اليوم وعلى إيصال رسالة الدعم القوية من الأمين العام.

واسمحوا لي أيضا أن أرحب بكل من لين وأحمد، وهما من طلبة الأونروا من الأردن وقطاع غزة، تباعا. وفي هذا اليوم فهم موجودون هنا لتمثيل ونقل أصوات نصف مليون طالب وطالبة من الأونروا من كافة انحاء المنطقة.

السيدات والسادة،  

غالبا ما يتم الإشادة بالأونروا لنتائجها وتأثيرها على حياة لاجئي فلسطين، على الرغم من الأزمات العديدة.

خلال الأشهر القليلة الماضية، شهدت المنطقة تصعيدا جديدا في قطاع غزة، وزلزال في سوريا، ومستويات غير مسبوقة من العنف في جميع أنحاء الضفة الغربية، وانهيار مالي في لبنان وانتعاش اقتصادي بطيء من جائحة كوفيد في الأردن.

وقد استمرت خدمات الأونروا طوال ذلك الوقت.

وواصل الفتيان والفتيات من اللاجئين الفلسطينيين الوصول إلى أكثر من 700 مدرسة تابعة للأونروا في جميع أنحاء المنطقة.

واصل اللاجئون الشباب دراسة تكنولوجيا الطاقة المتجددة وصيانة السيارات الهجينة في مراكز التدريب لدينا. 

 كما وتلقى ما يقرب من مليوني لاجئ الرعاية الصحية في عياداتنا.  

 وكذلك تلقى مليونان من اللاجئين الأكثر عوزا مساعدات غذائية ونقدية. 

وأثناء تشغيل جميع هذه الخدمات، فقد حرصنا على تحسين تقديم الخدمات من خلال الرقمنة واتخذنا خطوات نحو الاستدامة البيئية.   

السيد الرئيس، 

إن صمود اللاجئين الفلسطينيين وتصميمهم في مواجهة الشدائد والنزوح ينبغي ألا تجعلنا نتجاهل المأساة الإنسانية التي تتكشف أمام أعيننا.

نواجه في قطاع غزة، بعيدا عن الدمار والخسائر في الأرواح وسبل العيش، نواجه أزمة نفسية-اجتماعية ذات عواقب طويلة الأجل. ويعاني واحد من كل اثنين من طلاب الأونروا في غزة من الصدمة ويحتاج إلى دعم متخصص لمواصلة التعلم.  

وفي لبنان، تستقل أعداد متزايدة من اللاجئين، وأحيانا عائلات بأكملها، قوارب الموت المتجهة إلى أوروبا بدافع اليأس.  

وتركت اثنا عشر عاما من النزاع في سوريا العديد من اللاجئين دون خيار آخر سوى العودة للعيش وسط أنقاض منازلهم مع محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية. 

وفي هذا السياق، تعتبر خدمات الأونروا بالنسبة للعديد من اللاجئين المصدر الوحيد للحياة الطبيعية. حتى أنها المصدر الوحيد للأمل في بعض الحالات.

أصدقاء الأونروا الأعزاء،

بفضل دعمكم، كانت الوكالة وما زالت واحدة من أنجح قصص التنمية في المنطقة لجهات متعددة الأطراف. 

ولكن هل ستستمر في أن تكون كذلك؟

 يطلب منا تقديم خدمات شبيهة بخدمات الحكومة، ولكننا لا نتلقى الوسائل للقيام بذلك.  

 كما وننقل معنا ديونا كبيرة وذلك للسنة الرابعة على التوالي.

ويدفعنا نقص التمويل المزمن إلى العمل في ظل تدابير تقشفية شديدة. 

وهذا يؤثر على جودة خدماتنا ويحد من قدرتنا على الاستجابة للتحديات الجديدة. 

إن برنامجنا التعليمي غير مؤهل للاستجابة بفعالية لخسائر التعلم الناجمة عن جائحة كوفيد بسبب نقص الاستثمار.

 وقد بدأ نظامنا الصحي الممتاز، الذي وصل لمعايير التطعيم الشامل، في الانخفاض دون معايير منظمة الصحة العالمية في بعض المناطق. 

ويؤدي نقص التمويل إلى إضعاف ثقة الموظفين واللاجئين في الوكالة. 

 لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟

في البيئة السياسية الحالية، لم يعد نموذج الأونروا، المتمثل بتقديم خدمات شبيهة بالخدمات العامة بناء على التمويل الطوعي، ذي فعالية. 

ولم يعد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على قمة الأولويات نظرا للتغيرات والتحولات الجيوسياسية في كل من المنطقة والعالم، وظهور أزمات إنسانية جديدة - كما هو الحال اليوم في أوكرانيا.

وقد أثر هذا الواقع، إلى جانب التطورات السياسية الداخلية في البلدان المانحة، بما في ذلك تعاظم مستويات عدم الاكتراث ناهيكم عن الحملات ذات الدوافع السياسية لتشويه سمعة الوكالة، وهذه كلها اثرت على تمويل الأونروا. 

ومن دواعي القلق البالغ أن بعض المانحين الأكثر التزاما ا قد أعربوا عن أنهم سيقللون بدرجة كبيرة من تبرعاتهم للوكالة هذا العام.

ومن المهم بمكان أن نضع بعين الاعتبار أن الأونروا ليست وكالة إنسانية أو إنمائية عادية يمكنها توسيع نطاق برامجها أو خفضها وفقا للتمويل الذي تحصل عليه. 

وتدعو ولايتنا إلى حصول اللاجئين الفلسطينيين على التعليم والرعاية الصحية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات الوكالة. 

وبالتالي، ما الذي يتوقع من الأونروا تقليصه؟

 هل تطلب أي من حكوماتكم تقليص اعداد الطلبة بنسبة 20 أو 30 % من المدارس العامة حتى تتمكن من الاستمرار ضمن حدود ميزانيتها المالية؟

أصحاب السعادة، السيدات والسادة،

بينما أخاطبكم اليوم، لا أملك الأموال اللازمة لإبقاء مدارسنا ومراكزنا الصحية وغيرها من الخدمات قيد التشغيل اعتبارا من أيلول/سبتمبر.  

نحن أيضا بحاجة ماسة إلى مبلغ إضافي قدره 75 مليون دولار أمريكي للحفاظ على خط إمدادات المساعدات الغذائية لأكثر من مليون شخص في قطاع غزة. 

وأيضا نحن بحاجة إلى مبلغ 30 مليون دولار أمريكي للحفاظ على المساعدات النقدية والغذائية لـ 600,000 لاجئ فلسطيني في سوريا ولبنان والأردن.

إن الاخفاق في جمع الأموال اللازمة سيكون له آثار إنسانية وسياسية وأمنية هائلة على المنطقة وخارجها.  

إنني أدرك تماما أنكم سئمتم من الاستماع عاما بعد عام إلى الأزمة المالية للأونروا.  

يعتقد الكثير منكم بطريقة ما أنه يمكننا الاستمرار في "التدبر والخروج من الأزمة". 

وتعتقد مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين ذلك أيضا. 

لكن الأزمة حقيقية.

إن أكبر تهديد وجودي لنا الآن هو الاستمرار في إنكار شدة الأزمة التي تحاصرنا الآن والاعتقاد أن الوضع الراهن لا يزال فعالا.  

وسيؤدي ذلك حتما إلى الانهيار الداخلي للأونروا.  

لا يشكل سد فجوة التمويل اليوم شيئا على المجتمع الدولي بالمقارنة مع ما قد يكلفه إذا انهارت الوكالة في الأشهر المقبلة.

السيد الرئيس،

لقد أشرت دائما إلى المهمة المستحيلة للتوفيق بين:

* الولاية المسندة من الجمعية العامة؛

* وتوقعات اللاجئين الفلسطينيين والبلدان المضيفة بأن تواصل الأونروا تقديم جميع الخدمات.  سينظر إلى أي تقليص على أنه تخلي عن حقوق لاجئي فلسطين؛

* تزايد احتياجات اللاجئين بسبب تفاقم الفقر والنزاعات؛ وكذلك

* ركود الموارد من الجهات المانحة وانعدام إمكانية الاعتماد عليها.

 

لقد أصبحت هذه معادلة من المستحيل التغلب عليها وتجاوزها.

وخلال الأشهر الـ 18 الماضية، عملت مع البلدان المضيفة والجهات المانحة لإيجاد حلول طويلة الأجل للتحديات المالية التي تواجهها الوكالة.  

كما وناقشنا توسيع الشراكات والسعي للحصول على مزيد من التمويل متعدد السنوات.  

وبحثنا أيضا الزيادات من الميزانية العادية للأمم المتحدة لتغطية التكاليف التشغيلية. 

لكن أيا من هذه الخيارات، سواء بشكل فردي أو جماعي، لن يشكل نقطة التحول التي تحتاجها الأونروا، واللاجئون والبلدان المضيفة والمنطقة. 

في الختام،

صوتت الجمعية العامة في كانون الأول الماضي بأغلبية ساحقة لتجديد ولايتنا لثلاثة سنوات أخرى. 

يتطلب التزامنا الجماعي تجاه حقوق اللاجئين الفلسطينيين مسؤولية مشتركة على ثلاثة مستويات:

أولا: يتطلب الأمر على وجه السرعة استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط للتوصل إلى حل سياسي.

ثانيا: يتطلب تمتع جميع اللاجئين الفلسطينيين تمتعا كاملا بأبسط حقوق الإنسان الأساسية لهم، بما في ذلك الحق في العمل.

ثالثا: يتطلب وجود الأونروا بشكل مستدام في ظل غياب بديل وحل سياسي عادل ودائم.

وبما أننا نقترب من إحياء ذكرى مرور 75 عاما على إنشاء الوكالة، فإنني أناشدكم التفكير بجدية في سبل النهوض بمسؤوليتنا المشتركة تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

وقد حان الوقت لبذل جهود حقيقية للحفاظ على عقود من الاستثمار في تنميتها البشرية وفي الاستقرار الإقليمي. 

لقد حان الوقت للتفكير في واجبنا الجماعي تجاه اللاجئين الفلسطينيين في المستقبل.

وهو يتطلب الإرادة سياسية والعمل للتغلب على الوضع الراهن وتخطيه.

وحتى يحين مثل هذا الوقت، فيجب أن تستمر الوكالة ماليا.

لذلك أناشدكم جميعا اليوم أن تمدوا الأونروا بالأموال والقدرة على التنبؤ التي نحتاجها لدعم مدارسنا ومراكزنا الصحية وغيرها من الخدمات الحيوية. 

أناشدكم جميعا أن تبقوا على الأمل حيا لنصف مليون طفل مثل لين وأحمد. 

شكرا لكم جميعا

لا تتوفر نتائج حالياً