العواصف الشتوية تجلب المآسي والخسائر للاجئي فلسطين في أرجاء المنطقة

الثلاثاء 27 يناير 2015 11:29 ص بتوقيت القدس المحتلة

العواصف الشتوية تجلب المآسي والخسائر للاجئي فلسطين في أرجاء المنطقة


العواصف الشتوية تجلب المآسي والخسائر للاجئي فلسطين في أرجاء المنطقة

تقرير : لوكالة الغوث

دائرة شؤون اللاجئين - 27/1/2015 - "إن الحياة في مخيم للاجئين في الشتاء تعكس كارثة حياة اللاجئين في العالم، يقول أبو أحمد مضيفا بالقول "ملاجئ مكتظة بلا تهوية وبطالة وانعدام الأمن". ويبلغ أبو أحمد 52 عاما من العمر، وهو يعيش في مخيم طولكرم في شمال الضفة الغربية. وقد فجع مجتمع المخيم في الأسبوع الماضي بوفاة الرضيع سراج الذي كان يبلغ الشهر الرابع من العمر فقط جراء اندلاع حريق في إحدى المنازل. وكانت بداية الحريق في غرفة سراج، وكان سببه على الأرجح المدفأة التي وضعت في الغرفة للمحافظة على دفء الرضيع. "لقد كان الدخان كثيفا لدرجة أننا لم نستطع العثور على الطفل، وفي الوقت الذي تمكنا فيه من العثور عليه، كان الوقت متأخرا جدا"، يقول والد سراج.

إن هذا الحريق الذي اندلع في مخيم طولطرم يعد مؤشرا على الكيفية التي تأتي بها مخاطر الشتاء في مخيمات لاجئي فلسطين متخفية بعدة أشكال. إن غياب التدفئة المركزية يعني أن وجود المدافئ ذات الشعلات المكشوفة يعد أمرا شائعا؛ وبالتالي فهنالك أيضا الحرائق المنزلية. إن الشقة السكنية التي توفي سراج فيها كانت تأوي 1 فردا من عائلة ممتدة تعيش فيها كل عائلة نووية صغيرة داخل غرفة واحدة. وقد أصبح جميع أفراد الأسرة الآن بلا مأوى ويقوم الجيران باستضافتهم.

ولم يسلم لاجئو فلسطين في سائر أرجاء المنطقة من العاصفة الشتوية التي أطلق عليها اسم "عاصفة هدى" (زينة في لبنان)؛ فبالقرب من طولكرم، وتحديدا في مخيم نور شمس، أوشكت عائلة أبو عامر على التعرض لفوضى عارمة عندما تسببت الفيضانات بانهيار ساحة اسمنتية ملاصقة لمنزلهم. "لقد بدا الأمر وكأن انفجارا قد حدث"، يقول أبو عامر، وهو أب لتسعة أطفال. لقد أصبح منزل العائلة الآن غير آمن هيكليا لكي يسمح بالعيش فيه. ويضيف أبو عامر بالقول: "إنني أبحث عن مكان لأقوم باستئجاره، إلا أن ذلك سيكلفني الكثير من المال. إن الوضع الآن غير آمن بالنسبة للأطفال حيث أن الساحة الاسمنتية المتهاوية تعد أشبه بهاوية قاتلة لهم. سيكون من الصعب علي مغادرة المنزل، إلا أن سلامة أطفالي تعد مسألة ذات أولوية".

وفي غزة، أدت الرياح المتجمدة والأمطار التي اجتاحت منطقة البحر المتوسط إلى ضرب العائلات التي لا تزال بيوتها أنقاضا في أعقاب النزاع الذي اندلع في الصيف الماضي. وقد تم إخلاء العشرات من المنازل المتبقية بسبب الفيضانات. وقد أجبرت عائلة محمد المؤلفة من أربعة أفراد والتي تعيش في ضاحية الشجاعية بغزة على الفرار من منزلها في منتصف تموز بعد أن تعرضت لأضرار بالغة جراء القصف. وبعد حوالي ستة أشهر، لا تزال العائلة تلتجأ داخل ملجأ تابع للأونروا وتأمل بالحصول على المساعدة لتتمكن من إعادة بناء منزلهم والالتجاء من الشتاء القارص. ويقول محمد بأن جل ما يتمناه هو أن يرى نهاية للحصار وأن يكون قادرا على أن يحيا حياة كريمة بسلام وأمن.

وفي الوقت نفسه في سورية، فإن لاجئي فلسطين المشردين داخليا جراء النزاع والذين يلتجئون في المراكز الجماعية يناضلون في سبيل البقاء دافئين بالرغم من الثلج. "إن الثلج يجلب السعادة للأطفال، إلا أنه وفي ضوء الوضع السائد فإن الثلج يأتي بمثابة ضربة كارثية"، يقول أحمد الذي يبلغ الحادية والسبعين من العمر والذي يلتجأ في الملجأ الجماعي بمدرسة الكابري في مخيم جرمانا.

إن العديد من الملاجئ الجماعية هي في الأصل مدارس تابعة للأونروا تم تحويلها إلى ملاجئ، وفي الوقت الذي يقوم فيه بعض اللاجئون باللجوء داخل المبنى المدرسي، إلا أن نقص المساحة يعني أن الآخرين يعيشون في خيام في ساحات المدرسة. إن خليل (36 عاما) وعائلته هم من بين أولئك الذين يعيشون في الخيام. "نحن نعيش في خيمة غير مدفئة في أجواء برد قارص"، يقول خليل مضيفا "لقد أمضيت ليلة الأمس بدون نوم. كنت قلقا على خيمتي بسبب الرياح الشديدة. إن ظروف الشتاء تعد مثار قلق هنا. لقد توفيت ابنتي في العام الماضي بسبب البرد وكان عمرها عشرة أيام فقط".

لا تتوفر نتائج حالياً