خبر : كلمة المفوض العام للأونروا السيد فيليب لازاريني خلال القمة المشتركة الطارئة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي

الأحد 12 نوفمبر 2023 10:42 ص بتوقيت القدس المحتلة

كلمة المفوض العام للأونروا السيد فيليب لازاريني خلال القمة المشتركة الطارئة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي
دائرة شؤون اللاجئين -12/11/2023- أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ورؤساء الحكومات

معالي السيد الرئيس، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان،

أشكركم على إتاحة الفرصة لي للتحدث في هذه القمة المشتركة والاستثنائية.

لقد كان الشهر الماضي موجعا للغاية بالنسبة لنا جميعا.

الأونروا، وكالة الأمم المتحدة للاجئي فلسطين، في حداد على 101 من الزملاء الذين تأكد مقتلهم في غزة.

ويوم الإثنين، ستنكس الأمم المتحدة أعلامها في جميع أنحاء العالم حدادا على أرواحهم وتكريماً لذكراهم.

وفي جميع أنحاء قطاع غزة، أفيد بمقتل أكثر من 10,000 شخص غالبيتهم من النساء والأطفال. ومن المؤكد أن الكثيرين لا يزالون تحت الأنقاض.

وقد دفعت القوات الإسرائيلية بأكثر من 1,5 مليون ونصف شخص للخروج من شمال قطاع غزة.

 ويقيم الآن أكثر من 700,000 من النساء والأطفال والرجال في مدارس وملاجئ الأونروا.

كنت في غزة الأسبوع الماضي، وهي المرة الأولى لي منذ بدء الحرب.

وما رأيته لن يفارق مخيلتي للأبد.

كل صبية وصبي قابلتهم في ملجأ للأونروا طلبوا مني الخبز والماء.

اعتاد الأطفال التعلم والضحك في المدرسة التي زرتها.

أما الآن، فقد أصبحت المدرسة مأوى مكتظ يفتقر إلى الحد الأدنى من معايير الحياة الكريمة.

فالقصف المستمر والحصار يخنقان غزة واهلها.

الخدمات الأساسية تنهار.

كل شيء ينفد – الطعام، والماء، والدواء، والوقود.

إن التطورات الخطيرة التي شهدها مستشفى الشفاء الليلة الماضية قد دفعت العديد من الكوادر الصحية والجرحى إلى المغادرة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

لدي 13,000 زميل في غزة. معظمهم نازحون.

لكن الكثيرين يواصلون العمل.

فهم يديرون 150 مأوى تابع للأونروا.

ويبقون على ثلث مراكزنا الصحية مفتوحة، ويديرون العيادات المتنقلة. يقومون بتوصيل الأدوية إلى المستشفيات. 

يقومون بتسليم الدقيق إلى المخابز وإحضار الخبز إلى الملاجئ.

زميلتي مها تصف عملها بأنه "مهمة مستحيلة."

وخاصة عندما تحاول طمأنة أطفالها كل صباح بأنهم لن يموتوا.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

يشعر اليوم أهالي غزة بتجريدهم من إنسانيتهم وبالخذلان.

يتوقون إلى الطمأنينة، خاصة من إخوانهم العرب والمسلمين، بأنهم يسمعون بكاء أطفالهم، ويرون الخوف في عيون أمهاتهم.

يوم الخميس، ألقيت كلمة في المؤتمر الدولي في باريس لدعم المدنيين في غزة.

وقد حذرت من مخاطر المعايير المزدوجة.

ووصفت بشكل صريح وواضح الحملة الجارية لتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم.

وقد ذكرت بحزم موقف الأونروا ضد التهجير القسري لسكان غزة، ومعظمهم من نسل لاجئي فلسطين.

وحذرت من امتداد النزاع إلى المنطقة.

لقد وصلت الضفة الغربية إلى نقطة الغليان، حيث تؤدي أعمال العنف من جانب القوات الإسرائيلية والمستوطنين لفقدان الأرواح يوميا.

وتشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية درجة شديدة من التوترات.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

لقد اعتمد الفلسطينيون في غزة دائما على العالم العربي والإسلامي للتضامن معهم.

واليوم، هم بحاجة أيضاً إلى تحويل هذا التضامن إلى فعل أقوى وأكثر تأثيراً.

إنني التمس دعمكم في ثلاثة مسائل محددة وعاجلة:

أولا: التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني، مع الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي.

يجب أن نصر على حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك مرافق الأمم المتحدة والمستشفيات.

ينبغي أن يكون هذا طلبنا المتكرر. وإنني واثق بأن الكثير منكم قادرون على التأثير على مسار الأحداث، ولا ينبغي ادخار أي جهد في هذه المرحلة.

ثانيا: التدفق المُجْدٍي والمستمر للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود.

يتوجب علينا التأكد من أن تدفق الإمدادات يتناسب مع الاحتياجات الإنسانية المهولة.

لكن العمليات اللوجستية والتحقق من الشاحنات من قبل إسرائيل بطيئة للغاية، فلا تتيح سوى لعدد محدود من الشاحنات الدخول إلى غزة.

يجب أن نزيد من كمية المساعدات ونستخدم معابر أخرى، بما في ذلك داخل إسرائيل، مثل معبر كرم أبو سالم.

ثالثا: الأونروا بحاجة ملحة إلى الأموال وإلى صوتكم

الأونروا ليست فقط أكبر وكالة أمم متحدة في غزة، ولكنها أيضا آخر شريان حياة لقرابة 2.2 مليون شخص.

 ويمكننا تقديم أكثر بكثير إذا ما توفرت لدينا الوسائل.

أتقدم بجزيل الشكر للدول التي أعلنت بالفعل عن مساهمات على استجابتها السخية.

وأدعو بكل احترام الأعضاء الآخرين في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى أيضا إظهار تضامنهم مع إخوانكم وأخواتكم في غزة من خلال دعم الأونروا. 

أود أن أخبر الناس في ملاجئنا أن العالم العربي والإسلامي كلفنا بمساعدتهم ومنحنا الموارد للقيام بذلك.

وأخيرا، أحتاج منكم أن تدافعوا بقوة عن الوكالة ضد الادعاءات الباطلة والخبيثة التي تقول بأن مدارسها تعلم الكراهية أو أنها خذلت المدنيين في غزة. هذه الاتهامات تأتي من أولئك الذين يريدون لنا أن نفشل.

وهي اتهامات تغذي بيئة سامة ومستقطبة بشدة.

وختاماً،

يجب علينا أيضا التفكير في اليوم التالي للحرب.

لقد أصبح الحل السياسي مسألة حياة أو موت بالنسبة لملايين الناس.

والامكانية الحقيقية لإقامة دولة فلسطينية لأمر حاسم.

يجب أن نتراجع عن حافة الهاوية، قبل فوات الأوان.

وإنني أحثكم، الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي على التحرك الآن لتغيير مسار هذه الأزمة.

وبدعمكم، الأونروا مستعدة للقيام بدورها.

شكرا لكم جميعا.

لا تتوفر نتائج حالياً