أطفال فلسطين ..حرمهم الاحتلال دفء العائلة وطعم الحرية

الثلاثاء 05 أبريل 2011 10:30 م بتوقيت القدس المحتلة

أطفال فلسطين ..حرمهم الاحتلال دفء العائلة وطعم الحرية
 
تقرير إخباري - نابلس - نجاة البكري
التقت الطفلة ياسمين (12 عاما) والمقيمة في أوكرانيا، مع شقيقتها غزالة (10 أعوام)، وجدتها المقيمتان ببيت لحم، في رواق سجن إسرائيلي، لتزورا والدتهما الأسيرة إيرينا سراحنه (أوكرانية الأصل) والمحكوم عليها بالسجن ثلاثين عاما بعد اعتقالها في 22/5/2002.

يوم 16/3/2011 تاريخ لن تنساه الأم القابعة خلف جدران المعتقل كونه يسجل أول لقاء لها مع طفلتها ياسمين بعد تسعة سنوات من الاعتقال، لترى ابنتيها مجتمعتين أمام ناظريها؛ هذا التاريخ ستذكره أيضا شقيقتها غزالة التي رغم غياب اللغة المشتركة بينهما تمكنتا من اللقاء واللعب معا والتخاطب بلغة الإشارة ولو لفترة لم تتجاوز اليومين، ويعود الفضل فيها لجهود 'جمعية نساء من أجل الأسيرات'.

المستشارة القانونية للجمعية المحامية تغريد جهشان تقول 'لم يقتصر حرمان ياسمين وغزالة من رباط أسري بحكم رضوخ الأب للسجن لمدة 6 مؤبدات و(45 عاما)، واعتقال الأم، وإنما امتد لتفصل بينهما الحدود ولتتدخل مترجمة حتى يتبادلا حوارا أشمل حدده الزمان الذي قررته سلطات الاحتلال في الجمع بينهما لرؤية والدتهما'.

تشابهت ظروف الطفل جهاد عشه (15 عاما) من نابلس، وشقيقته سماح (12 عاما) بالطفلتين ياسمين وغزالة إذا ما نظرنا إلى غياب والديهما عنهما لخضوع والدتهما إيمان الغزاوي المعتقلة منذ 8/3/2001  لحكم امتد لـ13 عاما، في حين يخضع الأب شاهر بركات عشه لـحكم بالسجن لمدة  18 عاما، ليقيم الطفلين في بيت الجد من ناحية الأب بمدينة نابلس.

قالت إحدى قريبات الطفلين إن الطفل جهاد ترك مقاعد الدراسة ليلحق بمشغل خياطة بالمدينة رغم صغر سنه، وللطفلين معاناة خاصة بهما حيث يضطرا لتقاسم زيارة والديهما، ليزور كل منهما أحد الوالدين غير مجتمعين.

وأضافت أنهما كانا يجدان صعوبة في الانتظام في زيارة والديهما في البداية لمنع جدتهما من مرافقتهما فتضطر الأخيرة إلى البحث عمن يرغبون من أهالي الأسرى في مرافقتهما بحكم أنهما طفلين لا يمكن لهما أن يتحملا عبء الطريق ومساءلة الجنود الإسرائيليين الذين سيعترضون طريقهما سواء كان على الحواجز أو على بوابة المعتقل.

لن يكون وضع راما وربى ورامي ورأفت وريم وريناد أفضل حالا لغياب والدتهما ابتسام عبد عيساوي التي تم اعتقالها في 23/10/2000  حين كانت صغيرتها ريناد لا تبلغ من العمر إلا 6 أشهر، وابتسام تخضع  لـحكم يمتد لـ15 عاما.

أما الأطفال ساندي ومحمد ورأفت ودنيا أبناء قاهرة السعدي (34 عاما) من جنين والمحكوم عليها بـالسجن 3 مؤبدات و30 عاما، فقد انتهى بهم المطاف إلى ملجأ الأيتام حين كانت ساندي لا تبلغ من العمر إلا 9 سنوات في حين لا تبلغ دنيا من العمر حين اعتقلوا والدتها 3 سنوات، فاعتقال الوالد ولحاق الوالدة بزوجها بالمعتقلات الإسرائيلية لم يكن بالأمر الهين عليهم خاصة وأنهم لم يجدوا ما يخفف مصابهم ما عدا ذلك اللقاء الذي جمعهم بوالدتهم بعد ستة أشهر من اعتقالها لتعبر لهم عن حبها الشديد واشتياقها لهم وتهون عليهم ما حل بهم من فراق وتشتت رغم إلحاحهم الشديد عليها بالعودة غير مدركين أن السجان الإسرائيلي لا يتقن إلا لغة القوة والبطش.

وأشار آخر تقرير لنادي الأسير أن 7 أمهات من ضمن 36 أسيرة يقبعن خلف جدران المعتقلات الإسرائيلية ويتواجدن في سجني هشارون والدامون، من بينهن أيضا لطيفة أبو ذراع وكفاح قطش وحنان حموز.

ومن الأطفال من شارك الكهول طعم الاعتقال ولم ينجو من بطش جلادهم ومغتصب أرضهم، ليحرم من جهته دفء الأسرة وأدراج المدرسة؛ وبحسب آخر تقرير صدر عن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال بتاريخ 23/3/2011، فإن هناك 221 طفلا أسيرا يقبع في السجون الإسرائيلية.

وإذا ما توقفنا عند نابلس، فهناك من أبنائها الأطفال من يشارك رفاقه في المعتقل ويخضع إلى أسوأ الظروف منها عدم توفر البيئة الملائمة لسنهم لتواجدهم مع الأسرى الكهول أمر تمنعه اللوائح الدولية، ومن بين هؤلاء بسام النصر (17 عاما) طالب توجيهي من بيت فوريك اعتقل بتاريخ 7/11/2010 بتهمة إلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين.

وتقول والدته 'أنه لم تتم محاكمته بعد، ولدى زيارتها الأولى والوحيدة له في سجن مجدو، لاحظت أن حالته الصحية ليست بخير، وأنها ترغب أن يغادر ابنها جدران المعتقل ليتمكن كغيره من زملائه في الدراسة من التقدم لامتحان التوجيهي'.

رئيس مجلس قروي عورتا قيس عواد، أوضح أنه خلال المداهمات الأخيرة للقرية، قامت سلطات الاحتلال باعتقال عشرة من الأطفال، وأبقت على اثنين منهم من طلبة التوجيهي وهم أحمد معن عواد (16 عاما)، وحكيم مازن عواد (17 عاما) في أقبية التحقيق.

مؤسسة التضامن الدولي، أكدت في آخر تقرير لها، أن احتجاز الأطفال بين المعتقلين الكبار والجنائيين يعتبر مخالفة لنص المادة '76' من اتفاقية جينيف الرابعة لعام 1949، وبهذا تطالب المؤسسة الإسرائيلية باحترام الاتفاقيات الدولية والإفراج الفوري عن الأطفال الفلسطينيين من سجونها.

لا تتوفر نتائج حالياً