حلقات القتل والإرهاب لا تزال تسكن مخيمي صبرا وشاتيلا

الإثنين 20 سبتمبر 2010 09:01 ص بتوقيت القدس المحتلة

حلقات القتل والإرهاب لا تزال تسكن مخيمي صبرا وشاتيلا

 

مخيم شاتيلا (لبنان) - دائرة شؤون اللاجئين - لا تزال حلقات القتل والإرهاب تسكن ذاكرة من نجوا من مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا قرب بيروت في لبنان، التي وقعت في مثل هذا اليوم من عام 1982 بحق الأطفال والنساء والشيوخ.

وعبث القتلة والإرهابيون المجرمون، الذين ارتكبوا المجزرة، على مدار ثلاثة أيام متواصلة، بحياة المدنيين العزل ونكلوا بأجساد الأطفال والنساء الحوامل، على مرأى ومسمع العالم أجمع دون أن يحرك ساكنا.

وفي ذكرى هذه المجزرة المفجعة، تجولت 'وفا' في أزقة وأحياء المخيمين، والتقت عددا من أبناء شعبنا الذين نجوا من المجزرة، وعاصروا حلقات القتل والإرهاب التي شهدها المخيمان، والذين لم ولن ينسوا ما شاهدوه من أعمال قتل، وما زالت تلك الأيام المظلمة في ذاكرتهم، وما زال القاتل في مخيلتهم.

الحاجة أم عمر حلبي من أبناء المخيم وممن نجوا من المجزرة قالت: 'كانت ساعات رهيبة، عمّ الموت والرعب والإرهاب وحراب القتلة أرجاء المخيم، قتلوا زوجي وابني وزوجته وطفله الذي لا يتجاوز سنة من العمر، كنت تحت ركام المنزل، ولم يكن بمقدوري الصراخ، ارتبط لساني وعجزت حتى عن البكاء، كان القتلة يوجهون بنادقهم إلى رؤوس المدنيين العزل، يطلقون عليهم النار من أسلحتهم الرشاشة بكل حقد وإرهاب، كانوا مقنعين ينتشرون جماعات.. جماعات في أزقة المخيم، يقتلون وينكلون بالجثث، كانت ساعات رهيبة.. إنه الموت بعينه، جمعوا الأبرياء والأطفال ووجهوا رصاصات حقدهم إلى صدورهم ورؤوسهم ثم تقدموا من الجثث وعبثوا بها وقطعوا أجزاءها'. غادرنا الحاجة أم عمر وهي تبكي الأحبة الذين تركوها قسرا إلى غير رجعة.

ولم يختلف حال الحاجة أم عمر عن حال أبو محمد ناصر (67 عاما) الذي قال: 'ليس من السهل علي أن أصف لكم ما شاهدت بأم عيني، قتلوا ابني وزوجته، وقتلوا ابنتي سميرة التي قضت وهي تصرخ 'يا الله.. يا الله.. من يحمينا يا الله'، خيّم الموت على مخيمي صبرا وشاتيلا لمدة ثلاثة أيام، قتلوا وشردوا ونكلوا بالجثث. أطفال قتلوا بدم بارد ونساء حوامل بقرت بطونهن وأخرجوا منها الحمل، صراخ النساء كان يخرج من أزقة المخيم إلى عنان السماء كأنه الرعد والزلزال إلى ضمائر العالم.. لم يسمعهم أحد، قتل الأبرياء.. ودمرت المنازل فوق رؤوس أصحابها.. شاهدنا الموت بكل ألوانه وأشكاله، وكان العالم نائما صامتا لا تقلقه رصاصات الموت الموزعة في أزقة شاتيلا'.

فيما روى شادي عبد الوهاب (40 عاما) ما شاهده قائلا: لم أكن كبيرا بالسن، لكني شاهدت بأم عيني المجزرة، كنت في حضن أمي إلى جانب جدار سقط من منزل مدمر، كان الرعب في عيون أمي وكانت تبكي بصمت، بين دقيقة وأخرى تسأل عن والدي وعن أخي، لم نتحرك من مكاننا لساعات طويلة، بعدها عم الصمت ولم نعد نسمع إطلاق نار، كان صراخ النساء يملأ الآذان، وبعدها عدت مع أمي إلى بيتنا، ارتعشت وبكيت وصرخت أمي بأعلى صوتها، البيت مدمر كليا وأبي وأخي جثتان هامدتان تحت أحد الأعمدة، لن أنسى ذلك المشهد، وسيبقى في مخيلتي إلى الأبد.

حكايات المجزرة ومشاهداتها المروعة لا تتوقف، وكل لاجئ نجا من المجزرة يتحدث عن ساعات الرعب والموت، ويتحدث عن صرخات النساء وبكاء الأطفال دون أن يستجيب أحد. كل شيء في صبرا وشاتيلا يذكّر بالمجزرة التي ما زالت مشاهدها محفورة في ذاكرة الأجيال.

 

تقرير - عبد معروف

لا تتوفر نتائج حالياً