مخيم نهر البارد والتحديات التي تواجه إعادة إعماره

الجمعة 06 أغسطس 2010 10:42 م بتوقيت القدس المحتلة

مخيم نهر البارد والتحديات التي تواجه إعادة إعماره

 

في أيار من عام 2007، أدى نزاع استمر ثلاثة أشهر بين جماعة فتح الإسلام المسلحة والمتطرفة وبين الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد للاجئين في شمال لبنان إلى تدمير المخيم بأكمله. وقد تعرضت المناطق التي تحيط مباشرة بالمخيم لأضرار جسيمة. واعتبرت تلك الحادثة بأنها أكبر عمل تدميري في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية في عام 1990.

ولا يزال مجمع الأونروا المجاور للمخيم والذي يضم المدارس والعيادات الصحية ومكاتب الإغاثة يعيش حالة من الخراب مثله في ذلك مثل المنازل والممتلكات التجارية والمساجد والمرافق المجتمعية. كما تعرضت كافة الشوارع وشبكات الصرف الصحي للدمار أو للإصابة بأضرار جسيمة، وأجبر ما لا يقل عن 27,000 لاجئ على الفرار وهجر منازلهم.

مخيم البداوي للاجئين

وقد تحمل مخيم البداوي للاجئين العبء الأكبر لتلك الأزمة. ومع اضطرار العائلات للبحث عن ملاذ خلال الأيام الأولى للقتال، تضاعف عدد سكان مخيم البداوي من 15,000 شخص إلى 30,000 خلال عشية وضحاها وذلك بقيام اللاجئين الذين نزحوا من نهر البارد لاستخدام مدارس الأونروا والمباني المجتمعية كملاجئ لهم.

وأدت هذه الهجرة الكبيرة للسكان إلى فرض ضغوط هائلة على خدمات الأونروا للمخيم وعلى سكان مخيم البداوي أنفسهم.

ما الذي تفعله الأونروا؟

قامت الأونروا بقيادة جهود الإغاثة الطارئة منذ البداية، حيث عملت على توفير المساكن المؤقتة وتقديم الأشكال الأخرى من المساعدات الضرورية بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية الأساسية وتوفير المياه وخدمات التصحاح.

وقامت الأونروا بتأسيس عيادة صحية متنقلة في اليوم الأول من الأزمة وذلك كي تتمكن الفرق الطبية من الوصول لمراكز النزوح في مخيم البداوي. إن استجابة الأونروا في أعقاب الأزمة عملت على ضمان استمرار استفادة ما يزيد عن 5,500 عائلة لاجئة مشردة من إمكانية الوصول للرعاية الصحية الأولية.

وقد كانت الأولوية بالنسبة للأونروا تتثمل في حماية اللاجئين من التعرض لأذى إضافي. وتعد مهمة إزالة الأنقاض والتخلص من العبوات المتفجرة التي لم تنفجر جزءا أساسيا في هذا الشأن.

الدعم للاجئين المشردين

وفي أعقاب الصراع، تم تطوير خدمات لتلبية احتياجات العائلات التي تواجه فترة طويلة من التشريد. ومع مرور الوقت، تحولت استجابة الأونروا الطارئة الأولية لتصبح برنامج إغاثة مستداما ومتماسكا.

وتستمر الوكالة بتزويد معظم اللاجئين المشردين باحتياجاتهم اليومية الأساسية كالمسكن والغذاء والماء والتصحاح.

وحالما تنطلق جهود إعادة الإعمار ويتم البدء بعمليات إعادة الإنعاش، فإن ذلك سيصبح تدريجيا برنامجا كاملا ومكتملا لشبكة الأمان الاجتماعي يعمل على وجه التحديد على استهداف المجموعات الأشد عرضة للمخاطر في المجتمع.

ولا يزال الآلاف من الأطفال المشردين يرتادون المدرسة في البداوي. وقد تم بناء خمسة مباني جاهزة جديدة لتكون مدارس للطلاب، إلا أنه وبسبب الاكتظاظ الشديد فإن أربعة منها لا يزال ينبغي عليها أن تعمل بنظام الفترتين.

وتم العمل على زيادة سعة عيادة المرضى الموجودة في البداوي لكي تقوم بتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية لجميع السكان الحاليين.

وقد بدأت الجهود من أجل إعادة بناء سبل المعيشة في البداوي وذلك عن طريق توفير القروض والمنح من أجل الأعمال التجارية. كما وتقوم الأونروا بتوفير فرص تدريبية لسكان كلا المخيمين بهدف تحسين فرص توظيفهم ومهاراتهم المؤسسية.

وسيبقى اللاجئون المشردون في حاجة إلى دعم الأونروا إلى أن يتم إعادة بناء المخيم الذي تبلغ تكلفته ما يقارب من 32 مليون دولار للأعوام من 2009-2011. إن الفشل في تغطية هذه المساعدة قد يعرض للخطر كامل جهود عملية إعادة الإعمار.

إعادة الإعمار والإنعاش المبكر


في حزيران من عام 2009، بدأت عملية إعادة الإعمار التي يجري تنفيذها على مراحل بسبب القيود التمويلية.

وقد اشترك المجتمع المحلي بشكل كامل في عملية التخطيط التي تمثل نموذجا رائعا من المشاركة المدنية؛ حيث تمكنت كل عائلة من العمل مع المهندسين المعماريين في تصميم منازلها الجديدة وفقا لاحتياجاتها الخاصة، بما في ذلك إمكانية الدخول إليها بواسطة كراسي العجلات.

وسيتم بناء ستة مباني مدرسية بهدف خدمة سكان المخيم المعاد بناؤه، وستعمل كافة المدارس في كل من مخيمي نهر البارد والبداوي في نهاية المطاف بنظام الفترة الواحدة.

وبحلول شهر آب من عام 2009، كان المانحون قد ساهموا بسخاء بمبلغ 101,3 مليون دولار من أصل مبلغ 328 مليون دولار هي مجموع المبالغ المطلوبة لإعادة بناء المخيم. وهناك عجز بقيمة 226,7 مليون دولار ينبغي العمل على الحصول عليها من أجل إعادة الإعمار خلال السنتين القادمتين.

انتهى

 

لا تتوفر نتائج حالياً