خيرية وهدان.. حنين لـ 'زرعين' وألم لا يبارح الذاكرة

الأحد 22 مايو 2011 07:11 م بتوقيت القدس المحتلة

خيرية وهدان.. حنين لـ 'زرعين' وألم لا يبارح الذاكرة

تقرير - رنا خلوف

دائرة شؤون اللاجئين - ما زالت ذاكرة السبعينية الحاجة خيرية وهدان تختزن التفاصيل الدقيقة لقريتها زرعين، إذ إنها كانت فتية وابنة 12 عاما يوم حدثت النكبة.

تعيد ذاكرتها 'المتفتحة' عجلة التاريخ إلى الوراء بنبرة أسى وحنين:' كنا أسرة مكونة من خمسة أفراد، أبي وأمي وأخوين، نعيش حياة هادئة بسيطة، حياة الفلاحين البسطاء، نفلح أرضنا ونعتاش من مواسمها، وحين لا تواتينا المواسم، كان والدي يذهب للعمل بمدينة عكا'.

السنين الطويلة لم تفلح في أن تنسي الحاجة خيرية (75 عاما) حجم الفجيعة والألم التي لحقت بالعائلة بعد تشريدها ومئات العائلات الأخرى من قريتها وقرى مجاورة، بفعل عصابات الهاجانا الإسرائيلية، وتقول: 'حاول المحتلون إخفاء معالم جريمتهم، بجريمة أخرى، وقاموا بنسف بيوت قريتنا التي لم يبق منها سوى معالم بسيطة لعين الماء والمسجد'. لافتة أنها تستقوي على معاناتها المستمرة منذ ثلاثة وستين عاما، بأملها الكبير في العودة، وأضافت ' أننا نعيش بأجسادنا في المخيم لكن عيوننا تنظر إلى هناك.. إلى زرعين'.

في تلك الليلة السوداء التي لن أنساها ما حييت، تقول خيرية، هاجمت العصابات الصهيونية، بلدتنا وهددتنا بالقتل الجماعي، على غرار الجريمة التي نفذتها تلك العصابات بدم بارد في دير ياسين، لإجبارنا على الرحيل عن أرضنا.

وتابعت وهدان التي تعيش مع أبنائها وأحفادها في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة: 'تعرضت قريتنا لهجمات العصابات الصهيونية مرات عدة، لكن رجال القرية وجيش الإنقاذ بقيادة المرحوم فوزي القاقجي الذي جاء من سوريا لمساندتنا، قاوموا هذه العصابات بإمكانياتهم البسيطة، ونجحوا في ردعهم وطردهم، وفي إحدى ليالي شهر أيار بينما كانت سنابل القمح تموج في سهل زرعين مبشرة بموسم جيد، عاودت العصابات اليهودية هجومها على البلدة بالأسلحة والدبابات، وجرت معركة غير متكافئة حتى طلوع الفجر، وتمكن الغزاة من دخول القرية، وقاموا بطرد ألأهالي ونقلهم بالشاحنات وألقت بهم خارج القرية.

وتقول وهدان في سياق سيرة ترحيلها من قريتها زرعين إن والدها لحق بها وأفراد العائلة عند أقاربهم في الجلمة شمال مدينة جنين، ومن هناك انتقلت إلى منطقة جنزور جنوب غربي جنين، ثم إلى مخيم جنين حيث ما زالت تقضي بقية العمر.

وتتشابك حكاية الحاجة خيرية مع حكايات كثيرة لمواطنين يقطنون في مخيم جنين ومحيطه، ومنهم الحاج محمد الرشيد (80عاما) من قرية زرعين أيضا، والحاجة رسمية خليل النعجة (70عاما) من قرية سولم، الذين لا يزال حتى اللحظة الدفيئة شبح المجازر الإسرائيلية تطاردهم، وتشعل في ذاكرتهم المتقدة حتمية عودتهم وأبناءهم، مهما طال الزمن أو قصر.

لا تتوفر نتائج حالياً