وضع متفجر صحيا وتعليميا بمخيم شعفاط... من يتحمل مسؤوليته؟

الخميس 04 نوفمبر 2010 09:40 م بتوقيت القدس المحتلة

وضع متفجر صحيا وتعليميا بمخيم شعفاط... من يتحمل مسؤوليته؟

 

دائرة شؤون اللاجئين - تقرير - راسم عبد الواحد

تدخل مخيم شعفاط، وسط القدس المحتلة، فتستقبلك أكوام النفايات المتراكمة والمتناثرة والمنتشرة في كل مكان، ولا يمكنك الترجل في المنطقة دون أن تضع كمامة على فمك لتجنب استنشاق الروائح الكريهة التي تملأ أجواء المنطقة وتزكم الأنوف، فضلا عن ضرورة تجنب الاقتراب من أرتال النفايات والقاذورات خشية من الجرذان والحشرات، وهي التي باتت مقيما دائما في هذه المنطقة.

وتزداد مشاكل النفايات تعقيداً حينما تشتعل فيها السنة النيران فتنبعث السموم والروائح الكريهة ويحملها الهواء الملوث لتصل كل بيت ومتجر وشارع وزاوية.

وكلما أوغلت في الدخول إلى شوارع المخيم كلما كبرت المصيبة؛ ليس من أكوام النفايات المتنائرة، بل من المياه العادمة 'مياه المجاري' التي تنساب في الطرقات والشوارع وبين التجمعات السكانية.

ولعل ما استوقفني كثيرا هو ذلك المشهد الغريب الذي يحوط مداخل المدارس داخل المخيم وتبرز فيه أكوام وأكوام من القمامة والأوساخ وما تُخلفه من أمراض اشتكى منها الأهالي طويلا.

وفي شوارع وطرقات المخيم وأزقته أطفال، غُيّبوا عن مدارسهم فكانت الشوارع ملاذهم الوحيد، وعائلاتهم ضاق بهم الأمر خشية على مصير أبنائهم من الإهمال والضياع والذين باتوا رهن طلبات ومطالب العاملين والإداريين.

هذه مشاهد لازمت المنطقة منذ إضراب العاملين بوكالة غوث اللاجئين، رغم أن محاولات كثيرة من إدارة المخيم واللجان الأهلية العاملة فيه تجري بين الحين والآخر للتخفيف من أكوام النفايات والتخفيف من آثار هذه الآفات والمشاكل وخشية استفحالها.. إلا أن المطلوب لا زال أكبر بكثير من الجهد المبذول.

السيدة زينات محمد موسى، من سكان المخيم، تقول إن الوضع أصبح لا يطاق، وأكدت أن أبنائها الثلاثة يضطرون للعب في الشوارع وبين أكوام النفايات وإنها اصطحبتهم للعيادات الطبية بعد أن ظهرت أعراض على جلدهم، وتؤكد أن إغلاق المدارس في ظل انتشار النفايات أمر ينذر بكوارث صحية وتربوية وتعليمية.

ويقول سعيد المغربي إن الأهالي حاولوا أكثر من مرة الاعتراض على الوضع القائم، كما قام طلبة المخيم بالتظاهر أمام مقر إقامة مديرة الوكالة بالشيخ جراح وتم تسليمها طلبات أهالي الطلاب إلا أن ذلك لم يثمر ولم يؤدي إلى أي نتائج.

وأعرب المغربي عن خشيته من ضياع التعليم على طلبة المخيم، لافتاً إلى أن الطلبة حتى لو عادوا إلى مدارسهم ستبقى الإضرابات والنفايات مشهدا يؤرقهم ويؤثر على نفسياتهم.

وأوضح المواطن عزمي عبد الرحيم أن عدد سكان المخيم ارتفع في السنوات الأخيرة بشكل غير طبيعي نتيجة الهجرات العكسية للسكان من الضواحي أجل الحفاظ على هويتهم المقدسية واثبات مركز الإقامة والحياة في القدس، الأمر الذي دفع بالكثير إلى بناء العمارات والإسكانات الضخمة دون التفات أي جهة للبنية التحتية التي لا يمكنها استيعاب المزيد من آلاف الشقق والسكان، مؤكدا أن ذلك فاقم من مشكلة النفايات وتصريف المياه العادمة وغيرها من نقصٍ في الصفوف المدرسية والعيادات الطبية وغيرها، ما يؤكد بأن المنطقة برمتها: المخيم وراس شحادة وشارع المخيم عناتا بحاجة ماسة إلى التفات المسؤولين وكل الجهات المعنية، فضلا عن ضرورة تحرك أهالي المنطقة ولجان تمثيلهم.

وبعيدا عن كل ذلك، وعلى مقربة من مدخل المخيم يجري العمل على قدم وساق من قبل سلطات الاحتلال لتدشين معبر عسكري هو الأكبر، ويشبه إلى حد كبير المعابر الدولية، وهو من شأنه مضاعفة معاناة السكان خاصة للذين يفكرون بتسجيل أبنائهم للتعليم في مدارس القدس، وما يترتب من معاناة أكبر على سكان المخيم في ذهابهم وإيابهم إلى أعمالهم في المدينة المقدسة.

ومخيم شعفاط يبقى شوكة في حلق الاحتلال، ويشكل مصدر قلق دائم لقادة الاحتلال لقرب المستوطنات منه من جهة، ولقربه من مركز المدينة من جهة ثانية، ولما يشكله ولجانه الوطنية من رافعة وطنية ضد الاحتلال وممارساته ومخططاته كثيرا ما ترجمها الشبان والفتيان والأطفال في مواجهات عنيفة ضد الاحتلال من جهة أخيرة، ما يستدعي تدعيم صمود سكانه وحل مشكلاتهم، خاصة البيئية والصحية والتعليمية والاجتماعية من قبل كافة الأطراف ذات العلاقة، وعدم السماح للاحتلال بالتفرد في العمل ضد المخيم ودوره وسكانه.

لا تتوفر نتائج حالياً