'أم البدوي' وصابونها الكروي

الإثنين 27 يونيو 2011 10:40 م بتوقيت القدس المحتلة

'أم البدوي' وصابونها الكروي

 

نابلس - نجاة البكري

 

دائرة شؤون اللاجئين - من بقايا صابون مبشور أو قطع صابون غير جافة استغنى عنها صانعوها، تشكل منى سليم 'أم البدوي'، في الخمسينيات من العمر، كرات صابون معطرة وبرائحة الزيت، بعضها بيضاء وأخرى ملونة وبأشكال مختلفة.

تروج 'أم البدوي' منتجها هذا في السوق المحلّية حتى تساعد أسرتها، المكونة من خمسة أبناء وزوج، في وقت يصعب على زوجها العثور على عمل ثابت.

خلال الانتفاضة الأولى عام 1989 كانت نابلس تخضع كغيرها من المحافظات الفلسطينية للإضرابات المتكرّرة ولحصار قوات الاحتلال لها، حينها قررت 'أم البدوي' أن تساهم في تحسين أوضاع أسرتها بجانب زوجها حتى تلبي حاجة أبنائها وما يتطلبه البيت من احتياجات دائمة.

تقول السيدة لـ'وفا' عن عملها:'نلجأ إلى مصبنة طوقان ونأخذ منها الصابونة المبشورة البيضاء أو تلك التي لم تجف، وأشكلها بيدي على شكل كرات بأحجام مختلفة بعد أن أعجنها بماء دافئ وأضيف عليها من ماء الفل أو الياسمين، إذا رغبت في تشكيل كرات ملونة أضيف صبغة للخلطة، وأحيانا  تكون حسب رغبة صاحب الطلب، فمنهم من يريد صابونا ملونا ومنهم من يريده معطر وآخرون يفضلون رائحة الصابون الطبيعية'.

وعن تصنيع هذا النوع من الصابون، تستخدم أم البدوي علبة رب بندورة صغيرة الحجم لبرش الصابون فيما تخصص أواني معينة للعجن، وبعد تشكيل الصابون تضعه في زاوية من المنزل لمدة أسبوعين حتى تجفّ ثم توزعها في سلال  قش أو بلاستيكية صغيرة وأخرى متوسطة الحجم، وبهذا تكون جاهزة للبيع.

تشير 'أم البدوي' إلى أنه في الفترة ما بين 1989 والتسعينات، كان زوجها يوزع منتجها في الصيدليات ومحلات العطارين أو البقالات ويبيع القطعة بـشيقلين إثنين، أما مع تحسين شكل الصابون الذي تصنعه وبتقديمه في سلال، أصبحت تبيع سلة بداخلها خمس قطع بـ35 شيقل.

تقول:'للبحث عن سوق واسعة، توجهت إلى المركز الثقافي الفرنسي وحدثتهم عن صنعتي، فرحبوا بالفكرة وعرضوا منتوجاتي خلال السنوات ما بين 2000-2002، وقد تحسن الطلب على عملي بعدها، خاصة من الأجانب، وفزت بطلبية تضمنت 200 قطعة مشكلة ما بين الكرات العادية ومنها الملونة إلى جانب مسابح من الصابون تستخدم لتزيين البيوت كانت من نصيب زوار ألمان، وخلال عام 2003 إلى 2008، تمكنت من ترويج الصابون في 'مول' نابلس وفي عدد من المعارض للصناعات التقليدية والحرف'.

شاركت أم البدوي في عدة برامج في عدد من الجمعيات الأهلية في مدينة نابلس لترويج صناعتها، من بينها برنامج 'الحد من البطالة' وذلك منذ ثلاث سنوات مع مكتبة البلدية وعلمت مهنتها للعديد من الفتيات، كما أشارت إلى أنها استفادت من البرنامج في تطوير هذه الصناعة التقليدية، فقد بدأت في صنع مسابح بأحجام وألوان مختلفة منذ عام 2005 والتي وجدت رواجا.

تقول إن الكثير يطلب منها منتوجها لتقديمه كهدايا في مناسبات اجتماعية مختلفة، وتحلم في أن تروّج بضاعتها في دول لبنان وسوريا.

علمت 'أم البدوي' مهنتها لأبنائها الذين يساعدونها في حال جدّ العمل حين يزداد الطلب على صابونها، وقد بدأت منذ ثلاث سنوات في تصنيع الصابون العلاجي بالقزحة والعسل مسايرة لطلب السوق.

يشار إلى أن نابلس تشتهر بصناعة الصابون والحلويات سيما 'الكنافة'، وقد شكلت تلك الصناعات جزء من هويتها، ويرجع التاريخ ومؤرخوه صناعة الصابون في نابلس إلى أكثر من ألف عام؛ فوفرة زيت الزيتون كان السبب الرئيسي في توفير بيئة مناسبة للحفاظ على هذا المنتج في نابلس، حتى إنه اقترن باسمها 'الصابون النابلسي'.

لا تتوفر نتائج حالياً