وتم استقبال الطلاب بالزغاريد الفلسطينية التقليدية، ومزمار القربة، ودموع الفرح من أولياء الأمور الذين حضروا الحدث بأعداد كبيرة. وكان عشرات الطلاب يجتمعون بالحركة أمام المدرسة، وهو مشهد غير مألوف طيلة أكثر من عقد من الزمان عندما تم إغلاق المدرسة بسبب الصراع.
ولمساعدة الأطفال على الاستعداد للمدرسة، قامت الأونروا بتوزيع الحقائب المدرسية والقرطاسية الأساسية، التي تشمل الدفاتر وأقلام الحبر وأقلام الرصاص والمبراة والممحاة وأقلام التلوين وكتب الرسم. كما يتلقى الطلاب أيضا أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي لتطوير قدراتهم الاجتماعية والعاطفية ودعم رفاههم.
وقال أمانيا: "إن إعادة تأهيل بعض منشآت الأونروا في المخيم تعد منارة أمل. وسيتم إعادة تأهيل المزيد من منشآت الأونروا حالما تحصل الوكالة على التمويل. إن إعادة فتح مدرسة الأونروا هذه لم تكن ممكنة لولا التزام العديد من داعمينا وشركائنا المانحين والحكومة السورية، والذين نحن ممتنون لهم للغاية. إن رؤية السعادة في وجوه الطلاب وأفراد المجتمع بعد تحمل الكثير يملأنا بالأمل. إنه يوم عظيم!"
إن الطلاب سعيدون بالعودة إلى المدرسة حيث يمكنهم مرة أخرى مقابلة الأصدقاء الذين افتقدوهم، حيث يقول أحد الطلبة: "المدرسة فسيحة ونظيفة ومجهزة تجهيزا جيدا. إنها مثل منزل ثان. وهي المكان الوحيد الذي يمكننا فيه الاستمتاع والتعلم والتعرف على الأصدقاء". وفي نهاية العام الماضي، التحق 600 طالب بالمدارس المجاورة في اليرموك. وعند افتتاح السنة الدراسية الجديدة، ارتفع العدد إلى 900 طفل فيما تم تسجيل 100 طفل إضافي في اليوم الأول من الدراسة.
وأعرب أحد السكان عن سروره بالقول: "إنه لشعور رائع أن أعود إلى اليرموك. من المفيد حقا لأطفالنا الالتحاق بمدرسة أقرب إلى مكان إقامتهم. المدرسة الجديدة تخفف من عبء الذهاب إلى المدارس القريبة في يلدا والزاهرة مع ما يرتبط بها من ضغوط". وفي السابق، كان الذهاب إلى المدرسة يمثل تحديا يوميا للعديد من الأطفال اللاجئين في اليرموك.
وفي معرض تأكيده على أهمية البرنامج، قال أحد موظفي الدعم النفسي الاجتماعي: "إن العودة إلى اليرموك حيث ولدت، وكموظف في الأونروا، كان مؤثرا للغاية بالنسبة لي. أعلم أننا جميعا عشنا أوقاتا عصيبة خلال نزوحنا من المخيم، لكن إعادة فتح المدرسة تمنحنا الأمل في استعادة الحياة الطبيعية أخيرا".
وبتبرع سخي من الحكومة الإيطالية، تمكنت الأونروا من إعادة تأهيل المدرسة التي ستعمل بنظام الفترتين وستخدم أكثر من 1,000 طالب. يوفر مبنى المدرسة الجديد بيئة واقية وآمنة للطلاب. عاد ما يقرب من 49,000 طفل من لاجئي فلسطين إلى المدرسة في سوريا مما يوفر لهم فترة من الراحة حيث إن عائلاتهم لا تملك سوى القليل وتكافح من أجل تغطية نفقاتها وسط تدهور الظروف الاجتماعية الاقتصادية وارتفاع الأسعار بشكل كبير.