الحاج زيد.. لم ييأس ويواصل نضاله لحماية أرضه

الثلاثاء 29 مارس 2011 09:41 م بتوقيت القدس المحتلة

الحاج زيد.. لم ييأس ويواصل نضاله لحماية أرضه

 

تقرير اخباري - نزلة الشيخ زيد (جنين) - رنا خلوف

لا يتعدى سكان قرية نزلة الشيخ زيد القريبة من بلدة يعبد شمال الضفة الغربية 1000 نسمة، ولا تزيد مساحتها عن 3 آلاف دونم، لكن ذلك كله لم يجنّبها هجمات الاحتلال، الذي استهدفها بمشاريعه الاستيطانية، وخنقها بجداره العنصري.

ويطلق على نزلة الشيخ زيد اختصارا نزلة زيد وهي إحدى قرى محافظة جنين، وسميت بذلك نسبة إلى الشيخ زيد الكيلاني الثاني، وتقع على بعد 3 كلم شمال بلدة يعبد، وفي أحراشها استشهد الشيخ عز الدين القسام، وتخضع للاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، وتقع حاليا في المناطق المصنفة إسرائيليا (C).

وتعكس قصة الحاج تيسير زيد (69 عاما) في الدفاع عن أرضه والصمود فوقها، حال القرية بأكملها ومعها جيرانها من القرى الأخرى.

وبدأت معاناة الحاج تيسير وعائلته جراء ممارسات الاحتلال، عندما أقدم مستوطنون قبل 26 عاما على شق شارع استيطاني في أراضيه البالغة مساحتها 30 دونما، من مجموع الأراضي التي استصلحها وزرعها، والتي تبلغ مساحتها 360 دونما.

وقال الحاج تيسير في حديث لــ'وفا': 'في ذلك الوقت شرع المستوطنون بوضع علامات على الأرض لشق الشارع الاستيطاني، وقد أزلتها في محاولة لمنع المستوطنين من إتمام شق الشارع'.

وأضاف: 'مرّت السنون وعاد الاحتلال مرة أخرى، ليستولي على الأرض لكن هذه المرة بعزلها داخل جدار الفصل العنصري، وحرماني من دخولها إلا بواسطة 'تصريح'، يصدر وفق إجراءات تعسفية وتعجيزية، رغم أنها لا تبعد عن منزلي سوى عدة أمتار'.

الحاج تيسير لم ييأس ولم يصب بالإحباط، وواصل نضاله من أجل حماية أرضه، وأصر على دخولها وفلاحتها حتى لو كان ذلك من خلال 'تصريح'، بل إنه عمل ليل نهار لاستصلاح 67 دونما إضافية إلى جانب أرضه وزرعها بالتبغ.

معاناة الحاج تيسير لم تتوقف عند هذا الحد، ففي رمضان عام 1995، حاولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وضع يدها على قطعة أرض ثانية تعود ملكيتها للحاج تيسير، وتبلغ مساحتها 31 دونما.

ويقول: 'في ذلك اليوم حاول جنود الاحتلال إخراجنا من الأرض بالقوة، ما دفع شقيقي سعيد وياسر للتصدي لهم، فتعرضنا للاعتقال وصدر بحقي حكما بالسجن لمدة أربع سنوات، لكنني خرجت من السجن بعد أن وكّلت السلطة محاميا للدفاع عني'.

وأضاف 'بعد أن خرجت من السجن، عدت إلى فلاحة الأرض وزراعتها بأشجار الزيتون، لكن فرحتي لم تكتمل بالعودة إلى الأرض، فبعد عام تقريبا عاد جنود الاحتلال واقتلعوا جميع أشجار الزيتون، إلا أنني لم استسلم وزرعتها مرة ثانية وثالثة..وسأزرعها ما حييت'.

نضال الحاج تيسير للدفاع عن أرضه استمر لعدة سنوات دون كلل أو ملل فكلما اقتلع جنود الاحتلال أشجار الزيتون من أرضه، عاود زراعتها، وكلما استولت سلطات الاحتلال على أرض تعود له استصلح أرضا جديدة وزرعها.

من جهته، اعتبر رئيس لجنة نزلة الشيخ زيد، سعيد زيد، القرية من أكثر القرى التي تضررت جراء الجدار العنصري، إلى جانب قرية عانين غرب جنين، مشيرا إلى أن الجدار قطع الأراضي الرعوية بين القريتين بمساحة 5 آلاف دونم، والتهم ثلث الأراضي الزراعية التي تبلغ مساحتها  3000 دونم، ما أدى إلى القضاء على الثروة الحيوانية، وحرمان عشرات المواطنين من الدخول إلى أراضيهم الزراعية التي تعد مصدر رزقهم الوحيد.

لا تتوفر نتائج حالياً