كفركنا  - فايز عباس

عندما بدأ آلاف الفلسطينيين داخل أراضي 1948 بالمسيرة في ذكرى هبة القدس والأقصى، ظهر للعيان عدد الأعلام الفلسطينيين التي رفعت بالمظاهرة، وهذه الأعلام الوحيدة التي تم رفعها لأنها أعلام فلسطين والقدس والأقصى.

هذه الأعلام رفرفت في بلدة كفركنا بالجليل بأراضي عام 1948، خلال إحياء آلاف الجماهير الفلسطينية الذكرى العاشرة لهبة القدس والأقصى، والتي يطلق عليها البعض هبة أكتوبر. فقبل عشر سنوات، اقتحم اريئيل شارون الأقصى، وغداة ذلك اليوم اغتيل الطفل محمد الدرة في غزة، المشهد الذي التقطته الكامرات وهو يحاول الاختباء وراء والده من الرصاص دون جدوى ليسقط شهيدا برصاص جنود الاحتلال، وأثارت هذه الصور التي بثت، الجماهير العربية التي خرجت عن بكرة أبيها للتظاهر ولمقاومة الشرطة الإسرائيلية التي قتلت 13 شابا من أراضي 1948، كما قتل الجنود وبدم بارد الطفل الدرة.

قادة الجماهير قرروا إعلان الإضراب العام وتنظيم مسيرات محلية في القرى والمدن التي سقط فيها الشهداء، ووضع أكاليل الزهور على أضرحتهم. وكان الإضراب عاما وناجحا، وفي ساعات ما بعد الظهر أقيم الاحتفال المركزي في كفركنا في الجليل، حيث نظمت المظاهرة المركزية.

المتظاهرون رفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء ورددوا الشعارات الملتزمة 'بالروح بالدم نفديك يا فلسطين' وبالروح بالدم نفديك يا أقصى'، وردد شعار 'لقرانا راجعين رغم كل القوانين'. وخلال المظاهرة طافت مروحية إسرائيلية تراقب وتصور، كما تواجدت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية بالقرب من القرية.

وعند وصول المتظاهرين إلى الساحة العامة في البلدة استقبلوا بالأغاني الوطنية 'وين الملايين الشعب العربي وين' وأشعار محمود درويش.

عبد المنعم أبو صالح والد الشهيد وليد، قال لـ'وفا': إن أهالي الشهداء سيلاحقون قتلة أبنائهم مهما كلف ذلك من ثمن 'في هذا اليوم أشعر أن ابني وليد قد قتل من جديد، لكنني لن أرفع الراية البيضاء مهما كلفني ذلك، ونحن بصدد المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية لأننا لا نثق بالقضاء الإسرائيلي قال أبو صالح. وأضاف: إن أهالي الشهداء يجرون اتصالات مع جمعيات حقوقية دولية من أجل مقاضاة القتلة.

وتحدث خلال الاجتماع قادة الجماهير العربية الذين أكدوا على الثوابت للدفاع عن القدس والأقصى وعن الجماهير العربية داخل أراضي 1948.