إصلاح البنى التحتية في مخيمات بيروت الفلسطينية: انتهاء الأعمال في شاتيلا ومار الياس .. والبرج يتأخّر

الأحد 03 أكتوبر 2010 10:51 م بتوقيت القدس المحتلة

إصلاح البنى التحتية في مخيمات بيروت الفلسطينية: انتهاء الأعمال في شاتيلا ومار الياس .. والبرج يتأخّر

 

دائرة شؤون اللاجئين - أطلقت وكالة «الأونروا»، في بداية العام الجاري، مشروع إصلاح البنى التحتية في المخيمات الفلسطينية، ضمن سلسلة من المشاريع الإنمائية الهادفة إلى تحسين أوضاع المخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. ولأن المشروع بدأ قبل عام في بيروت، علت أصوات في مخيم برج البراجنة تحديداً، تعترض على التأخير في سير الأعمال.. هناك من صار يتوق للراحة والخلاص بعد طول معاناة، وهناك من ينادي بالصبر «إذ من شرب من البحر لا يغصّ بالساقية» فنهاية المشروع ستعود بالفرج.. قبل حلول أمطار الشتاء.

شاتيلا ومار إلياس

ويشرح مصدر في وكالة الأونروا أن الأعمال في مخيمات بيروت تشمل مدّ أنابيب مياه وإمدادات منزلية، وإنشاء أرصفة، ومد ّالخطوط الأساسية للمجاري، لافتاً إلى أن «مشروعي برج البراجنة ومار الياس ممولان من الاتحاد الأوروبي بميزانية قدرها أربعة ملايين يورو. أما مشروع مخيم شاتيلا فموّلته الحكومة الأميركية بكلفة مليونين ونصف المليون دولار.

ويشرح مدير منطقة لبنان الوسطى في «الأونروا» محمد خالد «أن ورشة العمل انتهت في مخيّم شاتيلا بعد عشرة أشهر من العمل، ولكن توجد مشكلة في خزان المياه. فقد أنشئ بارتفاع خمسمئة متر مكعب، مع بئر ارتوازي بعمق خمسمئة متر لتغذية شبكة المياه، ثم اكتشفنا أن المياه كبريتية وغير صالحة للشرب.

ويؤكد خالد لـ «السفير» أن «السفارة الإيطالية التي موّلت مشروع البئر، تتابع الموضوع لمعالجة المشكلة بأقرب وقت ممكن.

أما مخيم مار الياس فيتوقع خالد أن «تنتهي الأعمال فيه مع نهاية العام الجاري»، مشدّداً على «عدم وجود أي مشاكل هناك.

برج البراجنة: الحل يبدأ من «التراشحة.

مع وضوح الصورة في كل من شاتيلا ومار إلياس، تبرز المشكلة في مخيم برج البراجنة الذي شهد انطلاقة أعمال البنى التحتية في مطلع العام 2010 الجاري، وقدر أن إنجاز الأعمال اللازمة يتطلّب مهلة سنتين (أي في نهاية 2011). يقول خالد إن العمل داخل المخيم يجري «خطوة بخطوة». ويشرح: «يتمّ التركيز حالياً على منطقة جورة التراشحة، لكثرة ما تشهده من فيضانات في العادة، لذلك نسعى لاستباق موعد الشتاء.

وبالفعل، تحلّ «جورة التراشحة» على رأس لائحة المصائب التي يعاني منها سكان المخيّم، لكونها المنطقة المشهورة بفيضاناتها المستمرة طوال فصل الشتاء. ولعل السبب الأول في المشكلة يعود إلى موقعها في جنوبي شرقي المخيم، حيث تصب مياه المجاري الصحية والأمطار معا.

وبالرغم من أن «الشتوة» الأولى التي شهدها لبنان خلّفت أثراً طيباً في نفوس سكان المخيم، لكونه لم يطف عليهم ككل عام، إلا أن الجميع يفضّلون انتظار انتهاء الأعمال قبل الحكم على أساس النتيجة.

وعن الصعوبات التي يواجهها العمل، يشرح المسؤول عن المشروع في مخيم برج البراجنة عماد مسلم لـ«السفير» أن «الآليات غير قادرة على الحفر عميقًا، بسبب عدم وجود أساسات للمنازل، ما يؤدي إلى التأخير في انتهاء المشروع.

ويتابع أن «تراكم المياه وصل في العام الماضي إلى ارتفاع 60 سنتمتراً فوق مستوى الأرض»، ولذلك، «زدنا عدد العمال في الورشة للانتهاء قبل الخامس عشر من تشرين الأول المقبل» (المهلة المحددة لمشروع «جورة التراشحة .

وعلى هامش البنى التحتية، يشير إلى أن المشروع «يساعد في تخفيض نسبة البطالة، إذ تشارك نسبة سبعين في المئة من شباب المخيّم في أعمال الورشة .

بين راض ومتذمّر

يشير المهندس فادي حاطوم إلى أن الجهود الكثيفة التي تبذل لإنهاء المشروع بأسرع وقت ممكن، «لا تلقى تعاوناً من السكان. يريدوننا أن ننهي العمل سريعاً، وهذا حقهم، لكن يتوجب عليهم أن يتجاوبوا معنا ليتم ذلك». في الواقع، لسكان برج البراجنة رأيان. فمنهم من يعبّر عن انزعاجه من المشروع على اعتبار أنه أعاق مصالحهم لجهة إقفال عدد من المحلات في أثناء الأشغال. ومنهم من يرحب به، برحابة صدر، مبدياً الاستعداد لتحمّل الورشة حتى نهايتها «ولو تطلّب الأمر عشر سنوات».

من بين الغاضبين، يرتفع صوت شابة اضطرت إلى إقفال محل السمانة الذي تمتلكه «لأنه لم يعد بوسعي تحمل رائحة المجاري في أثناء الأشغال». وينتقد لاجئ آخر طريقة سير الأشغال معتبراً أنه «لا يوجد من يشرف على الورشة.

وعلى حافة تتأرجح بين التفاؤل والتشاؤم، يصف رجل في العقد السادس من العمر، ورشة «جورة التراشحة» بـ «حفر وطمّ». لا يعرف الرجل مدى مصداقية المشروع، لكنه ينتظر بفارغ الصبر الايجابيات التي يعد بها القيمون عليه. وبرغم قلقه، يطمئن إلى رؤية «العمال ينشطون في الورشة من الثامنة صباحاً حتى الخامسة من بعد الظهر.. خلينا نشوف النتيجة.

في المقابل، تشيد مجموعة من الشبان بالمشروع الذي، برأيهم، «يأتي لمصلحتنا ويؤمن لنا فرصة عمل داخل المخيّم». يذكر أن الشاب يتقاضى مبلغاً يومياً يتراوح ما بين 25 و40 ألف ليرة لبنانية. فيتساءل أحد هؤلاء الشباب: «كيف يمكن لمشروع أن ينتهي بالسرعة التي يطلبها الناس؟! ما حدا بيطوّل باله! بدن كل شي بسرعة.

على كل حال، فإن أشغال البنى التحتية، بشكل عام، لا تحل خفيفة على حياة الناس، المستفيدين والمتضررين منها على حد سواء. ومع العلم بأن إصلاح البنى التحتية لن ينهي مشاكل اللاجئ المحاصر بتجاهل الحقوق، إلا أنها تقوى على الحدّ من صعوبات عيش الفلسطيني في لبنان. فتحميه، على الأقل، من رائحة المجاري، وتمدّه بمياه صالحة للشرب، وتقيه شرّ الفيضانات.. وذلك أضعف الإيمان.

المصدر: السفير - زينة برجاوي

 

لا تتوفر نتائج حالياً