زميلاتي وزملائي الأعزاء في غزة،
آمل من كل قلبي أن تصل اليكم هذه الرسالة، وأن تصلني ردود منكم للاطمئنان أنكم ما زلتم جميعا بأمان.
جميع أفراد أسرة الأونروا، بمن فيهم أنا، قلقون للغاية بشأنكم لأن معظم قنوات الاتصال قد قطعت في جميع أنحاء غزة منذ الليلة الماضية. وقد تمكنت من الاتصال بمجموعة صغيرة من الزملاء الموجودين في مركز الأونروا في رفح عبر الأقمار الفضائية. لكنني ما زلت دون اتصال مع الغالبية العظمى من فريقي في جميع أنحاء القطاع، وهذا يجعلني قلقا للغاية على الزملاء وعائلاتهم.
لا زال يحدوني الأمل بانتهاء هذا الجحيم على الأرض، وأن تكونوا وعائلاتكم بأمان. وما زلت آمل أن التقي معكم قريبا والاستماع للقصص المؤلمة التي مررتم بها جميعكم. كما أحاول استيعاب الألم بفكرة أننا فقدنا بالفعل 53 زميلا، وأن العديد منكم فقدوا أقاربهم وأحبائهم. أتمنى لهم جميعا الرحمة وليرقدوا بسلام.
يعد قطع الاتصالات إجراء آخر تم اتخاذه في محاولة لعرقلة الاستجابة الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة. ولكن يمكنني أن أؤكد لكم أن هذا الإجراء لن يثبط عزيمتنا ولن يزعزع من تصميمنا وسوف نواصل الوفاء بواجبنا الإنساني، حتى في مواجهة هذه التحديات غير المسبوقة.
وفي ذات الوقت، يتحد العالم حول الحاجة إلى وضع حد لهذه الأزمة. بالأمس، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا، بتأييد ساحق، يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة، ويتضمن القرار بنودا أخرى لمساعدة سكان قطاع غزة. وسأواصل أنا وفريقي انخراطنا المستمر مع جميع الجهات الفاعلة الرئيسية لضمان ترجمة هذا الموقف شبه العالمي إلى تقدم ملموس على أرض الواقع.
أنا مصمم على دخول قطاع غزة والانضمام إليكم في أقرب وقت ممكن، ويشارك فريقي في مفاوضات على مدار الساعة لتسهيل ذلك.
لا تزال الأونروا في طليعة الجهات التي تقدم الحماية والمساعدة للمدنيين في جميع أنحاء قطاع غزة.
لقد قصدت ما قلته للعالم وبكل فخر خلال المؤتمر الصحفي أمس: أنتم تمثلون وجه الإنسانية خلال واحدة من أحلك أوقاتها.
مع خالص احترامي وتضامني معكم.
لكم مني وافر الاحترام،
فيليب لازاريني
