'العاشقين' تعيد الفلسطينيين إلى بيروت

السبت 13 نوفمبر 2010 07:44 م بتوقيت القدس المحتلة

'العاشقين' تعيد الفلسطينيين إلى بيروت

 

تقرير - علي عبيدات

أعادت فرقة العاشقين الفلسطينيين إلى عاصمة المقاومة بيروت، وقادتهم إلى قلب حصارها في الثمانينيات، وأشهدت العالم مرة أخرى على نضالات الشعب الفلسطيني الذي لايزال يناضل من أجل نيل الحرية وإقامة الدولة.

وكانت الفرقة التي تزور فلسطين للمرة الأولى على الموعد، وأشعلت حماسة جمهورها الذي قدر بالآلاف، وغصت به مدرجات وساحات قصر رام الله الثقافي، بالعديد من الأغاني التي حفظها عن ظهر قلب.

وبدأت الفرقة مخاطبة جمهورها بلغة العاشقين، التي طالما رددوها صغارا وكبارا، وغنوا معها الجراح من فلسطين، وراح حادي العاشقين يشدو بالألحان وينشر أبجديات الثورة الثقافية وسط الحضور.

وكان لأسرى الحرية حضور بأغنية جمع الأسرى جمع في معسكر أنصار، وزرعت الفرقة وقائدها الفنان حسين أبو علي عود اللوز الأخضر، وغنت له أهازيج الدلعونا وظريف الطول، وهبت عليه برياح الثورة.

ومن رام الله أرسلت العاشقين تحية إلى جبال النار، وأشهدت رام الله على بيروت، وأعادت الجمهور إلى أيام حصارها، والصمود الأسطوري الذي سطرته المقاومة الفلسطينية واللبنانية في وجه الغزو والعدوان الإسرائيلي.

وأشعلت الفرقة حماس جمهورها، واهتزت جدران المسرح عندما هبت النار والبارود غنى، وقدمت أغنية جديدة بعنوان 'الزيتون'، ومنها إلى مهيرتي فوق الجبل، وأعادت تشييع محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي عبر 'من سجن عكا'، لتختم أمسية العمر وتبقي جمهورها على موعد آخر.

ثلاثة وثلاثون فنانا، ما بين مغنٍ وعازفٍ وراقص، جاؤوا لقاء إعادة إحياء الفرقة بشقيها في سورية ولندن، فلسطينيون من مخيمات الشتات في سورية ولبنان، ولبنانيون وجزائريون وسوريون ومغاربة، كلهم كانوا في رام الله فلسطينيون.

وقال عضو الفرقة اللبناني فؤاد حمدان: 'مو مصدق إني أجيت ع فلسطين، هذا حلم عم نعيشه، أشعر اليوم بأني فلسطيني، وسط هذا الجمهور الكبير، الذي جدد البيعة للثورة وللعاشقين، وبث فينا روح العاشقين من جديد'.

ولم يكن تفاعل المغربي شفيق كوبتي أقل من زميله اللبناني فقال:'حسيت إني فلسطيني، إحساس رهيب، ووجودنا هنا كعرب إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين هي رسالة بأن فلسطين ليست قصية الفلسطينيين وحدهم بل العرب جميعا'.

بدورها عبرت عضو الفرقة السورية سمية جمعة عن سعادتها الكبيرة لزيارتها فلسطين، وقالت: 'هي مرة بالعمر الواحد بنبسط، فلسطين بلد الكل، شعور لا يوصف إطلاقا، والجمهور تفاعل معنا بشكل كبير جدا'.

وهو ما أشار إليه الفلسطيني من مخيم اليرموك، مدرب فرقة الدبكة فيصل دياب، بالقول:'إحساسنا كان لا يوصف ونحن في الطريق إلى الوطن، سعيد جدا بقدومي إلى فلسطين، إلى وطني، وحزين لأني سأغادره مرة أخرى'.

ورغم أن قائد الفرقة حسين أبو علي كان منهكا من الجهد واضطراب المشاعر في حضرة الوطن، إلا أنه عبر عن سعادته الكبيرة لوجوده في وطنه، مؤكدا على أن الكلمات لن تفي المشاعر حقها في وصف الحالة.

وحول إعادة إحياء الفرقة، قال رئيس مجلس إدارتها مالك ملحم:'تربينا على أغاني فرقة العاشقين ونحن صغار، عشقنا الأغاني، وظل عندي حلم بإعادة إحيائها، وبذلنا مجهودا كبيرا في إعادة تجميع أعضائها وتوحيدها'.

وأضاف:'اليوم هو يوم تاريخي للفرقة، أن تغني العاشقين لفلسطين ومن فلسطين، حلم راودنا طويلا، وها هو قد تحقق، وسادت الجميع مشاعر لا توصف سواء كانوا فلسطينيين أو عرب، فعلا هو حلم تحقق'.

وكان جمهور القصر على موعد استثنائي مع هذه الباقة الثورية الغنائية، فقاطع الفرقة مرارا بالهتاف والتصفيق، وراح يهتف معها 'بالروح بالدم نفديك يا فلسطين'، في رسالة للعالم بأن أبجديات الثورة لم تنته بعد.

وما أن فتحت الستارة حتى راح الجمهور يصفق ويصرخ، ويعيش حلم وجود العاشقين في أرض الوطن، يبادلها الهتاف، ويقضي معظم أوقات الأمسية واقفا، يردد الأغاني، ويسمع الألحان، التي حفظها منذ سنوات طويلة.

واختلطت مشاعر الحاضرين، واختلطت الدموع بالفرح، وراح كل يغني مع العاشقين بكل ما أوتي من قوة، فتعانقت الحناجر، وسقطت الحواجز، فالكل في حضرة العاشقين يغني للسلاح والثورة والمقاومة.

ولم تتمالك الحاجة أم سمير السيد نفسها وهي تردد مع العاشقين أغنية 'اشهد يا عالم'، وراحت تبكي بكل قوة، تحتضن حفيدها ابن السنوات الست، وتقول له: 'احفظ يا ستي، هذا هو اللحن الثوري لفلسطين'.

وقالت:'هذا يوم جميل في حياتنا كلنا، الكل متشوق يغني للثورة وللسلاح وللبارودة، إنت شايف كيف الناس عبت الكراسي، والناس إلي ما دخلت، هذا يعني إنه الثورة والعاشقين إلها مكانة كبيرة في قلوب الفلسطينيين'.

ليس بعيدا عن الحاجة أم سمير، كانت الشابة الجليلية إيمان حامد، والتي قطعت مسافات طويلة من أجل لقاء العاشقين تمسح دموعها، وتهتف بأعلى صوتها 'بالروح بالدم نفديك يا فلسطين'، وتغني لبيروت وعكا.

وقالت:'أشعر اليوم كأني أقاتل في بيروت، وأصرخ في وداع أبناء عكا، لم أكن قد ولدت بعد في انطلاقة العاشقين، لكني حفظتها وعشقتها مع كل حرف غنته لوطني فلسطين، لا أستطيع وصف مشاعري'.

من كل مكان جاؤوا من شمال الوطن وجنوبه، والتقوا جميعا على حب العاشقين التي حفظوا أغانيها، وجاءت اليوم إلى رام الله، لتغني لفلسطين من فلسطين، وستواصل عروضها في نابلس وبيت لحم وأريحا، قبل أن تغادر مجددا لتغني لفلسطين من الغربة والشتات.

لا تتوفر نتائج حالياً