الفنون الشعبية ترقص للحرية في مهرجان التراث

السبت 30 أكتوبر 2010 03:14 م بتوقيت القدس المحتلة

الفنون الشعبية ترقص للحرية في مهرجان التراث

 

تقرير - علي عبيدات

رقصت الحرية على مسرح قصر رام الله الثقافي، وفاحت نسائمها على المدرجات، فتفاعل معها الجمهور بالتصفيق والصيحات، عندما تجسدت بلوحات فلكلورية وتراثية قدمتها فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية ليلة أمس تحت عنوان 'للحرية نرقص'.

الفنون كانت نجماً ساطعا في سماء مهرجان التراث 2010، الذي ينظمه مركز الفن الشعبي، وأضاءت باحات القصر، وأشعلت حماسة الجمهور الذي احتشد بالمئات، لمشاهدة فرقة الفنون التي عبرت عن آلامه وأمنياته منذ 31 عاما.

وبدأت رحلة التراث الفلسطيني الأصيل، بألحان الأخوين رحباني، واستعرض القبضايات مراجلهم على خشبة المسرح، واختال 'أبو قذيلة' في يمناه ويسراه، في لوحة فلكلورية موسيقية أمتعت الجمهور، لحنها الموسيقي الأردني طارق الناصر.

ونثرت صبايا الفنون بأثوابهن المطرزة السمسم على خشبة المسرح، برفقة الموسيقى التراثية بلوحة 'السمسم'، تلتها 'المحاورة'، التي أنهاها الفنان محمد اليعقوب الذي أخذ الجمهور إلى القدس بأغنية 'القدس تشرع'.

وأشعل مَشعل المسرح، سبقته لوحة موسيقية بعنوان 'رامناضول'، فتعالت الصيحات من أفراد الفرقة، الذين بادلهم الجمهور بالتصفيق والتشجيع، فزودوه بلوحة الحَجل، تلتها الدبكة الإستعراضية الجميلة 'هز الرمح'.

ومن لوحة 'غبيشي' الذي يأبى الحياد عن درب المقاومة، إلى الحب والنخوة، فطرقت الفرقة أبواب القطاع المحاصر في مقطوعة 'غزة'، التي وصلت نيران عدوان الاحتلال عليها إلى رام الله، فدبت الحماسة في الحضور مع لوحة 'علي نارك يا إبن شعلان'.

واهتز المسرح مع الألحان التراثية المتميزة ظريف الطول، تلتها ثورية 'دقيت الهجن'، وأثارت حماستها أغنية 'إن عشت فعش حرا' للموسيقار والفنان سميح القاسم، والتي أداها الفنان محمد اليعقوب بروعة على خشبة المسرح، لتختم الفرقة عروضها بلوحة 'فنونيات'.

خالد قطامش مدير الفرقة، قال: 'إن عروض فرقة الفنون الشعبية تلامس هموم الشعب ونضاله، وأن مثل هذا العرض 'للحرية نرقص' يؤكد أن المثقف جزء لا يتجزأ من مسيرة الشعب الفلسطيني للتحرر والاستقلال'.

وأضاف: 'لوحات اليوم هي لوحات ممزوجة بين الألحان التراثية القديمة، والألحان العصرية المستحدثة، تعرج على الفلاح في الحصاد، وعلى المقاوم في الثغور، وتلقي التحية على الأسرى والشهداء والجرحى'.

ولفت إلى أن العرض 'للحرية نرقص' الذي قدم منذ الصيف الماضي في العديد من المحافل، منها عرض في المغرب، وآخر في الصين، وتستعد الفرقة حاليا لتنفيذ عرض آخر في إطار فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية'.  

الجمهور كان شديد الحماسة في العرض، صفق وصاح وشجع، وكانت الحناجر سيدة الموقف، وهو ما أكدته الشابة مرام الصيفي والتي جاءت خصيصا من الأغوار لمشاهدة العرض بالقول: 'عروض فرقة الفنون الشعبية من أشد العروض التي تدلل على فلسطينية الأرض وعراقتها، إضافة إلى الرقي في التقديم والإخراج على كل المستويات'.

وأضافت: 'تأخذنا الفرقة إلى أعماق قضيتنا ومجتمعنا الفلسطيني، تعيدنا إلى الماضي الجميل بتراثياته وأصالته، وتحيينا الحاضر بجماله رغم ألمه ومعاناته، وتبشرنا بمستقبل يحافظ فيه الصغير على إرث الكبير'.

وهو ما أكدته الحاجة أم جمال، التي جاءت للتابع حفيدها الصغير وهو يرقص ويدبك على خشبة المسرح مع الفرقة، قائلةً: 'ما حدا بيقدر يوصف فرحتي اليوم، كنت خايفه إنه أغانينا راحت وانمسحت، وتراثنا راح، بس اليوم مبسوطة بهالصغار إلي شالوا الوطن وتراثه ع كتافهم'.

وأضافت: 'إشي كثير جميل إنك تشوف أغاني وأهازيج كنا نغينها زمان ونحفظها، موجودة لليوم، وإلي بيقدمها هم ولادنا وأحفادنا، مبسوطة فيهم، وبشكر كل واحد بيساعد إنه التراث يظل ويكبر وما ينتهي'.

وعن أكثر الأغاني تحريكا لمشاعرها قالت الحاجة أم جمال: 'حيد عن الجيشي يا غبيشي، أغنية غنيناها في الثمانينات، حتى قبل هيك بكثير، كنت أغنيها لولادي المطاردين، واليوم لما سمعتها حركت مشاعري وبكيت'.

ستة وسبعون راقصا وراقصة، قدموا بأدائهم الرائع عشرين لوحة فلكلورية فلسطينية، جسدوا خلالها مراحل من حياة الشعب الفلسطيني وثورته، دمجوا خلالها بين التراثي والعصري، وبين الفلسطيني والعالمي، فكان 'للحرية نرقص' رسالة فلسطينية في انتظار الحرية.

ـــــ

لا تتوفر نتائج حالياً