موجة الحر في الخليل .... فقد الماء وعز الهواء

الجمعة 06 أغسطس 2010 08:38 م بتوقيت القدس المحتلة

موجة الحر في الخليل ....  فقد الماء وعز الهواء

 

الخليل - أمل حرب  - دائرة شؤون اللاجئين :

دفعت موجة الحر الشديد التي ضربت فلسطين والمنطقة خلال الأيام القليلة الماضية المواطنين إلى تغيير بعض عاداتهم للتكيف والتأقلم مع الوضع الجديد في منطقة عرفت باعتدال مناخها حتى وقت قريب.

صراخ وأصوات تنطلق من منازل المواطنين بعد الثانية فجرا تشكوا شدة الحر وعدم القدرة على النوم، وأطفال يسهرون إلى ما بعد منتصف الليل وهم يتقلبون شمالا ويمينا كمن يتقلى على نار، وإن غفوا لا يستيقظون قبل ظهر اليوم التالي.

مواطنون يدلفون إلى منازلهم في ساعات متأخرة وبأيديهم مراوح، وضجيج أجهزة التكييف لا يتوقف حتى الفجر.

ولامست درجات الحرارة منتصف الأسبوع الماضي حدود الأربعين درجة مئوية في معظم الأراضي الفلسطينية، وهي درجات حرارة مرتفعة لم يعتد المواطنون عليها في أشد أيام الصيف قيظا.

وتميزت هذه الموجة بارتفاع نسبة الرطوبة في المناطق الساحلية والجبلية مما أدى إلى زيادة  الشعور بالضيق والضعف والانزعاج.

وتعرف موجة الحر بأنها ارتفاع في درجات الحرارة ما بين 5 إلى 6 درجات مئوية عن معدلها العام تستمر إلى  ثلاثة أيام فما فوق.

ودفع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق خلال الأيام الماضية المواطنين إلى الحد من تحركاتهم فيما تزايد الإقبال على شراء المراوح وأجهزة التكييف المختلفة.

وقالت إحدى العاملات في محل لبيع الأجهزة الكهربائية في الخليل، إن نسبة مبيعاتهم من هذه الأجهزة ارتفعت بشكل كبير بسبب موجة الحر الحالية.

وفي حين لم يجد مستوري الحال سبيلا لمواجهة الوضع سوى بتشغيل المراوح أو النوم في أفنية المنازل وشرفاتها طلبا لنسمة هواء عزت خلال الأيام الماضية، توجه بعض الميسورين بأبنائهم إلى المسابح هربا من القيظ الشديد.

مدرب السباحة زيد القواسمة، قال إن إقبال المواطنين على السباحة في ظل موجة الحر ازداد بشكل ملحوظ مما استدعاهم توفير أربعة منقذين، لافتا إلى أن الفترة المسائية تشهد إقبالا متزايدا عن باقي ساعات النهار، وذلك حرصا من الموطنين بشكل عام على تجنب تأثير أشعة الشمس على أجسامهم.

وقال محمد أبو بكر من دائرة لأرصاد الجوية، إن موجة الحر التي تشهدها  المنطقة هذه الأيام تكررت في الأعوام 1998 و 2001، وأن منطقة الشرق الأوسط تحت تأثير المنخفض الجوي الموسمي القادم من صحراء الربع الخالي في السعودية والذي تشكل نتيجة لفروق في الضغط الجوي المرتفع والمنخفض بين المنطقتين.

وتوقع أن تنحسر موجة الحر مطلع الأسبوع القادم، وأن تكون درجات الحرارة في شهر رمضان المبارك أخف، مشيرا إلى أن شهر آب يعتبر من أكثر الأشهر ارتفعا للحرارة نظرا لطول ساعات النهار.

وأوضح أن درجات الحرارة المعلن عنها تكون في الظل، وأن درجات الحرارة تحت أشعة الشمس تكون أعلى بمعل 6 إلى 8 درجات.

ودعا أبو بكر المواطنين وخاصة الأطفال والمرضى وكبار السن، إلى عدم التعرض لأشعة الشمس، والإكثار من شرب المياه والسوائل لتجنب الجفاف.

وتوقعت بعض الدراسات العالمية ارتفاع درجات الحرارة في القرن الحالي ما بين 2.6 إلى 4.8 درجة مئوية.

وقال المستشار الفني بسلطة البيئة د. عيسى موسى، إن سلطة البيئة بدأت لإعداد دراسة حول أثر التغير المناخي في فلسطين، وفق استراتيجية وطنية للتكيف مع آثار تغير المناخ  بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).

وأوضح أن أهم مظاهر التغيرات المناخية: انخفاض معدلات سقوط الأمطار، مع تغير في توزيعها المكاني والزماني، متوقعا انخفاض معدلات الأمطار من 10 إلى 20% حتى عام ( 2020 – 2050 )على التوالي مما يؤدي إلى الضغط على مصادر المياه وفقدان الأمن الغذائي.

وقال إن موجة الحر الشديد سوف تؤثر على صحة الإنسان، والمحاصيل الزراعية، وجودة المياه.

وترافقت موجة الحر الشديد مع أزمة مياه خانقة تعيشها محافظة الخليل ومعظم محافظات الوطن الأمر الذي ضاعف من معاناة المواطنين.

ولا تصل مياه الشفة في بعض مناطق بيت لحم والخليل إلى منازل المواطنين لأكثر من 20 يوما، ما يدفع المواطنين إلى شراء المياه بواسطة الصهاريج وهو أمر مكلف ومرهق للمواطنين.

ودعت مديرية زراعة الخليل، إلى اتخاذ سلسلة من التدابير الوقائية، لتخطي موجة الحر في الأيام القادمة، للحد من الخسائر الناجمة عنها في القطاعين النباتي والحيواني.

ووزعت المديرية نشرات تتضمن سلسلة من الإجراءات لمواجهة الوضع من بينها، فتح وتهوية البيوت البلاستيكية وعدم إغلاقها ليلا، وتظليلها إما بالشيد أو التراب الأحمر، والري صباحاً وبكميات تناسب الاحتياجات، ورشها من الداخل بالمياه الضبابية، وذلك لزيادة نسبة الرطوبة، بالإضافة إلى غسل المنخل من الداخل حتى يزيد التبادل الهوائي ما بين الداخل والخارج.

وأوصت أبزيادة كميات الري للزراعات المروية المكشوفة وعدم إضافة الأسمدة النيتروجينية في هذه القترة، وتقليل كميات السماد الأخرى بشكل عام.

ودعت المهندسة الزراعية، سحر الشعراوي، إلى استكمال الري التكميلي للأشجار المثمرة، وتجنب التوريق الجائر لأشجار العنب، وري أشجار الزيتون بحسب كميات المياه المتاحة إن أمكن.

ونوهت لضرورة توفير كميات من المياه في مزارع الإنتاج الحيواني، ورش الحظائر برشاشات المياه لتلطيف الأجواء وزيادة نسبة الرطوبة فيها، واستخدام المواد العازلة للحرارة، وزيادة نسبة التهوية، أو تركيب مراوح بداخلها.

لا تتوفر نتائج حالياً