من قتل مريم .. ؟! الفلسطيني في لبنان لا يملك شراء حياته

الجمعة 25 مارس 2011 09:39 م بتوقيت القدس المحتلة

من قتل مريم .. ؟!  الفلسطيني في لبنان لا يملك شراء حياته

 

دائرة شؤون اللاجئين -  (500) دولار أمريكي فقط هي من تحدد أن تعيش أو تموت !!! اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من المسؤول عنهم؟ ومن هو المتكفل برعايتهم الصحية ؟ هل هو الضمان الصحي اللبناني ؟ الهلال الأحمر الفلسطيني أم الأونروا ؟


بداية المأساة تحاكيها الطفلة مريم أكرم ذات العام الواحد والتي لم تكن تدري أنها ستموت على أبواب احد المستشفيات من اجل 500 دولار أمريكي هي فرق التحويل الذي حصل عليه الأب من قبل طبيب الأونروا حيث لا يعرف ماذا يغطى هذا التحويل في المستشفيات.


وبما أن والد الطفلة هو من معدومي الحال وقف عاجزاً أمام حالة طفلته المرضية.


وحسب ما تناقلته وسائل الإعلام اللبنانية المحلية، والتي أفرزت مساحة ليست بالبسيطة للحديث عن تلك الطفلة الفلسطينية اللاجئة، حيث أصيبت الطفلة بالتهاب رئوي حاد وارتفعت حرارتها بشكل كبير، ولجأ أهلها إلى المستشفيات المتعاقدة معها الأونروا في المنطقة ولكن لم يجدوا سريراً شاغراً في قسم العناية المركزة، فاضطر أهلها للاتصال بطبيب الأونروا المراقب في المنطقة، والذي حاول بدوره أن يؤمن لها سريراً شاغراً في المستشفى الحكومي في صيدا، ولم يوفق أيضاً في إيجاد المكان، فاضطر الأهل إلى اللجوء إلى مستشفى الراعي في صيدا، والذي رفض استقبالها إلا إذا دُفع مبلغ تأمين قدره 500 دولار أمريكي، وهذا المبلغ لم يكن متوفراً لدى الأهل بسبب حالة الفقر الشديد للعائلة فتوفيت الطفلة البريئة.


برنامج "حديث الوطن" الذي يبث عبر شبكة معا الإذاعية يعود بالسؤال من الذي قتل مريم ؟ ومن سيموت من اللاجئين بعد مريم ممن لا يمتلك 500 دولار للعلاج ؟ البرنامج الإذاعي سلط الضوء على معاناة العائلات الفلسطينية اللاجئة في مخيمات لبنان، باستضافة قائد المقر العام لمنظمة التحرير وحركة فتح في لبنان منير المقدح و مدير عام الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان د. محمد عثمان، في حين تم الحديث قبل البرنامج مع كل من القنصل الفلسطيني العام في بيروت محمود الاسدي، ومفوض العلاقات العربية والصين الشعبية في منظمة التحرير عباس زكي وعدد من مسؤولي المنظمة في العاصمة اللبنانية على أمل إكمال اللقاءات عبر شبكة معا للوصول الى حل نهائي لجميع القضايا الإنسانية والصحية.


بدوره أكد منير المقدح قائد مقر المنظمة في لبنان انه التقى برئاسة الاونروا هناك وتم مناقشة جميع الأمور الملحة.


وأضاف المقدح ان الاونروا تخصص مبالغ بسيطة فقط مقارنة مع التكلفة العالية التي يحتاجها أي مريض لتغطية نفقات علاجه، " حيث على سبيل المثال لا الحصر هناك شاب سقط من الطابق الرابع وتكلفة علاجه أكثر من 50 ألف دولار، الاونروا غطت فقط 200 دولار ومنظمة التحرير لا تستطيع أيضا إلا دفع مبلغ يتراوح ما بين 6000-8000 دولار أي 30% فقط.


وأشار المقدح الى ان المنظمة تعمل جاهدة وبكل مقدورها على مساعدة الفلسطينيين في لبنان وتقوم بدفع أكثر من 60% من المبلغ المستحق لكل حالة، " ولكن المنظمة وحدها غير قادرة، ونحن بحاجة الى مساعدة المنظمات الأهلية، وتوجهنا بالفعل الى العديد منها والى بعض رجال الأعمال الفلسطينيين في الداخل والخارج، والى بعض الشيوخ والمقتدرين في دولة الإمارات العربية".


وأردف المقدح قائلا :"ان العجز يتمثل في إغلاق كافة المقرات والمراكز التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني احتجاجا من العاملين فيها على تردي أوضاعهم وتدني الرواتب والأجور، "ولكن تم الحديث مع كافة الأطراف لإنهاء الإضراب وإعادة فتح المراكز وسيتم ذلك في اقرب وقت ممكن".


واختتم المقدح حديثه بالقول ان نسبة البطالة في مخيمات اللاجئين في لبنان وصلت الى 70%، وتابع انه تم الحديث مع الرئيس محمود عباس في جميع قضايا المخيمات، وبدوره قام الرئيس بالاجتماع مع مدير عام عمليات الاونروا في رام الله ويحاول حتى الآن الضغط عليهم من اجل تحسين الأوضاع والخدمات الطبية والإنسانية.


د. محمد عثمان مسؤول الهلال الاحمر الفلسطيني في لبنان، أشار الى ان احتياجات الشعب اكبر من طاقة الهلال الاحمر ومنظمة التحرير والاونروا حتى.


وأضاف عثمان ان الهلال الاحمر يتقاضى المخصصات المالية بشح كبير من خلال الصندوق القومي والمقر العام للهلال الاحمر في فلسطين وهناك اتفاق مع الاونروا لدفع بعض المخصصات للمرضى من خلالها للهلال، "لكن هذه مشكلة اكبر من التوقعات".


وناشد عثمان المجتمع الدولي والذي برأيه هو المسؤول عن النكبة الحالية التي يعيشها اللاجئون، وطالب الاونروا والمنظمة بتحسين الخدمات ورفع سقف الميزانيات من اجل حل المشكلة وعودة العمل في الهلال الاحمر الى طبيعته.


والسؤال الذي يطرح نفسه بعد وفاة "مريم"، هل سيبقى الفلسطيني ينشد شراء حياته؟ أم قد آن الأوان ليتمتع بهذه الهبة الإلهية؟

 

 

لا تتوفر نتائج حالياً