بدو 'أم الخير' وماشيتهم في صراع مستمر مع الاحتلال ومستوطنيه

الخميس 09 يونيو 2011 07:10 م بتوقيت القدس المحتلة

بدو 'أم الخير' وماشيتهم في صراع مستمر مع الاحتلال ومستوطنيه

 

الخليل – جويد التميمي.

دائرة شؤون اللاجئين - يصارع رعاة الماشية وسكان خربة 'أم الخير' جنوب شرق يطا أقصى جنوب الخليل، قسوة الحياة ومشاقها، بصمود باهظ الثمن، في وجه الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه المتطرفين المدججين بالسلاح. ويواجه الرعاة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه بصدور عارية، حفاظا على أراضيهم من المصادرة والسلب، كما فعل سابقا مستوطنو مستوطنة 'الكرمل'، وها هم جنود الاحتلال ومستوطنوه يمنعون اليوم، بدو 'أم الخير' من رعي أغنامهم وإبلهم في أراضيهم  بدعوى أنها مناطق عسكرية مغلقة.

المواطن معتصم الهذالين الذي يقطن خربة أم الخير قال: إن مستوطني مستوطنة 'الكرمل' التي تحيط بخربتهم، منعوا السكان من الوصول إلى آبار مياههم ورعي ماشيتهم وهددوهم بالقتل، ما خلق حالة من الخوف بنفوق ماشيتهم، في ظل تزايد ارتفاع درجات الحرارة.

وأضاف: 'نحن هنا في أقصى جنوب الخليل، سنبقى صامدين في أراضينا، ولن ترهبنا هذه الاعتداءات، ولكن على المؤسسات الحقوقية الدولية أن تساعدنا، من أجل أن نحافظ على ماشيتنا، وأقول: 'لو غابت عنا مؤسسات حقوق الإنسان، فعلى مؤسسات حقوق الحيوان، أن تأتي إلى هنا وتنظر، كيف يرغم الاحتلال أغنامنا وإبلنا على البقاء في حظائرها'.

وذكر عيد الهذالين (26عاما) أن جنديا إسرائيليا ركل 'عنزة' له عدة مرات ما أدى إلى نفوقها، فيما رشق قطيع من مستوطني المستوطنة المذكورة، أغنامنا وإبلنا وحميرنا بالحجارة، أثناء محاولتهم إخراجها للرعي جنوبا، بالالتفاف على موقع تواجد جنود الاحتلال ومستوطنيه.

وأردف الهذالين قائلا: 'إن حياتنا نحن البدو القاطنون في مسافر يطا أصبحت صعبة ولا تطاق، بسبب تواصل اعتداءات المستوطنين علينا وعلى ماشيتنا، كما أن أطفالنا لا يستطيعون اللعب في كثير من الأحيان، حتى أمام مساكننا، فنحن أصبحنا في حيرة من أمرنا'.

وأشار إلى أن جميع البدو في خربته المذكورة يعتاشون من تربية الماشية ومنتجاتها، وهي ليست بالكبيرة، إنما هي من أجل أن تستمر حياتنا البسيطة والمعروفة للجميع، فنحن لسنا أصحاب رؤوس أموال أو حقوقيين، والمتعلمون منا قلة، لذلك على المؤسسات الحقوقية النظر إلينا بعين الرحمة ومساعدتنا، لرفع أذى هؤلاء المستوطنين، ونستمر في رعي أغنامنا وسقيها من آبارنا الموجودة في منطقتنا، والتي يدعي الاحتلال إغلاقها عسكريا، ولا يسمح لنا بالتحرك فيها، فيما يسمح للمستوطنين التواجد والتحرك فيها كيفما يشاءون.

وقال رئيس بلدية يطا زهران أبو قبيطة: يهدف الاحتلال ومستوطنوه من ذلك، التضييق على هؤلاء البدو ودفعهم إلى الرحيل عن مسافر يطا وخربتهم المذكورة، التي توارثوها جيلا بعد جيل، ما سيجعل تمدد مستوطنة 'الكرمل' التي أقيمت على أراضي المواطنين عام 1984 أمرا سهلا، وستسرق بذلك مزيد من أراضي المواطنين العزل'.

وأضاف لـ'وفا': استطعنا في بلدية يطا أن نعزز صمود سكان هذه الخربة، من خلال وصلها بشبكة الكهرباء، حيث تم توصيل الكهرباء لهم قبل شهر تقريبا، كما توجد شبكة للمياه، إلا أنها لا تفي بحاجتهم المطلوبة، فالمستوطنون كثيرا ما يغلقونها ويقطعون الماء عن أهالي الخربة وغيرها من الخرب المجاورة.

وطالب أبو قبيطة، المؤسسات الدولية بدعم هؤلاء البدو، من خلال إنشاء مدارس لتعليمهم وشق الطرق الزراعية وغيرها، ليتمكنوا من الثبات في أرضهم.

كما طالب الجمعيات الزراعية والتعاونية، بتقديم مساعدات مادية وأعلاف لرعاة الماشية في الخربة، للمحافظة على هذه الثروة الحيوانية من الضياع.

وثمن تحدي المواطنين للاحتلال ومستوطنيه وحفاظهم على أراضيهم، ومواجهتهم بطش المستوطنين وظلم جنود الاحتلال، مؤكدا أنهم سوف يبقون القوة القاهرة لهؤلاء اللصوص المارقين، وإنه 'لا يضيع حق وراءه مطالب'.

لا تتوفر نتائج حالياً