وأشار فتوح إلى أن الرئيس عباس عبّر بصراحة عن معاناة الشعب الفلسطيني جراء انتهاكات وممارسات الاحتلال، متهماً إسرائيل بارتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي، وخاصة ما سببه العدوان على غزة من معاناة إنسانية مروعة. وأضاف أن الرئيس أكد على أن لا دولة فلسطينية دون غزة، وأنها جزء أصيل من الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وفي دعوة قوية، حثّ الرئيس عباس الأمم المتحدة على تأمين زيارة إلى قطاع غزة، ودعا الزعماء العالميين لمرافقته في هذه الزيارة، مطالباً بتطبيق قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية. كما حذّر من صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم الاحتلال وحرب الإبادة الجماعية، ومن خطط الاحتلال لإنهاء قضية اللاجئين من خلال محاولات إلغاء الأونروا.
وتطرق فتوح إلى أن الرئيس أكد على ضرورة وضع صيغة رعاية دولية مشتركة كبديل عن الرعاية الأمريكية المنحازة لإسرائيل، مشيراً إلى الخذلان المستمر للشعب الفلسطيني نتيجة عدم تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
واختتم فتوح بالإشارة إلى مبادرة الرئيس الواضحة والشجاعة "اليوم التالي في غزة بعد الحرب" التي تتألف من 12 بنداً، والتي دعا من خلالها إلى وقف الإبادة والتهجير، والانسحاب من قطاع غزة، وتنفيذ القرارات الدولية، بما في ذلك الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية. كما طالب بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة لعدم التزامها بتنفيذ قراري الجمعية العامة 181 و194، الذين كانا شرطاً لنيلها العضوية.
وفي سياق آخر، وصف فتوح، القصف الذي استهدف مدرسة الفالوجا في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد أكثر من 18 طفلاً وامرأة، بالجريمة البشعة والمجزرة التي ستظل لعنة تطارد المجتمع الدولي.
واعتبر فتوح أن هذه المجزرة جريمة حرب تُضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، والتي تجاوزت 3250 مجزرة على مدار العام، راح ضحيتها أكثر من 50 ألف شهيد، إلى جانب عشرات الآلاف من الجرحى وتشريد أكثر من مليوني إنسان.
وأكد أن هذه المجزرة الأخيرة، والتي أبادت أسرًا كاملة في مخيم جباليا، جاءت كرد واضح من حكومة الاحتلال على مطالب الزعماء والرؤساء المجتمعين في الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذين دعوا إلى وقف حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
كما وجه فتوح نداءً عاجلاً إلى جميع الزعماء والدول المجتمعين في الأمم المتحدة لتبني مبادرة دولية تهدف إلى فرض وقف فوري للإبادة والتطهير العرقي، وتوفير الحماية العاجلة للشعب الفلسطيني، الذي يعاني من ويلات القتل والدمار المتواصل.