استحقاق أيلول يثير 'حربا باردة' بين الفلسطينيين والإسرائيليين

الأربعاء 15 يونيو 2011 07:59 م بتوقيت القدس المحتلة

استحقاق أيلول يثير 'حربا باردة' بين الفلسطينيين والإسرائيليين

 

تقرير اخباري - قد تبدو الأمور هادئة، لكن ثمة صراع و'حرب باردة' تدور رحاها بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حول 'استحقاق أيلول'، وهو موعد التوجه إلى الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967.

وفيما يرى الفلسطينيون في استحقاق أيلول خطوة قانونية وتنسجم تماما مع القانون الدولي، يقول الإسرائيليون إن التوجه للأمم المتحدة 'خطوة أحادية الجانب'، وإن المفاوضات المباشرة هي السبيل الوحيد لاستئناف عملية السلام المتعثرة، وإن أي قرار من المنظمة الدولية من شأنه أن يعرقل عملية السلام.

وقالت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي،إن إسرائيل تشن حملة دعائية سياسية ودبلوماسية كبرى، لإضعاف الموقف الفلسطيني، وتقديم رواية كاذبة للعالم، وتحاول إقناع هذه الدول، ليس فقط بالامتناع عن التصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، بل التصويت ضد ذلك.

وأضافت: 'إسرائيل تحمل رواية كاذبة وتحاول ترويجها في العالم'، مشيرة في هذا الصدد إلى  جولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوروبا، وكذلك التوجه للدول الإفريقية لثنيها عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأكدت عشراوي أن 'التوجه للأمم المتحدة خطوة شرعية، وأن ما تقوم به إسرائيل على الأرض أعمال أحادية تتناقض مع القانون الدولي، وتنكر للاتفاقيات والالتزامات'.

وقالت 'علينا توحيد مواقفنا وتوضيحها للمجتمع الدولي بكل الطرق المتاحة، ويجب التشبيك مع المجتمع المدني والمنظمات المتضامنة معنا في الدول الكبرى لما لهذه المؤسسات من تأثير على الحكومات'.

وتعتقد عشراوي أن 'الدور الرسمي في هذا الصدد ما زال دون المستوى المطلوب، باستثناء الخطوات التي يقوم بها الرئيس ووزير الخارجية، داعية إلى وضع خطة متكاملة واستثمار الكفاءات، لفرض رؤيتنا وخطابنا، فنحن أصحاب حق، وملتزمون بالقانون، وعلينا تغيير النظرة إلينا في المؤسسات الدولية'.

وأشارت إلى أن إسرائيل تخشى من تراكم النجاح الفلسطيني على المستوى الدولي، لأن ذلك يقف في وجه طموحاتها التوسعية.

وقالت 'إن نجاحنا في الأمم المتحدة يمكّننا من دخول المنظمات الأممية، والوصول للمحاكم والوكالات التابعة للأمم المتحدة، ويصبح صوتنا أعلى، وقوة تأثيرنا أكبر، وحجتنا أقوى من ناحية الأراضي المحتلة وتعريفها، كما يمكّننا من وضع حدّ للخطاب الإسرائيلي المراوغ'.

وحول ما إذا كانت المبادرة الفرنسية الأخيرة محاولة للالتفاف على استحقاق أيلول، قالت عشراوي: 'أعتقد أنها محاولة لإعطاء نتنياهو فرصة أخيرة'، مشيرة إلى أن أوروبا تحاول لعب دور أكبر في المنطقة، لكن الولايات المتحدة لن تسمح لها بذلك'.

وكان نتنياهو جدد الإثنين الماضي في روما، معارضة إسرائيل لأي محاولة للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية. وقال 'إن المفاوضات المباشرة هي السبيل الوحيد لاستئناف عملية السلام المتعثرة'.

وأضاف في مؤتمر صحفي 'السلام سيأتي من خلال المفاوضات فقط. سيكون سلاما من خلال التفاوض، لا يمكن فرضه من أي قوة كانت، ولا من خلال قرارات منحازة للأمم المتحدة.'

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات: عندما نذهب لطلب عضوية دولة فلسطين على حدود 1967، نرتكز على القانون الدولي والشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام، وعلى كل دول العالم مساندتنا به، وآن الأوان لعودة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا'.

وأضاف في مؤتمر صحفي بالقاهرة اليوم الأربعاء، 'عندما نسمع نتنياهو يوافق على حل الدولتين ووقف الاستيطان، سيصار إلى استئناف المفاوضات، ولا يمكن للمفاوضات بعد عشرين عاما أن تصبح هدفا بحد ذاتها دون أن تأتي بالنتائج المرجوة منها'.

ويؤكد المحلّل السياسي طلال عوكل أهمية التوجه للأمم المتحدة في أيلول، ويرى أن أفق التسوية مغلق خلال العامين أو الثلاثة المقبلة، وخاصة مع استحقاقات الانتخابات الأميركية والإسرائيلية.

وقال إن إسرائيل تسخّر كل إمكانياتها السياسية والدبلوماسية لإفشال الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة وتجنّد الولايات المتحدة لهذا الغرض، وفي ذات الوقت تقوم بخطوات أحادية على الأرض من استيطان واستيلاء وتهويد وتهديد.

وفي مسعاها لتجنيد أكبر عدد ممكن من الدول وضمها لصفوف المعارضين لخطوة الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، وضعت الخارجية الإسرائيلية خطة أرسلت تفاصيلها لسفرائها في الخارج، وأعلنت إلغاء الإجازات خلال سبتمبر، استعدادا للمواجهة الدبلوماسية المحتملة، وفق ما ذكرته صحيفة 'هآرتس' العبرية.

وكشفت الصحيفة أن مدير عام وزارة الخارجية كتب للسفراء: 'الهدف الذي قررناه هو الوصول إلى الحد الأقصى من عدد الدول التي تعارض خطوة اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية'. وأضاف 'الهدف هو أن تصوت الدولة التي تخدمون فيها ضد الاعتراف بدولة فلسطينية. على خطتكم أن تتضمن توجها الى أعلى المستويات السياسية، وممارسة مضاعفات القوة ذات الصلة، واستخدام وسائل الإعلام، والتأثير على الرأي العام المحلي والإعلام الدعائي تجاه الجماهير المستهدفة ذات الصلة'.

وتابع 'علينا تنفيذ اتفاق المصالحة بسرعة، وترتيب بيتنا الداخلي، وعلينا التوجه إلى الجامعة العربية ولجنة المتابعة، لدعمنا في إنجاح استحقاق أيلول وتوسيع التضامن الدولي معنا، لأن الوقت يمر بسرعة، ونحن مقبلون على تحديات كبرى'.

وقال عوكل 'حتى لو لم ننجح في إقناع الأمم المتحدة بالاعتراف بالدولة، فإننا على الأقل سنصل إلى نتيجة تقول إن أغلبية دولية مع الحق الفلسطيني، وهذا بحدّ ذاته مكسب سياسي يؤسس لمكسب قانوني مسقبلا'.

لا تتوفر نتائج حالياً