هل ينجح بلير في تخفيف القيود الإسرائيلية على البناء في المناطق 'سي'؟

الأربعاء 20 أكتوبر 2010 11:52 م بتوقيت القدس المحتلة

هل ينجح بلير في تخفيف القيود الإسرائيلية على البناء في المناطق 'سي'؟

 

دائرة شؤون اللاجئين - تساءل عدد من المتابعين لزيارة مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط توني بلير إلى مدينة رام الله، عن إمكانية إسهام زيارته في تخفيف القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على البناء في المناطق المصنفة 'سي' الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية.

ويطمح المسؤولون الفلسطينيون في أن تسهم هذه الزيارة في زيادة الضغط الموجه على إسرائيل من أجل السماح للبناء في المناطق المصنفة 'سي'، وسماح الاحتلال بافتتاح الشارع الدائري المحيط بمدينة رام الله، والذي سيربط الضواحي السكنية التي يجري بناؤها قريبا من المدينة مع بعضها، إذ تقع أجزاء منه في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال.

وزار بلير العديد من المناطق المصنفة 'سي' المحيطة بمدينة رام الله منذ ساعات الصباح، وأكد أنه يجب القيام بعمل دؤوب من أجل وضع حد لهذه التصنيفات من أجل دعم الاقتصاد الفلسطيني، ومساعدته على مزيد من النمو والتطور.

وقال بلير لـ'وفا'،  'شاهدت نموذجين قرب مدينة رام الله، الأول سيء ويتمثل في المناطق المسماة سي التي تسيطر عليها إسرائيل وتمنع البناء فيها، والنموذج الآخر هو مدينة الريحان الواقعة إلى الشمال من رام الله والتي يؤكد  وجودها على قدرة الفلسطينيين على إدارة أنفسهم بأنفسهم. النموذج الأول يجب العمل على إنهائه والنموذج الثاني يجب العمل على تعزيزه'.

وأضاف 'سنعمل من اجل مساعدة الفلسطينيين على الخلاص من التقسيمات المسماة A وB وC. حاولنا سابقا مع إسرائيل من أجل السماح في البناء في مناطق محددة ونجحنا في الحصول على تصاريح وسنواصل عملنا وسنعززه من أجل مساعدة الاقتصاد الفلسطيني على التطور من خلال الاستثمار في مناطق سي.

وهنأ بلير شعبنا على نجاحه في مواجهة للتحديات، وقال: ما نراه في إسكان مدينة الريحان هو تطور رائع وكبير للشعب الفلسطيني، وهذا يؤكد أن الشعب الفلسطيني مصرّ على المضي قدما في بناء دولته، والوصول إلى مستقبل متطور.

لكن بلير في المقابل أعرب عن أمله في أن تنجح العملية السلمية ومفاوضات السلام، لضمان استمرارية النمو والتطور الاقتصادي في الأرض الفلسطينية.

على التل الواقع غرب رام الله حيث يستخدم الاحتلال جزءا منه كسجن يسمى 'عوفر'، وقف بلير واستمع إلى شرح من محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام، عن المعيقات التي يسببها الاحتلال لتطور مدينتي رام الله والبيرة.

غنام أكدت أن بإمكان الفلسطينيين التطور بشكل أفضل في حال السماح لهم باستخدام جميع أراضيهم، وأنه يتوجب على موفد اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، المساعدة في تمكين الاقتصاد الفلسطيني من خلال الضغط على إسرائيل للمساح بالبناء في المناطق المسامة سي.

وأضافت أن وجود بلير في مدينة الريحان ومناطق سي، يسهم في تعريفه بالواقع الذي نعيشه حيث الأمل والتطور والنماء والاستقرار في مناطق A، والمعاناة التي تعيشها المناطق ،c حيث شاهد الجدار والاستيطان والسجن الواقع على أراضي بيتونيا.

من جانبه، قال د. مصطفى إن تطوّر العمل الحاصل في ضاحية الريحان هو شهادة للشعب الفلسطيني بأنه شعبٌ يستطيع أن يُحقق الإنجازات على الأرض، وأن بمقدوره أن يُقدم الأفضل إذا ما أتيحت له الفرصة لذلك.'

وأضاف إن ضاحية الريحان تُنفذ بمبادرة فلسطينية خالصة، وبجهود وسواعد فلسطينية موضحا أن:' ضاحية الريحان ستُساهم في رفد الاقتصاد الوطني بمزيد من مقومات الصمود والاستدامة، وستخلق المزيد من فرص العمل لأبناء شعبنا، والمزيد من فرص العمل للقطاع الخاص الفلسطيني عماد الاقتصاد الوطني.'

وأطلع د. مصطفى ضيفه على آخر تطورات العمل في ضاحية الريحان والمتمثّل في استكمال بناء المرحلة الأولى من الضاحية والتي تشمل بناء 282 وحدة سكنية، حيث تم البدء بأعمال التشطيب لعدد من تلك الوحدات السكنية، في حين يستمر العمل بالمشروع في باقي الوحدات من قبل 4 شركات مقاولات محلية، كما تمت إحالة عطاء المركز الطبي الذي سيكون من ضمنه مستشفى تخصصي بسعة 250 سريرا تقوم بتطويره إحدى شركات الخدمات الصحية من القطاع الخاص الذي سيتم بناؤه في الضاحية لأحد المتعهدين المحليين كما سيتم بدء العمل فيه خلال الشهر المقبل، كما تم بدء العمل على التصميم الخاص بالمبنى الأول من المركز التجاري في الضاحية، وتم الانتهاء من تصاميم المسجد وروضة الأطفال والنادي والمكتبة، إضافة إلى ذلك ستتم المباشرة بأعمال البنية التحتية خلال الشهر المقبل بعد أن تم الانتهاء من جميع أعمال التصميم لأحدث بنية تحتية في فلسطين وتم طرح العطاءات اللازمة.

وأوضح د. مصطفى أنه إضافة لما تقوم به شركة الريحان من تطوير مباشر لـ 282 وحدة سكنية فإن الشركة سهلت على مطورين فرعيين المساهمة بتطوير باقي مراحل المشروع حيث تم البدء في تطوير 100 وحدة سكنية من المرحلة الأولى من قبل مطوّرين فرعيين قاموا بشراء حقوق التطوير من شركة الريحان، كما تسعى لاستقطاب مطورين آخرين من القطاع الخاص للمشاركة في استكمال المراحل المختلفة من المشروع.

وأشار إلى عزم الصندوق تنفيذ عدد من المشاريع الأخرى في مختلف محافظات الوطن، وقال 'إن ّ البداية كانت من محافظة رام الله والبيرة، ومشروع ضاحية الجنان في جنين، ونحن نعمل على البدء في مشروعين مهمين آخرين في جنوب الضفة الغربية لتخدم أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجدهم.'

بعد ذلك توجه بلير إلى مقر محافظة رام الله والبيرة واستمع لشرح من المسؤولين هناك حول الوضع الأمني في المحافظة والتطور الذي شهده عمل قوات الأمن الفلسطيني، ورحب بهذا التطور، وأعرب عن أمله بأن يتواصل التحسن في أداء قوى الأمن الفلسطينية.

وتابع بلير زيارته في مدينة الريحان، حيث تحدث للمقاول هناك، واطلع على العمل في المدينة الفلسطينية الجديدة المتوقع أن ينتهي العمل فيها في العام 2013، والتي تعتبر نموذجا للتخطيط الجديد في الأرض الفلسطينية، وستضم نحو 10 آلاف مواطن، ومجمعا تجاري ومستشفى.

يشار إلى أن الاحتلال منع إنشاء أي مدينة فلسطينية منذ العام 1967 في الأرض الفلسطينية، حتى نهاية العام 2008 حيث سمح للسلطة الوطنية ببناء مدينتي الريحان والروابي.

لا تتوفر نتائج حالياً