مزارعو الجانية في حلم الوصول إلى زيتونهم القريب البعيد

الخميس 14 أكتوبر 2010 12:23 ص بتوقيت القدس المحتلة

مزارعو الجانية في حلم الوصول إلى زيتونهم القريب البعيد

 

تقرير- بسام أبو الرب

أشار المزارع عباس يوسف من قرية الجانية غرب رام الله، وهو يقطف الزيتون، إلى أرض لا تبعد عنه سوى بضعة مترات، وقال 'حرمونا من أرضنا، حرمونا من خيرها'.

وصف يوسف، في الستينيات من عمره، حدود أرضه التي لا يستطيع الوصول إليها بعدما سيطر عليها الاحتلال، واتجه نحوها وقد بدا على محياه التأثر البالغ، وقال 'لو انفجرت قنبلة فيهم لا تكفيني... كيف يتجولون بين أشجار زيتوني وأنا لا استطيع الوصول إليها؟!'.

حاول يوسف أن يصف حال جميع المزارعين من أبناء بلدته الذين يعانون من مضايقات المستوطنين المستمرة بحقهم، والتي حرموا في آخرها من الوصول إلى حقولهم الزراعية خلال موسم قطف الزيتون الحالي، بالتزامن مع الانتهاء من بناء جدار الفصل العنصري المقام على جزء كبير من أرضيهم.

وامسك المزارع عباس غصن زيتون بيده، وهو يمعن النظر فيه، وقال 'حرمونا من خير أراضينا، بعد أن بتنا نواجه مضايقات من قبل المستوطنين في كل موسم، وحرمنا من الوصول إلى أراضينا أو الدخول إليها'.

وقال يوسف إن الموسم 'يضيع' عليهم بين إجراءات الإدارة المدنية وعمل التصاريح، و'في نهاية المطاف تتذرع الإدارة المدنية بعدم وجود قوات من الجيش لحمايتنا من اعتداءات المستوطنين'، موضحا أن بعض المناطق يعلن عنها 'مناطق عسكرية مغلقة'.

ويسيطر الاحتلال على ما يقارب 1000 دونم مزروعة بالزيتون، وأكثر من 5000 دونم صودرت وهي قريبة من مستوطني 'دولب' و'تلمون ألف'، في حين تبلغ مساحة القرية 22 ألف دونما، لم يتبق منها سوى 5 الآلاف، وذلك حسب الإحصائية الأخيرة الصادرة عن مجلس محلي الجانية.

بدوره، أكد وزير الدولة وشؤون الجدار والاستيطان ماهر غنيم، خلال مشاركته أهالي قرية الجانية قطف الزيتون اليوم، أن موسم الزيتون كان موسم فرح للمزارعين سابقا، وتحول بفعل ممارسات المستوطنين إلى مدعاة إلى القلق وخوف على الأراضي والأشجار.

وبين أن مشاركته  تأتي في  إطار التأكيد على أن حماية الأرض وحماية الشجرة في هذه الأراضي المستهدفة هي 'واجب على كل فلسطيني، وتأكيد على التمسك بالحقوق التاريخية في هذه الأرض'، موضحا أن شجرة الزيتون وموسم قطفها يمثلان صلة الربط بين الإنسان الفلسطيني وأرضه، وهذا جزء من التراث الفلسطيني، مشددا 'نحن هنا لنؤكد على دفاع عن هذا التراث المستهدف'.

ودعا غنيم إلى ضرورة مساندة المزارعين في هذا الموسم وطيلة أيام العام، وخاصة في المناطق المستهدفة من أجل حماية هذا الموسم ولأحد من ممارسات المستوطنين من سرقات وقطع للأشجار، مشددا على ضرورة إعمار ما يدمر في إطار سياسية الحكومة؛ من أجل تعزيز صمود الأهل في هذه المناطق.  

وبين مستشار وزير الزراعة لشؤون الجدار والاستيطان، حمد الله حمد الله، أن 'الوزارة تنظم في كل عام عدة فعاليات من أجل المشاركة في موسم قطف الزيتون، وبمشاركة الوزارات والمؤسسات والقناصل الأجانب وبعض الوزراء'.

وذكر أن المشاركة مع المزارعين في هذا الموسم 'رمزية للحفاظ على هذه الشجرة'، موضحا أن 80% من مشروع 'تخضير فلسطين' يهدف إلى زراعة أشجار الزيتون في هذه المناطق المهددة.

يذكر أن المزارعين الفلسطينيين يعولون كثيرا على موسم  قطف الزيتون لما يعود عليهم من فائدة ورزق، ولكن في السنوات الأخيرة يتعرض لعدة اعتداءات من قبل المستوطنين من سرقة وتقطيع للأشجار، في عدة قرى من محافظات الضفة الغربية.

وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في الضفة الغربية وقطاع غزة 900 ألف دونم، فيها 15 مليون شجرة بحسب إحصائيات وزارة الزراعة، وتمتاز شجرة الزيتون بظاهرة 'تبادل الحمل' أي موسم وفير أو كما يطلق عليها 'سنة ماسية'، ينتج فيها الزيتون حوالي 30 ألف طن من الزيت، يتبعها 'حمل قليل' أو 'سنة شلتونية' يكون إنتاج الزيتون فيها حوالي 5 آلاف طن، وتعتقد الوزارة أن هذه السنة هي 'سنة ماسية'

لا تتوفر نتائج حالياً